رئيس التحرير: عادل صبري 10:30 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا لا ترد السعودية «تحية الحوثيين»؟

لماذا لا ترد السعودية «تحية الحوثيين»؟

تقارير

محمد بن سلمان

لماذا لا ترد السعودية «تحية الحوثيين»؟

معتز بالله محمد 25 سبتمبر 2019 21:57

مرة أخرى يلوح الحوثيون بـ "رد مؤلم" على السعودية إذا لم تقبل المبادرة التي أعلنتها الجماعة قبل أيام وتقضي بوقف الهجمات على المملكة، في خطوة يقول مراقبون إنها تأتي لإحراج الرياض، التي لا تزال تضمد جراح الهجمات على منشأتي أرامكو شرقي البلاد، والتي تبناها الحوثيون.

 

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قال وزير الخارجية في حكومة الحوثي هشام شرف، إنه إذا لم تقبل السعودية المبادرة فإن خطتهم للرد ستكون جاهزة.

 

وأضاف شرف في تصريح لقناة "الميادين"، "إذا لم يقبل العدوان بمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى فلدينا خطتنا وبرامجنا الجاهزة للرد".

 

والجمعة الماضي أعلن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين (أعلى سلطة سياسية)،وقف العمليات الهجومية على السعودية، وطالبها بإعلان مماثل.

 

وقال المشاط في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لسيطرة جماعته على صنعاء "نعلن وقف استهداف أراضي السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة، وننتظر رد التحية بمثلها".

 

وأضاف "نمد غصن الزيتون، في وقت السلم، وفي حالة الحرب سنوجعهم بشكلٍ لم يتصوروه أبدا"، مضيفا: "نتوقع من الأشقاء في السعودية التواصل مع من يحميهم أو من يوهمهم بالحماية ومناقشة جوانب الموضوع".

 

مبادرة الحوثيين جاءت بعد نحو أسبوع على تبنيهم هجمات استهدفت في 14 سبتمبر منشأة خريص النفطيّة الواقعة في شرق السعودية، وأضخم مصنع لتكرير الخام في العالم يقع في بقيق، لكن الولايات المتحدة قالت إنّ الهجمات انطلقت من إيران، وليس من اليمن، وهو ما نفته طهران.

 

وفي أول رد فعل من المملكة على اقتراح الحوثيين، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، السبت، إن الرياض ستراقب مدى جدية الحوثيين في تطبيق مبادرة السلام التي طرحوها.

 

وأضاف الجبير في مؤتمر صحفي في الرياض "نحكم على الأطراف الأخرى بناء على أفعالها وأعمالها، وليس أقوالها، ولذا فإننا سنرى إن كانوا سيطبِّقون فعلًا (المبادرة) أم لا".

 

وتابع: "بالنسبة للسبب الذي دفعهم لذلك، علينا أن نتفحص المسألة بتعمق"، دون مزيد من التفاصيل.

 

وبرد الجبير لم توافق الرياض أو ترفض مبادرة الحوثيين، لكنها أعلنت أنها ستراقب مدى جديتهم، وهو الرد الذي غالبا ما أزعج الجماعة المدعومة من إيران.

 

ومساء السبت، قال القيادي بالجماعة محمد علي الحوثي إنه "في حال رفضت السعودية مبادرة المشاط، فإنه سيكون هناك عواقب على المملكة".

 

وأضاف الحوثي "إن أبوا الموافقة على مبادرة وقف الهجمات، فإننا سنؤلمهم أكثر، ولن نقدم رقابنا لهم".

 

وتابع "نحن نحمل العزيمة والقرار وبإمكاننا أن نضرب أي مكان، وتطور القدرات العسكرية مستمر".

 

ورغم ترحيب الأمم المتحدة بالمبادرة على لسان مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي اعتبر أنها "يمكن أن تكون رسالة قوية حول الإرادة لإنهاء الحرب"، إلا أن السعودية لم ترد التحية بمثلها.

 

واتهمت جماعة الحوثي، أمس الثلاثاء، قوات التحالف العربي بقيادة السعودية بقتل 16 مدنيا في غارتين جويتين على منزل بمحافظة الضالع وسط اليمن، قالت إن من بينهم 7 أطفال و4 نساء.

 

وقبل ذلك بيوم واحد قال الحوثيون إن خمسة مدنيين، قتلوا بغارات شنتها مقاتلات التحالف العربي، بمحافظة عمران شمالي البلاد.

 

وانطلاقاً من هذه الهجمات يرى مراقبون أن مبادرة الحوثيين التي جاءت لامتصاص الغضب السعودي بعد عملية أرامكو التي أحدثت أضراراً بالغة بمنشآت النفط والغاز لم تحقق أهدافها، خصوصاً وأنّ شرط المبادرة الأول يتضمن وقف الغارات السعودية على اليمن.

 

وتؤكد التطورات العسكرية سواء عبر الغارات الجوية أو المواجهات بمختلف الأسلحة الثقيلة بين القوات التابعة للتحالف من جهة وقوات الحوثيين من جهة أخرى، فشل مبادرة السلام التي أعلنتها الجماعة.

 

وتصر السعودية على تحقيق أهدافها التي أعلنتها فور تدخلها في اليمن في مارس 2015، ومن بينها إنهاء انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على محافظات بينها العاصمة صنعاء، وإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي للحكم، ما يعني أن قبولها بأي وقف للحرب دون ذلك يعد هزيمة لها، بحسب محللين.

 

ضرب الرياض بالمبادرة الحوثية عرض الحائط قد يعني بحسب البعض تجهيز الحوثيين لهجمات جديدة أكثر خطرا تستهدف المنشآت الاقتصادية للسعودية والتي لم تنجح "الحماية الأمريكية" التي دائما ما يتحدث عنها الرئيس دونالد ترامب في منعها سابقاً.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان