يبدو أن الصراع الدائر بين ناديي الأهلي والزمالك حول لقب نادي القرن الأفريقي سيستمر لفترة ليست بالقصيرة، في ظل تواصل التصعيد المتبادل بين الطرفين بخصوص هذا الملف.
ومؤخرًا فتحت إدارة نادي الزمالك بشكل رسمي ملف لقب نادي القرن الأفريقي، والذي تم تتويج النادي الأهلي به عام 2001، حيث جددت الإدارة البيضاء التأكيد على أحقية ناديها في هذا اللقب والذي ترى أن الأهلي حصل عليه بالمجاملات.
وتستند إدارة الزمالك في مطالبتها بأحقية القلعة البيضاء في لقب نادي القرن إلى تفوق الفريق الأبيض في عدد البطولات القارية بنهاية القرن الماضي بواقع 9 بطولات مقارنة بفريق النادي الأهلي الذي كان في جعبته بنهاية القرن الماضي 7 بطولات قارية.
شهادة هامة
الأولوية التي تعطيها إدارة نادي الزمالك لملف نادي القرن، ظهرت إحدى صورها قبل ساعات من خلال اللقاء التليفزيوني الذي ظهر فيه فيكن جيزمجيان مسئول الإعلام السابق بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" عبر شاشة قناة نادي الزمالك الفضائية.
وخلال ظهوره فجر جيزمجيان العديد من المفاجآت بعدما أوضح أن معايير اختيار نادي القرن تم وضعها بمعرفة مصطفى مراد فهمي السكرتير العام السابق للكاف، وذلك بالتشاور مع نجم ومدرب الأهلي الراحل عبده صالح الوحش، والذي كان يشغل منصب المدير الفني للكاف.
وعلى مدار السنوات الماضية وكلما تجدد الجدل حول أحقية الأهلي في لقب نادي القرن، كانت اتهامات الزمالك وجماهيره في هذا الشأن دائمًا ما تتجه صوب مصطفى مراد فهمي السكرتير العام الأسبق للاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
ويتهم قطاع كبير جماهير الزمالك مصطفى مراد فهمي بمجاملة الأهلي بمنحه لقب نادي القرن، بحكم انتماءه إليه إذ ينحدر من عائلة أهلاوية.
تنظيم غائب
وأشار مدير الإعلام السابق بالكاف إلى أن معايير اختيار نادي القرن تم بالاتفاق مع رئيس الاتحاد الأفريقي السابق عيسى حياتو، لكن دون أن يتم ذلك من خلال مكاتبات رسمية أو بقرار من اللجنة التنفيذية للكاف أو جمعيته العمومية.
واعترف جيزمجيان أن الأندية لم يتم إخطارها بمعايير اختيار نادي القرن الأفريقي والتي وضعها الكاف عام 1994، مشيرًا إلى أن هذه المهمة اقتصرت على إرسال نسخ من مجلة الكاف التي تضمنت المعايير إلى الاتحادات الأهلية في القارة السمراء.
وفجر مدير الإعلام السابق بالاتحاد الأفريقي مفاجأة قوية عندما أعلن أن الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء اختار الزمالك بطلًا للقرن الأفريقي، قبل أن يعود بعدها بأشهر ويختار نادي كوتوكو الغاني في خطوة أثارت استغراب كبير وقتها
وكشف جيزمجيان عن طبيعة دوره في اختيار نادي القرن الأفريقي، قائلًا إن مهمته كانت عبارة عن احتساب النقاط بناء على معايير الاختيار التي تم وضعها، معترفًا بعدم قناعته الشخصية وقتها بهذا النظام، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه لم يكن له الحق في تسجيل اعتراضه على هذا الأمر.
وضرب مدير الإعلام السابق بالكاف مثالًا عن عدم نزاهة نظام النقاط، من خلال الإشارة إلى رفض الفيفا الاعتراف بهذا النظام عام 2000 فيما يخص اختيار نادي القرن الأوروبي، ليتم بعدها اللجوء لعمل تصويت بين النقاد الرياضيين والجماهير لاختيار نادي القرن الأوروبي.
سلاح هام
والمؤكد أن الشهادة الهامة التي أدلى بها فيكن جيزمجيان على الهواء مباشرة بخصوص لقب نادي القرن، ستكون أحد الحيثيات التي سيستند عليها نادي الزمالك في شكواه التي يعتزم تقديمها خلال الفترة المقبلة للمحكمة الرياضية الدولية "كاس" للمطالبة بأحقيته في لقب نادي القرن.
وأعلنت إدارة نادي الزمالك منذ فترة أنها بصدد تجهيز ملف وافي لتقديمه إلى المحكمة الرياضية، لاسترداد لقب نادي القرن، ويتولى الإشراف على تجهيز هذا الملف عدد من أعضاء مجلس إدارة النادي بالتعاون مع خبراء في لوائح وقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
ومن الوارد أن تطلب إدارة الزمالك من المحكمة الرياضية السماع لشهادة مدير الإعلام السابق بالكاف، وذلك ضمن حزمة الأدلة المنتظر تقديمها من القلعة البيضاء لإثبات أحقيتها في لقب نادي القرن.
أزمة اليافطة
وأثارت إدارة الزمالك جدل كبير في الفترة الأخيرة بعدما بادرت برفع لافتات ضخمة على أسوار القلعة البيضاء تشير إلى أن نادي الزمالك هو نادي القرن الحقيقي بالإنجازات وليس بالمجاملات.
وكادت تتسبب هذه اللافتات في أزمة بين نادي الزمالك والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بسبب وضع شعار الأخير على اللافتات، لتقوم إدارة الزمالك في وقت لاحق بإزالة اللافتات وتعديلها بمحو شعار الكاف من عليها ثم إعادتها مرة أخرى.
وبسبب هذه اللافتات أعلن النادي الأهلي رسميًا أمس عن نيته تقديم عدة شكاوى ضد نادي الزمالك، بداعي اعتداء الأخير على أحد حقوق الملكية الفكرية للنادي الأهلي، متمثلة في لقب نادي القرن.
وبدوره رد مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك على تهديدات الأهلي بشكوى ناديه أن لقب نادي القرن ليس له حقوق ملكية، قائلًا إن شعار النادي الأهلي فقط هو ما يمثل الملكية الفكرية للنادي ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامه.