رئيس التحرير: عادل صبري 04:10 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

ترامب.. هل تطيح به «المكالمة المشبوهة»؟

ترامب.. هل تطيح به «المكالمة المشبوهة»؟

تقارير

الرئيس الامريكي دونالد ترامب

مسيرة من الفضائح

ترامب.. هل تطيح به «المكالمة المشبوهة»؟

أحلام حسنين 25 سبتمبر 2019 23:04

منذ أن اعتلى الرئيس ترامب" target="_blank">دونالد ترامب حكم الولايات المتحدة الأمريكية، وهو دائمًا مثير للجدل، إذ تلاحقه المواقف والفضائح التي قد تعصف به من البيت الأبيض، ما بين فضائح جنسية وأخرى سياسية، وأخرها المكالمة "المشبوهة كما وصفتها بعض الصحف الأجنبية، بنظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، والتي جعلت بقائه في السلطة على المحك.

 

فعلى مدى العامين الماضيين تعددت الفضائح التي تداولها وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والعربية حول "ترامب"، إلا أنه لم تُتخذ إجراءات فعلية لعزله عن منصبه، ولكن هل ستكون مكالمة رئيس أوكرانيا هي "القشة" التي تؤدي إلى عزل "ترامب"؟.

 

المكالمة المشبوهة..

 

منذ أمس بات الحديث عن ترامب" target="_blank">عزل ترامب محط حديث جميع وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، لاسيما مع إعلان الحزب الديمقراطي البدء في تحقيق رسمي حول سعي "ترامب" للحصول على دعم سياسي من قوة أجنبية بهدف إلحاق الضرر بخصم سياسي.

 

ورغم أن "ترامب" نفى تلك الاتهامات، إلا أنه أقر بأن اسم منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن، ورد في نقاش مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، خلال مكالمة هاتفية في يوليو الماضي.

 

وكان الرئيس الأمريكي قد أمر بتعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وقيمتها 391 مليون دولار، قبل يومين من هذه المكالمة.

 

وبحسب ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست"،  فإن ترامب أمر موظفي البيت الأبيض بحجب حوالي 400 مليون دولار كمساعدات لأوكرانيا، بهدف الضغط على رئيسها، لدفعه إلى فتح تحقيق مع نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي الأبرز لانتخابات عام 2020، جو بايدن.

 

ولكن ترامب نفى في وقت سابق أن يكون لهذا الإجراء علاقة بالدفع للتحقيقات بشأن بايدن، وإنه كان يهدف الضغط على أوروبا لتقديم مساعدات لأوكرانيا.

 

ومن قبل كانت رئيس مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، لم تر أن لديها التبرير القانوني للدفع بقرار لترامب" target="_blank">عزل ترامب، أثناء التحقيق بفضيحة التدخل الروسي لصالحه خلال فترة الانتخابات الرئاسية عام 2016.

 

ولكن هذه المرة رأى مجموعة من المشرعين الديمقراطيين، أن تتقدم باتجاه توجيه اتهامات رسمية للرئيس، في حال ثبتت صحة المزاعم بشأن ملف أوكرانيا، أو إذا استمرت إدارته في تعطيل محاولات الكونغرس للتحقيق فيها.

 

وبحسب إحصائية "واشنطن بوست"  فقد تزايدت أعداد النواب الديمقراطيين المؤيدين لبدء التحقيق مع ترامب خلال الـ48 ساعة الماضية، لتصل إلى 150 نائبًا من أصل 235، وهو ما يعد تغييرا في موقف الديمقراطيين من عزل الرئيس، إلا أنه يبقى مشروطا بظهور أدلة تدين ترامب في ملف أوكرانيا.

 

 

ترامب :فرصة لإعادة انتخابي

 

وعلى الرغم مما يدور من أحاديث حول احتمالية ترامب" target="_blank">عزل ترامب، إلا أن الأخير يرى أن ما يحدث حاليا هو فرصة لإعادة انتخابه لولاية ثانية.

 

وقد رد ترامب، في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، على إجراءات عزله، قائلا :""الجميع يقولون إنّ هذا الأمر سيكون إيجابياً لي في الانتخابات".

 

وقال ترامب: "مثل هذا اليوم المهم في الأمم المتحدة، الكثير من العمل والكثير من النجاح، تعمد الديمقراطيون تدميره والحط من شأنه بالأخبار العاجلة عن "مطاردة الساحرة" - يقصد الأخبار التي لا دليل عليها – هذا سيئ جدا لبلادنا".

 

نص المكالمة 

 

ونشر البيت الأبيض، اليوم الأربعاء،  تفريغا نصيا للمكالمة هاتفية بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني.

 

وكشف نص المكالمة، التي أجراها الرئيس الأمريكي، ترامب" target="_blank">دونالد ترامب، مع نظيره الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، أن الأول طالب بإجراء تحقيق يستهدف خصمه من الحزب الديمقراطي، جو بايدن، وابنه الذي يعمل في شركة غاز أوكرانية.

 

وطالب ترامب بعودة النائب العام الأوكراني الذي عزله الرئيس السابق، والذي وصفه الرئيس الأمريكي بأنه "جيد جدا".

 

واتفق الطرفان على أن يتصل محامي ترامب، رودي جولياني، بالرئيس والنائب العام الأوكراني كي يشارك في الوقوف على "حقائق" التحقيقات بشأن بايدن وابنه.

 

علاقات عاطفية

 

لم تكن تلك المكالمة وحدها من أثارت الجدل حول ترامب، فهناك الكثير من المواقف السابقة، معظمها يتعلق بعلاقاته العاطفية قبل توليه الحكم.

 

ففي شهر فبراير 2019، حاول ترامب تكليف مدع عام موال له للتحقيق في قضية  الأموال التي دفعها مايكل كوهين، المحامي الشخصي السابق لترامب، إلى كل من ستورمي دانيالز وكارين ماكدوغال، لشراء صمتهما بشأن ما تزعمانه عن علاقة عاطفية ربطت كلاً منهما بالملياردير المثير للجدل.


 وبحسب تقرير "نيويورك تايمز" فإن ترامب اعتبر أن التحقيق في هذه القضية اقترب منه لدرجة مقلقة، مما دفعه لأن يطلب من وزير العدل بالوكالة، ماثيو ويتاكر، التدخل من خلال إيكال هذا التحقيق إلى المدّعي العام الفيدرالي في نيويورك جيفري بيرمان، الذي يعتبر من داعمي الرئيس الجمهوري.

 

ولفت تقرير الصحيفة، إلى أن المدّعي العام بيرمان، الذي نأى بنفسه عن هذه القضية كي لا يتهم بتضارب المصالح، أبقى التحقيق في أيدي روبرت خزامي، أحد المدّعين العامين في فريقه.

 

ونفى ترامب الأمر قائلاً إن "تقارير نيويورك تايمز خاطئة"، ووصفهم بأنهم هم العدو الحقيقي للشعب".

 

اغتصاب كاتبة

 

وفي العام 2018 الماضي، سلطت وكالات الأنباء العالمية وعلى رأسها هيئة الإذاعة البريطانية الضوء على القصة الخاصة باغتصاب الرئيس الأمريكي، ترامب" target="_blank">دونالد ترامب، لسيدة داخل غرفة لتغيير الملابس في منتصف سنوات التسعينيات من القرن الماضي.

 

وتعود بداية القصة، وفقًا لما روته الكاتبة الأمريكية "باي جين كارول" لمجلة نيويورك ، بأنها التقت الرئيس الأمريكي أوائل عان 1996 في متجر بيرجدورف جودمان الراقي في نيويورك.

وقالت الكاتبة الأمريكية أنها قد عرفت على عملاق العقارات وأخبرها بأنه يريد شراء هدية لفتاة، وعند تبادل المعرفة، روت الكاتبة الأمريكية أن ترامب قد تبال معها التعليقات الساخرة ومن ثم شجع بعضهما البعض على تجربة الملابس الداخلية نفسها.

 

ووفقًا لروايتها، فالكاتبة التي تبلغ من العمر 50 عامًا قالت إن كليهما كانا قد اتجها إلى غرفة تجربة الملابس، إذ ادعت أنه اغتصبها.

 

أما ترامب فقد نفى تلك مزاعم اغتصابه للكاتبة الأمريكية، واصفا ما أوردته مجلة نيويورك بأنه "محض الخيال"، مؤكدا أنه لم يلتق مع تلك الكاتبة طيلة حياته.

 

وقال ترامب، في تغريدة عبر تويتر: "لم أقابل هذه المرأة في حياتي،  إنها تحاول بيع كتاب جديد، وهكذا تتضح دوافعها،  وأرجح أن الكتاب يمكن بيعه في قسم القصص الخيالية".

 

اغتصاب قاصر

 

لم تكن مزاعم اغتصاب الكاتبة الأمريكية الأولى من تلك الاتهامات التي واجهت ترامب، فسبق أن نشرت صحيفة "نيوز ويك" الأمريكية، قبيل الانتخابات الأمريكية الأخيرة، بأن ترامب اغتصب قاصر تبلغ من العمر 13 عاما، إلا أنها تنازلت عن القضية.

 

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه فى عام 1994، أخذ ترامب الفتاة إلى مقر أحد الأحزاب مع الملياردير جيفرى إبشتاين، الذى كان من مرتكبى الجرائم الجنسية المعروفين، واغتصبوها تلك الليلة فى "هجوم جنسي وحشى"، وفقا لقضية رفعت فى يونيو 2016 من قبل الفتاة.

 

طفل غير شرعي

 

وسبق أن كشفت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية عن وثيقة "حساسة" أُبرمت مع بوّاب سابق كان يعمل في برج ترامب؛ بهدف إخفاء علاقة حميمية بين الرئيس ترامب" target="_blank">دونالد ترامب، ومدبّرة منزل سابقة له، أدّت لإنجابها طفلاً منه.

 

وأفادت الشبكة الإعلامية الأمريكية أن الوثيقة التي تم التوقيع عليها، في 15 نوفمبر 2015، بين البوّاب السابق دينو ساجودين، ومؤسّسة American Media الإعلامية الضخمة، تمنعه من التحدّث عن قضية ابن ترامب" target="_blank">دونالد ترامب غير الشرعي.

 

وأعلن مارك هيلد، محامي ساجودين، حينها أن موكّله سيتقاضى بموجب هذا الاتفاق 30 ألف دولار، في حال قامت المؤسّسة بنشر تفاصيل الحادثة.

 

لكن الصفحة الثالثة من الوثيقة تحوي ما يبدو تعديلاً على الاتفاق ينصّ على أن البوّاب السابق سيتلقّى المبلغ المذكور خلال 5 أيام، ويترتّب عليه دفع غرامة قيمتها مليون دولار إذا خالف الاتفاق.

 

وذكر المحامي أن موكّله أُعفي مؤخراً من أي التزام أو مسؤولية بموجب العقد، بعد جولة جديدة من المفاوضات الصعبة مع American Media، مشيراً إلى أن الغرامة القاسية منعته من كشف ملابسات القضية سابقاً.

 

وكان البواب السابق قد أكّد لـCNN،  في أبريل الماضي، أنه يملك معلومات عن هذه القصة الغرامية للرئيس الأمريكي، لكن المؤسّسة الإعلامية التابعة لترامب شكّكت في ذلك.

 

8 جرائم مالية 

ترامب يعيش حاليا أحد أسوأ أيامه في رئاسة الولايات المتحدة"، كان هذا عنوان هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بعد التطورت التي شهدها ملف المدير السابق لحملة ترامب في سباق الرئاسة بانتخابات 2016، بول مانافورت، ومحاميه السابق مايكل كوهين.

 

فبحسب "بي بي سي" فإن كوهين اتفق مع الإدعاء العام في مقاطعة نيويورك الجنوبية، على الاعتراف بارتكابه ثماني جرائم مالية، والإقرار بأنه ناقش أو دفع مبالغ مالية لسيدتين تزعمان وجود علاقة جنسية مع ترامب.

 

المحلل السياسي الأمريكي جيفري توبين، يقول في حديث لشبكة "سي إن إن"، إنه منذ سنوات طويلة، يعترف مسؤولون قريبون من الرئيس لأول مرة، بارتكابهم جرائم مالية في الحملات الانتخابية.

 

توبين اعتبر أن "ترامب هو المستفيد الأول مما قام به كوهين، ما يجعل الاعترافات التي أدلى بها هذا الأخير تُعقّد مِن وضع البيت الأبيض"، متسائلاً: "كيف حصل كوهين على الأموال التي دفعها للسيدتين؟ وكيف يمكن أن يقوم بذلك من تلقاء نفسه؟".

 

وذهب إلى القول: إنه "في حال ثبوت تورُّط الرئيس في هذه الجرائم المالية، فمن الممكن أن يقوم الكونغرس بسحب الثقة من ترامب، وإبعاده عن الرئاسة".

 

منذ بدايته في السلك السياسي، انتهج ترامب المساومة مع الحكومات الأمريكية في منتصف السبعينيات، وكان ذلك قد ظهر عندما ساوم على ترميم فندق "جراند حياة" في قلب نيويورك، مقابل إعفائه من الضرائب 40 عاماً، بحسب "بي بي سي".

 

وفي أعقاب الحديث عن عزله، بدأ الرئيس الأمريكي بالتهديد والتحذير من أن أسواق المال العالمية ستنهار في حال تم عزله من منصبه، وذلك في أول رد فعل منه على اعتراف كوهين بارتكاب جرائم مالية بإيعاز منه.

 

وحينها قال ترامب لشبكة "فوكس آند فريندس" التلفزيونية: "في حال تم عزلي، أعتقد أن الأسواق ستنهار، أعتقد أن الجميع سيصبحون فقراء جداً".

 

وأشاد بـ"إنجازاته" في خلق وظائف وإحداث تقدم اقتصادي خلال فترة رئاسته، مشدداً على أنه لو كانت هيلاري كلينتون فازت في انتخابات 2016، لكان الأمريكيون في حال أسوأ بكثير.

 

وتعجب الرئيس المثير للجدل: "لا أعرف كيف يمكن عزل شخص قام بعمل رائع!"، لكنه لم ينظر إلى كيل الاتهامات والفضائح الجنسية التي رافقت مسيرته في البيت البيضاوي، وفقا لـ"بي بي سي".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان