رغم أنه الأقل شهرة بين المرشحين الأربعة لرئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف"، إلا أن قطب صناعة التعدين وصهر رئيس الجمهورية سيريل رامافوزا، الملياردير الجنوبي أفريقي باتريس موتسيبي استطاع الصعود إلى عرش الكرة الأفريقية بعد انسحاب منافسيه.

 

ومما لا شك فيه فإن تولي ''باتريس موتسيبي'' مقاليد الحكم واعتلاء عرش "الكاف" يعد مرحلة جديدة تبدو نتائجها غير واضحة المعالم، غير أن عيون الجميع ستكون موجهة صوب رجل فعل كل شيء ليقود قطار الكرة الأفريقية.

وخلال أيام قليلة سيعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بشكل رسمي إعلان فوز باتريس موتسيبي رئيس نادي صن داونز الجنوب أفريقي برئاسة "كاف" بالتزكية، على هامش الانتخابات المقرر لها في 12 مارس الجاري، وخلافة الملغاشي أحمد أحمد.

اتحاد جنوب إفريقيا لكرة القدم، فجر المفاجأة التي ربما كانت متوقعة بإعلانه تولي باتريس موتسيبي رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالتزكية، بعد انسحاب جميع منافسيه، وذلك عقب تحركات قام بها "ملك الذهب" في جنوب أفريقيا بدعم كبير من رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو.



وأصبح موتسيبي أول ملياردير جنوب أفريقي يتولى رئاسة الاتحاد بعد انسحاب منافسيه، بشكل متفق عليه فيما بينهم، فيما عرف بـ”بروتوكول الرباط”.
 

ونشر الحساب الرسمي لاتحاد جنوب إفريقيا لكرة القدم عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة، يعلن خلالها عن تولي موتسيبي رئاسة الاتحاد الإفريقي، وجاء نص التغريدة: "الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي أصبح رئيسًا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد انسحاب جميع المنافسين له على هذا المنصب".

اتفاق الرباط
 

وأكد اتحاد جنوب إفريقيا على أن موتسيبي أصبح رئيسًا للاتحاد الإفريقي "كاف"، بعد انسحاب جميع الخصوم، بشكل متفق عليه بين جميع المرشحين.

 

وكان أوجستن سنجور رئيس الاتحاد السنغالي لكرة القدم، والإيفواري جاك أنوما والموريتاني أحمد ولد يحيى، كانوا ينافسون موتسيبي على منصب الرئاسة، قبل إعلانهم الانسحاب من السباق.

وجاءت التطورات الأخيرة في صراع رئاسة الكاف بعد "اتفاق الرباط"، الذي أراده الفيفا، ويتمثل في اختيار السيد موتسيبي رئيسا بالإجماع، وانسحاب المرشحين الثلاثة الآخرين، السيد أنوما، والسنغالي أوغستين سنغور، والموريتاني أحمد يحيى، مقابل منصب مستشار للأول ونواب الرئيس للآخرين.

 

انتخابات الاتحاد الإفريقي "كاف"، كان مقررا لها يوم 12 مارس الجاري، ولكن بعد انسحاب كل المنافسين، أصبح موتسيبي هو الرئيس الجديد بالتزكية.

 

 

 

ونشر الاتحاد الجنوب إفريقي تغريدة أخرى، بها صور لموتسيبي بجوار رئيس الاتحاد الدولي "فيفا" جياني إنفانتينو، والنائبين الأول والثاني لـ"CAF" أحمد ولد يحيى وأوجستن سنجور.
 

من هو باتريس موتسيبي؟

 

ولد باتريس موتسيبي، في يناير عام 1962، وهو رجل أعمال جنوب أفريقي وأحد أقطاب صناعة التعدين في إفريقيا، كما يعد الرئيس التنفيذي لشركة "أفريكان رينبو مينيرالز"، التي لها مصالح في الذهب والمعادن الحديدية والمعادن الأساسية والبلاتين.

 
كيف كوّن موتسيبي ثروته؟

سار موتسيبي على نهج والده في عالم الأعمال، حيث بدأ مشواره كرجل أعمال عندما دخل والده كجوسي موتسيبي، إلى مجال الأعمال الحرة وافتتح متجر من نوعية "Spaza" الشائعة في جنوب أفريقيا، وهو محل ملحق بالمنزل وتديره العائلة.

تعلم باتريس موتسيبي من هذا المتجر مبادئ العمل الأساسية من والده، بالإضافة إلى التعامل المباشر مع عمال المناجم.

 

وحصل موتسيبي على بكالوريوس الآداب من جامعة سوازيلاند، ودرجة في القانون من جامعة ويتواترسراند، وتخصص في قانون التعدين والأعمال.

 

 

أصبح موتسيبي أول شريك أسمر اللون في شركة المحاماة بومان جيلفيلان وذلك في عام 1994، وهو نفس العام الذي انتُخب فيه نيلسون مانديلا كأول رئيس أسود للبلاد، وبدأت الحكومة الجديدة في تعزيز تمكين رواد الأعمال ذوي البشرة السوداء.

 

بعد ذلك أسس موتسيبي شركة "Future Mining"، التي قدمت خدمات تعدين تعاقدية، شملت تنظيف غبار الذهب من داخل ممرات منجم “فال ريفز”، وطبقت أنظمة جديدة لمكافأة العمال، تجمع بين الراتب الأساسي المنخفض ومكافأة تقاسم الأرباح.

 

ومع انخفاض أسعار الذهب في عام 1997، قام رجل الأعمال الجنوب أفريقي بشراء مناجم ذهب هامشية، وتكرر ذلك في سلسلة من الصفقات، وأنشأ موتسيبي شركة لبدء شراء المناجم العاملة التي أصبحت فيما بعد مصدر ثروته الضخمة.

 

ويعد موتسيبي، عضوًا في العديد من مجالس إدارات الشركات ، إلى جانب إدارته مجموعة شركات “أفريكان رينبو مينيرالز” للمناجم والتعدين في بلاده وعدد من الدول المجاورة، بالإضافة إلى كونه الرئيس غير التنفيذي لشركة “هارموني جولد” ، ثاني أكبر شركة تعدين للذهب في العالم.

 

فاز موتسيبي بجائزة أفضل رجل أعمال في جنوب إفريقيا عام 2002. وفي عام 2004، احتل المرتبة 39 في قائمة أفضل الشخصيات في جنوب إفريقيا في استفتاء هيئة الإذاعة المحلية، وفي عام 2008، دخل موتسيبي، قائمة أغنى 503 أشخاص في العالم.

 

 

وفقًا للقائمة التي نشرتها مجلة فوربس، عام 2019، لأصحاب المليارديرات في العالم، تم تصنيفه في المرتبة 962 في قائمة أغنى شخص في العالم، وثالث أغنى شخص في جنوب إفريقيا لعام 2019.

 

في عام 2020 ، تم تصنيف موتسيبي في المرتبة 1307 بين أغنى شخص في العالم من قبل فوربس، بثروة قدرها 2.1 مليار دولار أمريكي.

 

2003.. الدخول إلى عالم الرياضة
 

في عام 2003 وبعد أن أصبح أحد أغنى أغنياء جنوب أفريقيا قرر موتسيبي الاستثمار في الرياضة، ولم يجد أفضل من كرة القدم ليحقق رغبته فقام آنذاك بشراء أسهم بنادي ماميلودي صن داونز.

وبعدها بعام اشترى باتريس موتسيبي 51% من أسهم نادي صنداونز، وتباعا استحوذ على النسبة المتبقية من الأسهم، وبالتالي أصبح المالك الوحيد للنادي.

وعاد صنداونز لمنصات التتويج بعد غياب 6 سنوات في عام 2006، بعد تطويره ودعمه بفضل أموال موتسيبي، وبعد 10 سنوات حقق لقبه الوحيد في دوري أبطال أفريقيا.

 

وساهم موتسيبي في تطوير كرة القدم داخل صن داونز حيث حقق الفريق العديد من الألقاب المحلية، إضافة إلى إحرازه لقب دوري أبطال إفريقيا عام 2016 للمرة الأولى في تاريخه، ومشاركته في كأس العالم للأندية.

 

 

وبعد نجاح استثماراته في صنداونز، اشترى موتسيبي قبل سنوات قليلة نسبة 26% من نادي بلو بولز للرجبي في جنوب أفريقيا.

 

أهداف وأولوية
 

حاكم الكرة الأفريقية الجديد كان كشف في وقت سابق عن أهداف يسعى لتطبيقها لتطوير الكرة الأفريقية، أبرزها "الاستثمار في تطوير وتنمية كرة القدم في كل دول أفريقيا".

كما يسعى موتسيبي أيضا إلى رفع كفاءة واحترافية مسابقات الكاف وموظفيها، والاستثمار في البنية التحتية لكرة القدم الأفريقية، والاستثمار في الشباب، الذي يعتبره مستقبل الكرة الأفريقية.

 

من جانب آخر، فإن موتسيبي البالغ من العمر 59 عاما، يعتزم "حماية نزاهة التحكيم في أفريقيا"، وأيضا تطوير ورفع احترافية الحكام الأفارقة، والتركيز على تطوير تقنية حكم الفيديو المساعد "VAR".

 

كما نفى موتسيبي الأنباء التي أكدت عزمه نقل مقر الـ"كاف" من العاصمة المصرية القاهرة، إلى جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، قائلا: "لن ننقل مقر الكاف من من القاهرة إلى جوهانسبرج".
 

يذكر أن "الميلياردير"، خلال تقديمه مشروعه الخاص برئاسة الـ"كاف" قال: "أنا أحب كرة القدم.. لا أعتقد أن هناك أي شخص في القارة خسر الكثير من الأموال في كرة القدم أكثر مني.. هذا ما تعنيه هذه الرياضة بالنسبة لي.. علينا أن نفوز".