في سيارة للأجرة بدأت الرحلة، بتكلفة قدرها "جنيه" للراكب من ميدان الحصري إلى مستشفى 6 أكتوبر العام، وصولاً إلى ميدان "فودافون" حيث تطأ قدماك الأرض بعد 10 دقائق، ثم تنعطف يسارًا لتجد المستشفى أخيرًا على يمينك.
الاستقبال
طبيبتان تقفان خارجا، دلتا على الباب، وحين دخلنا في تمام 12 ظهرًا، يمينًا ويسارًا جالت أعيننا، ربما نجد من يدلنا على الطريق، "أين نتوجه؟"، من يشخص الحالة؟، وجدنا لافتة، تقول "الاستعلامات"، اتجهنا نحوها، لكنه كما يجد العطشان بقعة ماء في الصحراء، لم تكن اللافتة سوى سراب لمكتب خال ومطفأ الأنوار.
التقطنا صورتها التي أبت إلا أن توثق الظلمة، وفي الخلفية آية من القرآن الكريم "وإذا مرضت فهو يشفين"، حقا فهو الوحيد القادر، في ظل عدم وجود ملائكة الرحمة.
إنقاذ
في ظل دقائق التيه هذه، ممرضة قادمة سألها صديق عن عيادة الباطنة فأجابت "شمال.. آخر الطرقة"، وفي آخر الطرقة.. أريكة استغلها المرضى لانتظار أدوارهم، المريض هناك لا يحتاج لإغلاق الباب، فهو يتعامل شفهيًا فقط، ما بك..؟، وأعراض المرض..؟، ثم التشخيص فورًا.
تذكرة
وحين جاء الدور، سُئلت عن "التذكرة"، لم أعرف لحظتها عن أي شيء تتحدث، فاستوضحت الأمر "أي تذكرة"، فقالت إنه يتوجب أن تحصل على تذكرة كي تستطيع الكشف وتشخيص حالتك.
بعدها انتقلت وصديقي إلى شباك التذاكر، الذي وقف أمامه واحد فقط، وحصلت على تذكرة بـ 3جنيهات وعدت، أعطيتها التذكرة لأشغل طابورًا آخر.
في المقابل لافتة كتب عليها "إن المستشفى ليس مسئول عن كفن المريض، أو عن سيارة نقل الموتى، إنما هو مسئول فقط عن إيصال رسمي لما يدفعه المريض، بإمضاء من (مفتيش) الصحة"، نعم هكذا كتبت.
الكشف
بصوت رخيم.. نادت الممرضة على اسمي الذي كتب بالتذكرة، وفي الحجرة جلست الطبيبة خلف مكتب، حمل أوراقًا وملفات فقط، لم تطلب مني سوى أن أسرد لها ما أشعر به، ثم شخصت الحالة "يعاني من القولون العصبي.
اقرأ أيضا :
الأطباء يسخرون من تصريحات وزيرة الصحة: "اوعى القطة يا عم الحاج"