رئيس التحرير: عادل صبري 09:40 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

المعارك الكروية الخاسرة: «صلاح وأبوتريكة.. ويبقى القوس مفتوحا

المعارك الكروية الخاسرة: «صلاح وأبوتريكة.. ويبقى القوس مفتوحا

أحمد جابر 28 أغسطس 2018 14:30

 

بينما يصطف آلاف المصريين يتابعون مباريات نجمهم المفضل «محمد صلاح» يسجل أجمل الأهداف في الدوري الإنجليزي ضمن صفوف ناديه (ليفربول) الإنجليزي ببسمة متواضعة، وهم يمنون أنفسهم بأهداف مماثلة للمنتخب الوطني في أمم إفريقيا، لم يكونوا يتوقعون أن تستعر فجأة حرب ضروس بين اتحاد الكرة والنجم الدولي.

 

دون سابق إنذار.. لم يتصور أحد أن السطح الهادئ سيتحول فجأة إلى أزمة مشتعلة تتضمن تهديدات وتلويحات يشنها أعضاء اتحاد الكرة ضد «صلاح» بعد تسريب خطابات وكيل أعماله «رامي عباس» تصل إلى حد التشكيك في الوطنية والتهرب من أداء الخدمة العسكرية.

 

«التشكيك في الوطنية».. لم يكن «صلاح» أول ضحايا ذلك السلاح الذي استخدمه اتحاد الكرة في الأزمة، فقد سبقه نجم الكرة المصرية والنادي الأهلي «محمد أبوتريكة» الذي لا يزال يعيش خارج البلاد على خلفية اتهامه بالانضمام لجماعة الإخوان المسلمين وصدور قرارات التحفظ على أمواله.

 

"صلاح" و"أبوتريكة".. ونجوم الكرة

 

ورغم أن «أبوتريكة» لا يزال يتمتع بمحبة واسعة في قلوب جماهير كرة القدم، إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن النجم المحبوب قد خسرته الكرة المصرية كمدرب أو كرمز يزيدها شعبية وينشر محبتها في قلوب النشء، إذ إنه بات كمن يعيش في منفى اختياري، منفى من الكرة المصرية.. ومنفى من الوطن.

 

ويعتبر قطاع كبير من المصريين، أن "صلاح"، الذي بدأ حياته في نادي "المقاولون العرب"، قبل أن يخوض جولة في عدد من الدول الأوروبية، ويستقر به الحال مؤخرا في أحد أكبر الأندية الإنجليزية، شابا طموحا، وموهوبا، وقدوة للكثيرين، ويتمتع بشعبية عارمة في مصر.

 

«صلاح» الذي يتخذ من "أبوتريكة" قدوة له، يبدو مصيره يسير على ذات الخطى، حيث راجت في مؤتمر صحفي اليوم، مطالب غير صحيحة عن «صلاح»، قبل أن يخرج الأخير ويوضح الحقائق.

 

ويتخوف مراقبون من أن تدفع الأزمة الحالية «صلاح» للاعتزال الدولي، أو الابتعاد عن الكرة المصرية أيضا لتخسر الكرة المصرية جهوده وتعيش في معزل عنه.

 

ويشير الكثيرون إلى أن اللاعبين الدوليين العالميين صاروا يقودون نهضة الكرة في بلادهم، وهم من يترأسون اتحادات الكرة.

 

من بين أولئك نجوم الكرة الكرواتية السابقين أمثال «سوكر» وغيره الذين يتولون مسؤولية اتحاد الكرة الكرواتي حاليا وحققوا نجاحات مع منتخب بلادهم أوصلته إلى نهائي كأس العالم، وكذلك «أوليفر بيرهوف» في اتحاد الكرة الألماني، و«ديشامب» مدرب فرنسا، و«جاريث ساوثجيت» مدرب إنجلترا.

 

وبشكل عام، شهد النسخة الأخيرة من كأس العالم تواجد 20 من المدربين الفنيين الوطنيين في قيادة منتخبات بلادهم في المونديال، (مقابل 12 مدربا أجنبيا فقط)، وهم المديرين الفنيين لكلا من منتخبات، روسيا وأوروجواي وإسبانيا والبرتغال، وفرنسا والأرجنتين، وأيسلندا، وكرواتيا، والبرازيل وصربيا وكوستاريكا وسويسرا، وألمانيا والسويد وكوريا الجنوبية وإنجلترا وتونس والسنغال واليابان وبولندا، ومعظمهم إن لم يكن كلهم كانوا لاعبين سابقين استفادة منهم كرة بلادهم.

 

وحدها مصر تسعى حثيثا لخسارة نجومها من كرة القدم الأكثر شعبية ومهارة، وسط تساؤلات عما إذا كان من الممكن إيقاف نزيف.

 

أزمات "صلاح"

 

ووفقا لـ"وكيل صلاح"، فقد تسبب الاتحاد المصري لكرة القدم، في أذى بالغ لـ"صلاح"، في الأشهر الماضية، بدءا من "طائرة المنتخب" وحق استغلال صورة "صلاح"، الأزمة التي تم حلها بتدخل من وزير الرياضة السابق "خالد عبدالعزيز".

 

ثم سيطرت حالة من التوتر على علاقة "صلاح" مع اتحاد الكرة، بسبب قيام الأخير باستغلال حقوق اسم وصور نجم "ليفربول" في حملات إعلانية دون الرجوع له.

 

وبعدها، نشبت الأزمة الأكبر في روسيا، خلال فعاليات كأس العالم، بسبب زيارة بعثة المنتخب لرئيس الشيشان "رمضان قاديروف"، الأمر الذي تسبب في هجوم دولي على "صلاح" بسبب اتهام "قديروف" في عدة جرائم حرب.

 

تلك الأزمة تسببت في خروج تقارير تقول إن "صلاح" يفكر في "الاعتزال الدولي"، بسبب أزماته مع اتحاد الكرة، وهي الأنباء التي نفاها اتحاد الكرة.

 

والأحد، عاد "صلاح"، لمهاجمة اتحاد كرة القدم برئاسة "هاني أبوريدة"، بسبب ما أسماه تجاهل غير مبرر لرسائله ورسائل محاميه الخاص.

 

وشدد نجم الكرة المصري على أنه لم يسع لافتعال مشاكل أو أزمات، وإنما طالب بحقوق له ولجميع لاعبي الفراعنة، مؤكدا أنه يتحدث عن مشكلات واضحة يراها الجميع في معسكرات المنتخب، وأنه تحدث بشكل ودي منذ فترة طويلة، لكن مسؤولي اتحاد الكرة لم يتخذوا أي خطوات، منتقدا تشويه مطالبه من جانب مسؤولي الجبلاية، خاصة أنه لم يطلب سوى توفير وسائل الراحة للاعبين من واقع ما يراه بمشواره الاحترافي في الفرق الأوروبية.

 

وسخر "صلاح" من اتهامات عدم الوطنية أو عدم حب مصر، قائلا: "علاقتي بالبلد ووطنيتي معروفة للجميع ولن يستطيع أحد التشكيك فيها".

 

"صلاح" وجد تأييدا كبيرا بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تصدرت هاشتاجات عديدة عبر خلالها مشاهير ومشجعون على دعمه، ومن بين تلك الهاشتاجات "محمد صلاح" و"أدعم محمد صلاح"، التي دخلت ضمن قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولا في مصر.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان