رئيس التحرير: عادل صبري 10:08 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

العقيدة أمن قومي

العقيدة أمن قومي
11 يناير 2016

العقيدة أمن قومي

بسيونى الوكيل

أكاد أجزم أن ما قرأته وشاهدته من جرائم وحشية وطرق قتل وتعذيب بربرية ارتكبها الشيعة الروافض بحق أهل السنة في العراق عَقِب الاحتلال الأمريكي- لم يزد من إيماني بخطر الشيعة على أهل السنة مثقال ذرّة.


كما أنني لم أنخدع بالمواجهات التي دارت بين حزب الله والكيان الصهيوني في صيف 2006 كالكثيرين بأنّ هذه الذراع الإيرانية في بلاد الشام صارت حربًا على أعداء الأمة.

هذه القناعة المُسَبَّقة - التي يثبتها الواقع الأليم حاليًا لمن لا يقتنعون بهَدْيِ الصحابة والسلف الصالح الحكيم حتى يروا بأسَ الأعداء عين اليقين - لا تحتاج أكثر من دِراية بعقيدة أهل السنة وعقيدة الروافض التي سطروها في كتبهم، وإدراك أنَّ التاريخ يعيد نفسه في حلقة من التدافع بين أهل الحق والباطل لن تتوقف عن الدوران حتى قيام الساعة، وأنّ هذا التدافع ضابطه الأول لأعداء الإسلام سواء كانوا من الفرق الضالة أو غير المسلمين هو العقيدة.

ما زلت أتذكر النقاش الذي كان يدور مع زملاء الجامعة وما بعدها من كافة التيارات منذ نحو عقدين عن أهمية العقيدة وتعلمها وأنها أوجب الفروض على المسلمين وأنها الحصن الأول لحفظ الدين وأمن البلاد من التطرف والغلو أو الميوعة وإن وقع الفرد في الذنوب، وكيف كانت تستقبلنا التهكمات والسخرية حتى من منتسبين للتيار الإسلامي، كانوا يقولون أنتم تُفَرِّقون الأمة بمعارك نظرية ماتت منذ قرون، ولا وجودَ لها في حياتنا!

كان الحديث عن كون المعتقدات الخبيثة للفرق الضالة وخاصة الشيعة الذين يتعبدون إلى الله بلَعْنِ الصحابة بل وتكفيرهم هي المحرك الأساسي لما يُبْطِنون لأهل السنة يستثير غضب الكثيرين خاصة من تربوا على فكرة تجميع الناس على اختلافاتهم تحت مظلة واحدة، كانوا يقولون إن تدريس العقيدة يفرق والأمة في حاجة للتجميع، أنتم تعيشون في عالم مضى.

البعض ومنهم شيوخ كبار ظل مبهورًا بدولة الروافض وأذرعها التي تتخذ من التقية والخداع فرصة وقتية لتتمدد في بلاد السنة وكلما ذكرتهم بعقائدهم الخبيثة التي لا تنطلي على المستبصرين وطرقهم الملتوية لتشييع أهل السنة، حدثوك عن التقارب والحوار ولَمّ الشمل وأن نكون معًا أفضل من أن نكون وحدنا، وكلما حدثتهم عن كلمة التوحيد في العلاقة مع الآخرين حدثوك عن توحيد الكلمة.

في عام 2006 ربما لم يسلم تيار في العالم العربية والإسلامي من الانخداع بحزب الله لخوضه حربًا ضد الكيان الصهيوني، إلا أهل العلم بالعقيدة، فقد صار حسن نصر الله الأمين العام للحزب بطلاً قوميًا وإسلاميًا تُرْفَع صوره في التظاهرات وعلى زجاج السيارات، كأن المهدي المنتظر عند الروافض خرج من سردابه ليحرر أهل السنة.

وعلى الرغم من كون هذه المواجهات هي الوحيدة بين حزب الله وإسرائيل التي أطلق عليها حربًا (عصابات) ولم تدم أكثر من 34 يومًا فقط، بينما ذات الحزب الرافضي يخوض حربًا نظامية قذرة ضد أهل السنة في سوريا منذ أكثر من 3 أعوام متواصلة شارك خلالها قوات النظام العلوي في ارتكاب المجازر وحصار مدن أهل السنة الذين ماتوا جوعًا وتحول الأحياء منهم إلى هياكل عظمية ولم يجدوا إلا أوراق الشجر طعاما.

التاريخ شاهد على أن الروافض كانوا الخنجر الذي طُعِنت به الأمة من ظهرها، فمَن سهّل دخول التتار لبلاد الإسلام وإسقاط الخلافة العباسية إلا الروافض، من تحالف مع النصارى لقتل المقاومة الفلسطينية في لبنان ومن يبيد السنة في إيران، من دخل العراق على ظهر الدبابات الأمريكية وباع وطنه مقابل 200 مليون دولار ثم تحالف مع المحتل ليقضي على مثلث المقاومة السنية، ومن يبيد الآن أهل السنة في العراق، ومن يشارك النظام العلوي في إبادة أهل السنة بسوريا إلا إخوانهم الروافض في حزب الله وإيران، ومن استباح أموال وأعراض أهل السنة في اليمن.

العقيدة الصحيحة هي الميزان الدقيق الذي يعطيك المعايير والضوابط السليمة في التعامل مع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وفرقهم وغير المسلمين، هي المصباح الذي يضيء لك الطريق وإن لم تجد شواهد وأدلة في الواقع على ما تعتقد، وبدونها تضيع البوصلة ويصبح السائر كالمتخبط في دروب الحياة، وكجامع الحطب في الليلة الظلماء.

تحصين الشباب بالعقيدة الصحيحة لا تقتصر فوائده على الأمور التعبدية كالعلاقة بين العبد وربه بل هي تحصين للأمن القومي للبلاد فبدونها تُخترق الصفوف ويُجند الأبناء لقتال الإخوة والآباء، بل وتتفرق الأمة، والواقع هو خير شاهد، فما الأوضاع في العراق وسوريا واليمن ولبنان ببعيد فقد رأى الجميع ما فعله الروافض في أهل السنة من قتل وتعذيب وجرائم تشيب لها الولدان، وظهر مخططهم الخبيث للسيطرة على عواصم بلاد المسلمين.

وما الأمر في بلدنا ببعيد، فسيناء التي يسيطر على شمالها أفكار التكفير تحولت إلى حرب على أهلها وجعلت الجبهة الشرقية للبلاد بؤرة ملتهبة تحرق أهلها بدلا من الأعداء. في المقابل وعلى النقيض فالأوضاع في الجبهة الغربية مُحصّنة بعقيدة أبنائها، على الرغم من كون الظلم الذي يمكن أن يكون سببًا في الانحراف عن النهج القويم لا يفرق بين الجميع.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية