رئيس التحرير: عادل صبري 12:02 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

ترامب وأفغانستان.. هل نحن أمام مفاجأة انسحاب جديدة على غرار سوريا؟

ترامب وأفغانستان.. هل نحن أمام مفاجأة انسحاب جديدة على غرار سوريا؟

شئون دولية

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب وأفغانستان.. هل نحن أمام مفاجأة انسحاب جديدة على غرار سوريا؟

محمد الوقاد 16 أغسطس 2019 21:45

يبدو أن أفغانستان قد تكون المعركة المقبلة بين "ترامب" وبعض الأطراف داخل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، على غرار معركة الانسحاب من سوريا، والتي أفضت إلى استقالة درامية لوزير الدفاع السابق "جيمس ماتيس".

 

ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الجمعة، قائلة إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان "زلماي خليل زاده"، " يمضي قدماً لتفادي إعلان انسحاب أحادي الجانب من جانب "ترامب"، الذي أصدر في ديسمبر الماضي إعلانًا مفاجئًا مماثلا بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا.

 

ووفقا لما أودرته الصحيفة، قرر "ترامب" عقد اجتماع، اليوم الجمعة، مع مسؤولين في إدارته، بينهم وزراء وكبار مستشاري الأمن القومي، من أجل الاستماع إلى إحاطة شاملة من "خليل زاد" عن تطورات المحادثات الجارية حاليا بين وفد أمريكي وآخر من مسؤولي حركة "طالبان"، بالإضافة إلى بحث اللمسات الأخيرة لخطط انسحاب القوات الأمريكية من هناك.

 

وقال مسؤول أمريكي إن نائب الرئيس "مايك بنس"، ووزير الخارجية "مايك بومبيو"، سيحضران الاجتماع في منتجع "ترامب" في نيوجيرسي.

 

تقدم كبير

 

وفي 6 أغسطس الجاري، أعلن "زلماي خليل زاده" أن تقدما رائعا حدث بالمفاوضات مع "طالبان"، والتي رعتها قطر في العاصمة الدوحة.

 

وتجري المفاوضات مع "طالبان" حول 4 محاور رئيسية؛ هي: وقف إطلاق نار عام، وانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وحوار بين الأفغان، ورفض استخدام الأراضي الأفغانية لمهاجمة الولايات المتحدة أو دول أخرى.

 

وتطالب "طالبان" بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، بينما تطالب واشنطن بالتزام الحركة بقطع العلاقات مع التنظيمات الإرهابية وانضمامها إلى جهود مكافحة الإرهاب.

 

ويشمل الانسحاب المبدئي حوالي 5 آلاف من القوات الأمريكية، البالغ عددها 14 ألفا، في أفغانستان.

 

في المقابل، ستوافق "طالبان" على التخلي عن تنظيم "القاعدة"، ومنعه من القيام بأنشطة، مثل جمع الأموال والتجنيد والتدريب والتخطيط التشغيلي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة.

 

موقف حكومة كابول

 

من المتوقع أن تتضمن الاتفاقية أيضا بيانا عن رغبة "طالبان" في الجلوس مع ممثلي حكومة الرئيس الأفغاني "أشرف غني" لوضع إطار سياسي للسلام، وهو ما كان منذ فترة طويلة نقطة شائكة في المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان".

 

وقال متابعون إنه عندما اختتم الخبراء الفنيون الجولة الأخيرة من المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" في الدوحة، الأسبوع الماضي، سافر "خليل زاد" إلى ألمانيا، المسؤولة عن رعاية المفاوضات، وإلى أوسلو، حيث من المرجح أن تعقد هذه المناقشات.

 

ولم تعبر "طالبان" علانية عن أي تغيير في رفضها للتفاوض مع "غني"، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا، طوال أشهر المفاوضات، إن أي اتفاق للانسحاب المرحلي سيكون مرتبطًا صراحة ببدء المحادثات بين الأفغان، وهو ما تحرص عليه واشنطن لتجاوز مخاوف الحكومة في كابول من إمكانية تجاوزها في تلك المفاوضات بالكلية.

 

وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن تطور المحادثات الأفغانية خارطة طريق لإدراج "طالبان" في الحكومة الأفغانية، وأن تعالج مسائل أخرى، بما في ذلك دور المرأة في أفغانستان، والقضايا الاجتماعية الأخرى.

 

نقطة شائكة

 

على افتراض استمرار المحادثات، كما هو موضح، فإن المناقشات بين الجانبين ستنظر أيضا في المدى الذي يمكن للجيش الأمريكي أن يحافظ فيه على وجود متبقٍ لوحدة مسلحة لمكافحة الإرهاب في أفغانستان، وهو أمر يعتقد الكثيرون في الإدارة الأمريكية والكونغرس أنه ضروري.

 

النقطة السابقة تحديدا تعد أبرز مسامير نعش المفاوضات الجارية مع "طالبان"، التي تتمسك بانسحاب أمريكي كامل وغير مشروط، رغم موافقتها على مبدأ التدرج في تطبيقه.

 

ويتوقع أن تغادر معظم القوات الأمريكية في غضون 18 شهرا من الآن، وقال مسؤولون إن ألمانيا وإيطاليا، اللتين تتمتعان بقوات أيضا فى أفغانستان تحت رعاية "الناتو"، ستبدأ الانسحاب بالتوازي مع رحيل الأمريكيين.

 

ومن المنتظر أن يعود "خليل زاد"، الذي وصل إلى واشنطن، مساء الإثنين الماضي، إلى الدوحة، حيث سيقدم نظرائه من "طالبان" تقارير عن مشاوراتهم القيادية في بعض المسائل العالقة.

 

ويأمل المسؤولون الأمريكيون في أن تدعو الأطراف الأفغانية، بمجرد الاتفاق على الاجتماع، إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، المقرر إجراؤها في 28 سبتمبر/أيلول المقبل.

 

اعتراضات متوقعة

 

ووفقا لـ"ديفيد بولوك"، المحلل الاستراتيجي في معهد واشنطن للدراسات، فمن المتوقع أن يعترض البعض في "الكونغرس" على الصفقة، حيث يتساءلون عما إذا كان يمكن الوثوق بحركة "طالبان"، التي أصبح موقعها العسكري وسيطرتها على الأرض الآن أفضل مما كانت عليه منذ بداية الحرب في عام 2001، بقطع العلاقات مع "القاعدة".

 

هناك أيضا، بحسب "بولوك"، مخاوف من أن المعارضة داخل صفوف "طالبان" بشأن أي صفقة ستجبر بعض المقاتلين على كسر الصفوف والتحرك للانضمام إلى وجود متزايد لـ"تنظيم الدولة" الإرهابي في أفغانستان.

 

في المقابل، سعى مسؤول بالبيت الأبيض إلى التقليل من توقعات اجتماع يوم الجمعة، وعندما سئل عما إذا كان "ترامب" يعتزم اتخاذ قرار بشأن وجود القوات في أفغانستان، قال: "لا أعرف أنه سيكون لدينا أي إعلان أو قرار أو أي معلومات تخرج منه بطريقة أو بأخرى"، بحسب "واشنطن بوست".

 

وكرر المسؤول أن "ترامب" كان واضحًا بشأن رغبته في إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن من أفغانستان والتي لا تزال تمثل أولوياته على المدى الطويل.

 

ومن المنتظر أن يسبب الانسحاب الأولي بموجب الصفقة تخفيض مستوى القوات الأمريكية إلى حوالي 9 آلاف جندي، مقارنة بعددها عندما تولى "ترامب" منصبه.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان