قبل يومين عاش عشاق برشلونة الإسباني في كل مكان لحظات سعيدة عقب إعلان فوز خوان لابورتا برئاسة النادي الكتالوني، بعد حسمه الانتخابات الأخيرة لصالحه، لكن سرعان ما عاد القلق والترقب لديهم بسبب المواجهة التي تنتظر الفريق في دوري أبطال أوروبا.
 

ويحل فريق برشلونة غدا الأربعاء ضيفا على باريس سان جيرمان الفرنسي على ملعب الأخير "حديقة الأمراء" وذلك في إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا.

 

وتلقت كتيبة ميسي ورفاقه على أرض ملعب كامب نو هزيمة ثقيلة على يد باريس سان جيرمان في لقاء الذهاب بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف وحيد، في ليلة تألق فيها كيليان مبابي.
 

مؤشرات تدعم برشلونة

ورغم صعوبة مواجهة الغد إلا أن برشلونة سيدخل اللقاء بمعنويات مرتفعة أهمها فوز خوان لابورتا في انتخابات رئاسة النادي قبل وهو الأمر الذي أسعد معظم لاعبي برشلونة وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

كما حقق الفريق ريمونتادا قبل يومين عندما فاز على إشبيلية 3-0 في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، بعد أن كان خسر في لقاء الذهاب بنتيجة 0-2.

 

كما لم يتعرض برشلونة للخسارة في آخر 7 مباريات خاضها خارج أرضه في دوري أبطال أوروبا، حيث فاز في 5 مباريات، من بينها المباريات الثلاث في الموسم الجاري، وتعادل في اثنتين.

دعم لابورتا 
 

بدوره، سافر خوان لابورتا مع فريقه في أول رحلة عمل لمواجهة نادى باريس سان جيرمان، في إياب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا، على ملعب "بارك دي برانس".
 

وظهر رئيس النادى الجديد مع لاعبي الفريق في رحلته الأولى بعد عودة مرة أخرى لرئاسة النادي، وظهر وهو يرافقهم في الطائرة الخاصة لحظة هبوطهم في المطار الفرنسي.

 

ويضع خوان لابورتا آمالا كبيرة على أن تكون مباراة الغد بمثابة حجر أساس لتصحيح مسار الفريق حيث إن التغلب على باريس سان جيرمان الفرنسي والتأهل سيعني الكثير في مسيرة الفريق المقبلة.

وقال خوان لابورتا، عقب فوزه في الانتخابات، إنه يستهدف بداية رحلة إعادة البارسا للقمة من خلال لقاء سان جيرمان الذي سيستضيفه ملعب حديقة الأمراء، وسيكون الأول للفريق مع لابورتا في ولايته الثانية.
 

وتحدث لابورتا مع ناخبيه والصحفيين عقب الانتصار في الانتخابات، وقال لهم في تصريحات نشرتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية: "لنذهب الآن إلى باريس، ولنر هل سنكون قادرين على العودة أم لا".
 

أرقام صادمة
 

لكن في المجمل يعيش برشلونة واقعا صعبا خلال السنوات القليلة الماضية، وبعيداً عن ابتعاده عن منصة اللقب والتي تعود إلى موسم 2014-2015 عندما ظفر بـ"الثلاثية" الثانية في تاريخه، فإن الفريق يقدم مستويات سيئة وعادة ما يخرج بوجه مخيب على يد الفرق الأوروبية.

 

ولا شك أن جماهير برشلونة تعلم مدى صعوبة مباراة الغد نظرا لما يقدمه الفريق حاليا كذلك الحالة الفنية العالية التي يتواجد عليها باريس سان جيرمان.
 

ويبدو أن الابتعاد عن ملعب كامب نو وخوض مباريات مرحلة خروج المغلوب في دوري الأبطال على ملاعب المنافسين يُقلل من قوة برشلونة منذ بدء حقبة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في موسم 2005-2006، وذلك الموسم الذي خاض به «البولغا» أول مباراة في هذا الدور، حيث اكتفى بالتواجد في دور المجموعات فقط خلال موسم 2004-2005.

 

ومنذ ذلك الموسم حتى موسم 2020-2021 لعب برشلونة 42 مباراة خارج ملعبه من مرحلة خروج المغلوب في دوري الأبطال، والنتائج لم تكن لصالحه، حيث اكتفى بتحقيق الفوز 18 مرة فقط، مقابل 13 هزيمة، و11 تعادلاً.

 

ميسي بدوره لم يسجل إلا 11 هدفاً، ولم يصنع سوى 4 أهداف، وغاب عن 4 مباريات.

 

وتشير الأرقام أيضا إلى أن برشلونة خرج 9 مرات من دور إقصائي في دوري أبطال أوروبا عندما يلعب مباراة الإياب خارج ملعبه، مقابل التأهل 4 مرات فقط طوال تاريخه.

 

ومنذ التتويج بآخر لقب دوري أبطال في موسم 2014-2015 عاش الفريق الكتالوني ونجمه الأرجنتيني أسوأ مواسمهما على صعيد الانتصارات وتسجيل الأهداف.

 

ولعب برشلونة 11 مباراة خارج كامب نو في هذه الأدوار منذ موسم 2015-2016، وحقق الفوز في مباراتين فقط، وتعادل في 3 مباريات، وخسر في 6 مباريات، واكتفى ميسي بدوره بتسجيل 3 أهداف ولم يصنع أي هدف.

 

كما أن البارسا فاز في مباراة واحدة فقط من آخر 7 زيارات إلى فرنسا، بينما تعادل 4 مرات، وخسر مرتين، فيما فاز الفريق الإسباني 4 مرات، وتعادل 4 مرات، وخسر مثلها، في مواجهاته مع الأندية الفرنسية خارج أرضه.

 

ريمونتادا منتظرة

لا شك ان فريق باريس سان جيرمان وضع قدما في الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، بعد النتيجة الجيدة التي حققها في عقر دار برشلونة

 

وبات برشلونة مطالبا في مباراة الإياب غدا بالفوز بفارق 4 أهداف على العملاق الفرنسي، إذا أراد مواصلة مشواره الأوروبي هذا الموسم.

 

ويسعى برشلونة إلى تكرار سيناريو الريمونتادا التي حققها أمام باريس سان جيرمان في الدور ذاته قبل 4 أعوام حين خسر على ملعب حديقة الأمراء بنتيجة 0-4، قبل أن ينتفض ويفوز 6-1 في لقاء الإياب على كامب نو.

 

وكان سان جيرمان حقق فوزا كبيرا على برشلونة في ذهاب ثمن نهائي نسخة 2016-2017، عبر نجومه أنخيل دي ماريا "هدفين" وجوليان دراكسلر وإدينسون كافاني.

احتاج البارسا في الإياب لفوز إما 5-0 أو 6-1 من أجل التأهل، وبالفعل حقق الفوز بالنتيجة الثانية، عبر نيمار دا سيلفا "هدفين" وليونيل ميسي ولويس سواريز وهدف عكسي للايفن كورزاوا، وهدف سيرجي روبيرتو الشهير في الدقيقة 95.

باريس بدون نيمار 
 

في المقابل، يدخل باريس سان جيرمان مباراة الغد بدون نجم الفريق البرازيلي نيمار دا سيلفا، حيث لن يكون حاضراً في المباراة ضد فريقه السابق برشلونة.
 

وسيغيب نيمار عن ملعب حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية باريس، غداً الأربعاء، بعدما كانت الشكوك تحوم حول إمكانية مشاركته في اللقاء.

وكان نيمار يُمني النفس بالعودة إلى الملاعب وخوض اللقاء أمام زملائه السابقين، وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكنه لم يتعاف بشكلٍ كامل بعد من الإصابة.
 

ويأمل المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو في استعادة خدمات اللاعب البرازيلي في أقرب فرصة، لمساعدة زميله كيليان مبابي في خطّ المقدمة، في ظلّ سعيه لتحقيق الألقاب المحلية والمنافسة في أبطال أوروبا، بعدما بلغ الفريق النهائي العام الماضي، قبل الخسارة أمام بايرن ميونخ الألماني.