قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ظهر مبتسما في قمة الاستثمار العالمية في الرياض ليستقبل بالتصفيق والتقاط الصور، في الوقت الذي تحاول فيه المملكة تحجيم الخسائر الناتجة عن اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.

جاء هذا في تقرير نشرته الوكالة على موقعها الإلكتروني تحت عنوان:" ولي العهد يوزع كل ما لديه من ابتسامات في القمة، بينما يثير أردوغان ضجة حول الاغتيال".

وقالت الوكالة إن غضب دولي حول مصير خاشقجي ألقى بظلاله على المؤتمر الذي تستضيفه الرياض تحت عنوان "مبادرة مستقبل الاستثمار"، مع تغيب عشرات المصرفيين والمديرين والشخصيات الأجنبية البارزة بعد أن تبين مقتل خاشقجي داخل السفارة السعودية في اسطنبول.

في خطاب تليفزيوني مطول متزامن مع افتتاح القمة الثلاثاء، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الروايات السعودية المتغيرة حول وفاة خاشقجي، قائلا إن القتل كان مدبرا ولابد من معاقبة المسئول حتى لو كان على القمة.

وأوضحت الوكالة أن ظهور الأمير محمد غير المتوقع في القمة جاء في نهاية اليوم، ليلفت انتباه الحضور، حيث اشرأبت نحوه الأعناق لتخطف نظرات أو تلتقط صورة لولي العهد.

وبمجرد وصوله جلس ولي العهد إلى جوار العاهل الأردني الملك عبد الله لتتبعه الأنظار دون أن يعلق الأمير بكلمة على الملأ خلال المؤتمر.

ومن المقرر أن يلقي الأمير كلمة اليوم ولكن من غير الواضح إذا ما كان سيرد على اتهامات أردوغان التي جاءت أكثر قربا من كل ما مضى في إلقاء اللوم على القائد الطموح في مقتل خاشقجي.

يتحدث ولي العهد السعودي أمام المشاركين في مؤتمر " مبادرة مستقبل الاستثمار"، في أول تصريحات علنية له منذ مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول قبل ثلاثة أسابيع.

وكان ولي العهد تناول القضية بشكل مقتضب في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" بعيد الإعلان عن فقدان أثر الصحافي في الثاني من تشرين الأول، لكنه لم يتحدث علنا عن القضية.

وقال بن سلمان في المقابلة عندما سئل عن مصير خاشقجي قبل أن تؤكد الرياض مقتله، إنه يعتقد ان الصحافي خرج من القنصلية السعودية بعد دخولها بدقائق.

وشوهد خاشقجي، الذي كان ينتقد السعودية، آخر مرة وهو يدخل القنصلية السعودية باسطنبول في الـ 2 من أكتوبر الجاري.

وقالت السعودية في بادئ الأمر إنه غادر المبنى دون أن يلحق به أذى، ولكنها أقرت لأول مرة يوم الجمعة أنه مات، وقالت إنه قتل في اشتباك بالأيدي داخل القنصلية. وفي تعليقاته، وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وفاة خاشقجي بأنها قتل.

في المقابل تزعم تركيا أن خاشقجي الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" تعرض للتعذيب وتقطيع الأوصال من قبل فريق اغتيال قدم من الرياض في طائرات خاصة، وسط تسريبات وتقارير تتحدث عن مسئولية ولي العهد عن عملية الاغتيال.

وخاشقجي، هو صحفي سعودي عمل سابقا رئيسا لتحرير صحيفة "الوطن"  السعودية اليومية، كما عمل مستشارا للأمير تركي الفيصل السفير السابق في واشنطن، ولكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.

 النص الأصلي