رئيس التحرير: عادل صبري 07:45 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

لعشاق القهوة البرازيلية.. «معاناة العمال» تفقدها مذاقها

لعشاق القهوة البرازيلية.. «معاناة العمال» تفقدها مذاقها

صحافة أجنبية

المزارع البرازيلية تستخدم العبيد لقطفها

لعشاق القهوة البرازيلية.. «معاناة العمال» تفقدها مذاقها

جبريل محمد 31 أغسطس 2018 17:22

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن أفضل أنواع القهوة التي تستهلك في مختلف أنحاء العالم، ورائها قصة معاناة للعمال الذين يقطفونها من المزارع في البرازيل، حيث تفضل غالبية المزارع العمالة الرخيصة.

 

وأضافت الصحيفة، عندما أنقذت الشرطة "أبيلار ريبوكاس" من مزرعة في جنوب البرازيل بعد شهر من التقاط القهوة، وكان نحيفًا لأنه يعمل أياماً طويلة في الشمس الحارقة.

 

وكان ريبوكاس واحدا من أكثر من 800 عامل حررتهم السلطات من ظروف العمل مهينة عام 2016، وكانت البرازيل رائدة في الكفاح العالمي للقضاء على تجارة الرقيق منذ عام 2003، عندما قامت الحكومة بتوسيع غاراتها على المزارع والمصانع، ورفعت غرامات على الشركات التي انتهكت قوانين العمل.


وبدأت في نشر "القائمة السوداء" للشركات التي تضبط باستخدام العمالة القسرية، ولكن الاقتصاد الراكد والميزانيات الأكثر تشددا أعاقتا معركة البلد ضد الانتهاكات، ويلجأ العاملون الذين يتعرضون لسوء المعاملة حاليا إلى المجتمع الدولي للحصول على المساعدة.

 

واتهم عشرات من ضحايا ظروف العمل المهينة في مزارع البن ماكدونالدز، ودانكن دوناتس، أواخر أغسطس بالفشل في التأكد من أن قهوتهم مأخوذة من المزارع البرازيلية الخالية من عمل العبيد.

 

وفي شكوى إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية اتهم العمال الشركات بالتراخي في الرقابة على سلاسل التوريد الخاصة بهم في انتهاك للمبادئ التوجيهية لحقوق الإنسان والاستدامة الملزمة للمنظمة، والتي وقعت عليها البرازيل.

 

وتعتمد الشكوى جزئياً على النتائج التي توصلت إليها التحقيقات التي أجرتها مجموعة المراقبة الدنماركية دانواتش عام 2016، والتي وجدت أن شركات البن الكبرى لم تتمكن من التحقق من مصادر حبوبها، وأن البعض بما في ذلك شركة "نستله" اشتروا القهوة من المزارع البرازيلية تستخدم الرقيق.

 

لدى البرازيل واحدة من أوسع تعريف للعالم في مجال العمل بالسخرة، بما في ذلك عبودية الديون ، والظروف المهينة وساعات العمل الطويلة.

 

لكن الميزانيات الأكثر تشدداً الناجمة عن اقتصاد راكد أضعفت قدرة وزارة العمل على التحقيق في ادعاءات سوء المعاملة، وكانت عمليات التفتيش عام 2017 نصف ما كانت عليه عام 2013، وفقًا لأرقام الحكومة البرازيلية، وفي العام الماضي انقذ 341 شخصا من ظروف العمل المهينة، مقارنة مع ما يقرب من 6000 عام 2007.

 

البرازيل أكبر منتج للبن في العالم، وهي مسؤولة عن ثلث حبوب البن في العالم، لكن مالكي المزارع يعتمدون دائماً على العمالة الرخيصة الذين كانوا في البداية العبيد الأفارقة، وفيما بعد المهاجرين الإيطاليين، واليوم، يأتي معظم العمال من ولاية باهيا الفقيرة في شمال البرازيل.

 

وفي كل شهر يونيو، يستقلون حافلة تستغرق 28 ساعة من منزله في باهيا الصحراوية الجافة إلى الجبال المورقة في ميناس، حيث يتم إنتاج نصف قهوة البرازيل.

 

وفي شكواهم، طالب العمال الذين قدموا مناشدة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بأن تتحمل شركات القهوة المسؤولية عن انتهاكات عمل مورديها.

 

وقالت تمارا حجيج ، باحثة في مؤسسة جيتوليو فارغاس ساعدت العمال على بناء قضيتهم:" لم يعد بإمكانهم المجادلة بأنهم لا يعرفون ما يحدث".

 

وسط المخاوف المتزايدة بشأن ظروف العمل ، يتجه مزارعو القهوة بشكل متزايد إلى التشغيل الآلي، وتشير تقديرات نقابة عمال الريف إلى أن الآلات الزراعية خفضت العمالة الزراعية بأكثر من النصف خلال السنوات العشر الماضية وقصرت موسم الحصاد إلى شهرين.

 

وبينما يدعو الكثيرون إلى إشراف أكثر صرامة على العمل، يعتقد بعض المهاجرين في شمال شرق البرازيل أن أي عمل أفضل من عدم وجود عمل. 

 

الرابط الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان