رغم أنه يفصلنا أكثر من عامين على موعد النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم، المقرر إقامتها في قطر أواخر عام 2022، إلا أن استعدادات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للحدث الكروي العالمي تتواصل دون انقطاع.

 

ومن المقرر أن تنطلق منافسات مونديال قطر في 21 نوفمبر 2022، على أن تُختتم البطولة بإقامة مباراتها النهائية في يوم 18 ديسمبر من العام ذاته، وستشهد هذه النسخة من المونديال استثناءً تاريخيًا يتمثل في إقامة البطولة في الشتاء للمرة الأولى، حيث كان المعتاد دائمًا إقامة منافسات المونديال بين شهري يونيو ويوليو.

 

6 أفارقة في الصورة

 

وتمثلت آخر صور تحضيرات الفيفا لبطولة كأس العالم في الإعلان عن القائمة المبدئية للحكام المرشحين لإدارة مباريات مونديال 2022.

 

وضمت القائمة المعلنة 6 حكام ساحة من قارة أفريقيا، تصدرهم المصري أمين عمر، إضافة إلى المغربي رضوان جيد، والجزائري مصطفى غربال، والإثيوبي باملاك تسيميا، والسنغالي ماجيت نداي، والكونغولي نجامبو ندالا.

 

 

مفاجأة المرشح المصري

 

ومن حيث المبدأ لم يكن مفاجئًا وجود حكم مصري ضمن حكام الساحة الأفارقة المرشحين بشكل مبدئي لإدارة مباريات بطولة كأس العالم في نسختها المقبلة، لكن المفاجأة كانت في هوية الحكم المصري الذي تم اختياره.

 

وجاء اختيار الحكم الدولي أمين عمر ليعيد إلى الأذهان الجدل الكبير الذي ثار قبل أشهر، حول قائمة حكام الساحة الدوليين المصريين، وترتيب الأسماء المتواجدة في هذه القائمة.

 

ويعد أمين عمر الحكم رقم 2 في قائمة حكام الساحة الدوليين المصريين لعام 2020، والتي جاء في مقدمتها الحكم إبراهيم نور الدين.

 

 

أزمة القائمة

 

وفي بداية العام الجاري تفجرت أزمة حادة بسبب قائمة حكام الساحة الدولية، وتحديدًا بخصوص ترتيب أسماء الحكام المتواجدين بها.

 

واتهم الحكم الدولي جهاد جريشة، جمال الغندور رئيس لجنة الحكام وقتها، بمجاملة الحكم إبراهيم نور الدين من خلال وضعه على رأس القائمة، وهو المكان الذي يرى جريشة أنه الأحق به كونه يتواجد في التصنيف الأول لحكام الساحة على مستوى قارة أفريقيا، بجانب تواجده على رأس حكام الساحة الدوليين في مصر منذ عام 2012.

 

واعتبر جهاد جريشة وضعه في المركز الثالث بالقائمة الدولية لعام 2020، خطوة لحرمانه من التواجد في مونديال 2022، وفتح للطريق أمام إبراهيم نور الدين للظهور في البطولة، كونه يتواجد على رأس القائمة.

 

وبسبب هذه الأزمة دخل جهاد جريشة في سجال طويل مع جمال الغندور رئيس لجنة الحكام وقت إرسال القائمة، وبسبب هجوم الحكم الدولي على الأخير صدر قرار بالتحقيق مع جريشة وخضوعه للتحقيق.

 

 

معركة في الكواليس

 

وعلى هامش الأزمة التي دارت حول ترتيب حكام الساحة المصريين في القائمة الدولية، دارت معركة أخرى بين الثنائي جهاد جريشة وإبراهيم نور الدين.

 

وقبل فترة اشتبك الثنائي بعد تسريب محتوى بعض المراسلات التي دارت بين الحكام على أحد الجروبات الخاصة بهم بتطبيق التراسل الشهير "واتس آب"، ووقتها اتهم نور الدين زميله جهاد جريشة بتسريب تلك المحادثات، لتدور بين الثنائي وصلة هجوم متبادل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وعلى الأرجح كانت توابع أزمة القائمة الدولية حاضرة في المناوشة التي دارت بين الحكمين الدوليين، خصوصًا أن جهاد جريشة كان يرى أن إبراهيم نور الدين بصدد أخذ مكانه في المشاركة بمونديال 2022، بعد وضعه على رأس القائمة الدولية لعام 2020.

 

وانتهت أزمة جهاد جريشة وإبراهيم نور الدين بعد جلسة تحقيق وعتاب خضع لها الثنائي داخل اتحاد الكرة، تحت إشراف مسئولي لجنة الحكام ليعلن الثنائي تصالحهما وطي صفحة الخلاف الأخير.

 

 

طرفين خاسرين

 

لكن جاء إعلان القائمة المبدئية للحكام المرشحين لإدارة مباريات كأس العالم 2022، ليؤكد أن المعركة التي دارت بشأن القائمة الدولية للحكام المصريين كانت بدون أي داعي.

 

ولم يلتفت الفيفا في اختياره للحكم إبراهيم نور الدين رغم وجوده على رأس القائمة الدولية لحكام الساحة المصريين، كما تجاهل الفيفا الحكم جهاد جريشة الذي مثل التحكيم المصري في مونديال روسيا 2018.

 

واستقر اختيار الفيفا على الحكم أمين عمر الذي تم وضعه في المركز الثاني بقائمة حكام الساحة المصريين الدولية، ليخرج الثنائي إبراهيم نور الدين وجهاد جريشة من معركتهما الأخيرة دون أي مكسب يذكر لأي منهما، في مقابل خطوة هامة قطعها زميلهم أمين عمر في مسيرته التحكيمية باقترابه من التواجد في أهم حدث كروي على مستوى العالم.