لم يكن نجوم كرة القدم في منأى عن الحدث المؤسف الذي أضحى حديث الساعة في العالم، وهو مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية، جورج فلويد، خنقا تحت ركبة شرطي أمريكي.
"جورج فلويد" اسم تردد كثيرا في الأيام الأخيرة في جميع أنحاء العالم، وأشعلت وفاته فتيل أزمة قوية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عمت الاحتجاجات العديد من المدن تنديدا بمقتله على يد الشرطة.
أعادت الواقعة نجوم كرة القدم إلى ساحة التضامن من جديد، حيث خرجت العديد من رسائل التضامن من مختلف دول العالم تعبر عن التعاطف ومنددة بما حدث، وسط مطالب بالعدالة والقصاص، كما حذرت من الانقسام المجتمعي بين الشعوب.
ولم يقف عالم الرياضة متفرجاً حيث أبدى العديد من النجوم الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة وخارجها امتعاضهم من سوء استعمال القوة من قبل الشرطة.
غضب وتضامن في البوندسليجا
حادثة فلويد وجدت صدى واسعا على العشب الأخضر في الدوري الألماني الذي عاد من جديد بعد فترة توقف طويلة جراء فيروس كورونا، حيث عبر أكثر من لاعب عن تضامنه مع جورج فلويد.
على رأس المتضامنين جاء ماركوس تورام لاعب بوروسيا مونشنجلادباخ، فبعد أن سجل أحد أهداف فريقه احتفل بالجلوس على ركبته بنفس وضعية الشرطي الذي قتل فلويد.
سانشو هو الآخر، سجل تضامنه مع فلويد، ففي المباراة التالية التي جمعت بوروسيا دورتموند وبادربورن احتفل سانشو عقب إحراز هدف بخلع القميص ليظهر قميصا آخر مكتوب عليه "العدالة لجورج فلويد"، وفي نفس المباراة سجل أشرف حكيمي واحتفل بنفس الطريقة وأضاف عليها رفع يده وكأنهما مقيدتان.
ويستون ماكيني، اللاعب الأمريكي الذي يلعب لشالكه تضامن هو الآخر مع فلويد حيث ارتدى شارة سوداء مكتوب عليها نفس العبارة.
كتالونيا تأسف
من جانبه، أصدر نادي برشلونة بيانا ندد فيه بالحادثة معلنا تضامنه مع فلويد، ومن المعروف أن البلاوجرانا يعاني من ظروف مشابهة لأصحاب البشرة السمراء في أمريكا، وذلك لتواجده في مقاطعة كتالونيا الساعية للانفصال عن إسبانيا.
وأكد برشلونة في بيانه على مناهضة العنصرية، منتقدا ما حدث في الولايات المتحدة ، كما أشار البارسا إلى أنه لن يتوقف عن محاربة هذه الآفة البغيضة.
وقال العملاق الكتالوني في بيان رسمي: "العنصرية شكل من أشكال التمييز، يسعى لتحطيم وتهميش الناس بسبب جنسهم أو أصلهم أو لون بشرتهم، وهذا وباء يؤثر علينا جميعاً.. في برشلونة لن نتوقف عن محاربة ومناهضة العنصرية، هذا هو التزامنا".
وسبق للعديد من نجوم الرياضة أن أعربوا عن تضامنهم مع جورج فلويد، ومن بينهم كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان، وليبرون جيمس أسطورة كرة السلة الأمريكية.
— FC Barcelona (from ????) (@FCBarcelona) May 31, 2020
امتد تضامن اللاعبين إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أبرز المتضامنين فرينكي دي يونج وكيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان، كذلك اللاعبة أليكس مورجان ونجم كرة السلة ليبرون جيمس.
كما نشرت لاعبة كرة المضرب سيرينا ويليامز مقطع فيديو على حسابها في إنستجرام لفتاة متأثرة جدا خلال تجمع عام: "نحن سود ولا يجب علينا أن نشعر بهذا".
وعبرت مواطنتها الواعدة كوكو جوف عن رد فعلها في فيديو على مواقع التواصل سألت فيه "هل سأكون أنا التالية؟".
أرواح السود مهمة
صورة للتضامن حملت الكثير من المعاني، جاءت من ملعب أنفيلد معقل فريق ليفربول الإنجليزي، حيث تجمع لاعبو الفريق بوسط ملعبهم، وجثا كل منهم على ركبته في رسالة دعم بعد مقتل جورج فلويد.
وضمت الصورة 29 لاعبا، مصحوبة بتعليق "الوحدة قوة" وهاشتاج "أرواح السود مهمة"، ويقال إن اللاعبين طلبوا التقاط الصورة أثناء التدريب أمس الاثنين.
الانقسام المجتمعي
بدوره، تخوف ماركوس راشفورد مهاجم فريق مانشستر يونايتد من أن يصبح المجتمع منقسماً أكثر من أي وقت مضى، لينضم إلى عدد كبير من نجوم الرياضة الذين طالبوا بالتغيير بعد حادثة مقتل فلويد على يد الشرطة.
راشفورد قال في تغريدة على تويتر: "أعلم أنكم لم تسمعوا أخباري منذ بضعة أيام، لقد كنت أحاول فهم ماذا يجري في العالم، في الوقت الذي كنت أطلب فيه من الناس أن يتحدوا، وأن يعملوا معاً وأن يكونوا متحدين، يبدو لي أننا منقسمون أكثر من أي وقت مضى.. الناس يتألمون والناس بحاجة إلى إجابات".
وأضاف نجم مانشستر: "أرواح السود مهمة.. ثقافة السود مهمة.. مجتمعات السود مهمة"، في إشارة لدعمه حملة "بلاك لايفز ماتر".
