رئيس التحرير: عادل صبري 05:43 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مغامرة محسوبة على طريق "شيرين"

مغامرة محسوبة على طريق
09 يوليو 2015

مغامرة محسوبة على طريق "شيرين"

براء أشرف

مغامرة محسوبة على طريق "شيرين"

المرة الأولى التي أطلت بها المطربة شيرين عبد الوهاب علينا في فيديو كليب، كانت من خلال أغنيتها الأولى "آه يا ليل"..

 

لعلك تذكر، أن "شيرين" ظلت فترة تعرف باسم "شيرين آه يا ليل".. نسبة إلى أغنيتها الأولى..

 

ولعلك تذكر أيضاً، أن ظهور شيرين، بقوة صوتها، تزامن مع ظهور موجة فنانات لبنانيات، معروفات بضعف الصوت، وقوة الجسد!.

 

غنت فاتنات بيروت، أغنيات تحمل الكثير من المحبة والتودد للرجل.. "عايشالك"، "مشتاقالك".. وهكذا..

 

أما "شيرين"، فكانت على الجانب الآخر، في مغامرة ربما غير محسوبة، فهذه الفتاة، ذات الجسد الصغير النحيل، والصوت القوي، "تهتف" ضد الرجل قائلة : إيه يعني غرامك ودعني؟..

 

مغامرات شيرين عبد الوهاب لا تنتهي، ورمضان هذا العام، يحمل مغامرة جديدة لها. اسمها "طريقي"..

 

(2)

تجارب التمثيل الأولى لشيرين عبد الوهاب كانت كارثية تماماً. فيلمها الأول (والوحيد) كان "ميدو مشاكل"، مع أحمد حلمي، وهو فيلم لا يتذكره أحد، ربما لا تذكره شيرين نفسها.

 

وحتى هذه اللحظة، فإن اتجاه المطربات (والمطربين) للتمثيل يبدو أمراً مبهماً، لا مبرر له على الإطلاق. قبل ثلاثة أعوام مثلاً قدمت "أنغام" مسلسلاً اسمه "في غمضة عين". دون أدنى مبرر، ودون أدنى جماهيرية أو نسبة مشاهدة تذكر!.

 

وهناك حديث، وأخبار، عن مسلسل أسطوري يقوم ببطولته "عمرو دياب"، كل عام نقرآ أخباراً تؤكد أنه سيتم تصويره أخيراً، وقبل رمضان بقليل نقرأ أخباراً أخرى عن تأجيله للعام التالي.. وهكذا دون نهاية..

 

تامر حسني له مسلسلات، محمد فؤاد، وغيرهم.. شيء ما يدفع أهل الموسيقى ناحية الدراما.. وشيء ما يجعل هذه التجارب عادة فاشلة وسخيفة.

 

وهذا، لا ينطبق على تجربة شيرين في "طريقي".

 

(3)

القصة لتامر حبيب. والبطولة لشيرين عبد الوهاب وسوسن بدر ومحمود الجندي وباسل الخياط. وزمن الأحداث يعود إلى ستينيات القرن الماضي!

 

بحسب ويكيبيديا، شيرين من مواليد 1980. وهو ما يعني أنها تتم في أكتوبر القادم 35 عاماً. وهو ما يعني أيضاً أن أغنيتها الأولى جاءت ولديها من العمر 20 عاماً فقط في عام 2000 في أول دويتو قدمته مع "محمد محي".. لماذا إذن العودة للتاريخ بهذا الشكل؟. مع مسلسل يحمل اسم يوحي بأنه سيرة ذاتية "طريقي".. ومع عالم كامل مختلف من الدراما والأماكن؟..

 

عادة، يفضل نجوم الغناء أن تأتي أعمالهم الدرامية مليئة بالإبهار البصري والفني.. موسيقى كثيرة، وحياة مترفة جداً. وسيارات وطيارات وألماظات.. وما إلى ذلك..

 

العودة للماضي، حرمت شيرين من كل هذا. نحن أمام قصة كلاسيكية، لفتاة في بيت ريفي، الأب غلبان على حاله صاحب أراضي، والأم صارمة بنت باشاوات، والبنت تحب الموسيقى والغناء، وتصدمها قوانين الأم الصارمة.

 

شيرين، في الحلقات العشرين الأولى، لم تغني كثيراً. فقط أعادت غناء بعض الأغنيات الكلاسيكية. وقدمت أغنية بمناسبة مقتل أخوها في المسلسل، وفقط لا غير!.

 

إذن، اختيار شيرين واضحاً. تجبرنا على مشاهدتها كممثلة، وليس كمطربة تستعرض قصة حياتها. كل الإشارات تقول أن هذه أصلاً ليست قصة حياتها.

 

(4)

تامر حبيب، يكتب "طريقي" بقدر غير عادي من الثبات الانفعالي.. والهدوء..

 

كل شيء كان متاحاً أمامه بحيث يصنع عملاً درامياً مبالغاً فيه.. لكنه اختار طريقاً مختلفاً تماماً.. القصة بسيطة.. ومعتادة ومكررة. وربما هذا في حد ذاته ما خلق لها سحرها..

 

لا يوجد شيء استثنائي على الإطلاق.. حتى حادثة مقتل الأخ في الثلث الثاني من المسلسل.. يبدو حدثاً متوقعاً. كأنه يخبرك كمشاهد، ويستأذنك، في قتل الأخ في الحلقة القادمة!.

 

كذلك فساد الزوج، يبدو معروفاً ومتوقعاً.. لكنه توقع ممتع، بدون حبس أنفاس أو ألغاز أو تعقيدات لا معنى لها..

 

كلنا نعرف أن الحب سيجمع بين "دليلة" و"مروان". وتامر حبيب يساعدان بحيث تصبح هذه القصة متوقعة أكثر، مروان يطلق زوجته مبكراً، وزوج دليلة يخونها.. هذا يقود ناحية الحب بالتأكيد..

 

المفاجأة المدهشة في "طريقي"، أنه دون مفاجأت مدهشة.. وهذا في حد ذاته، ممتع وساحر.

 

(5)

المخرج "محمد شاكر خضير"، يبدع في صورة جذابة وقوية.. وبألوان أجهدت فريقه دون شك في التصوير والمونتاج..

 

المشاهد تأخذ حقها من الوقت والتأسيس البصري.. والإيقاع ناعم جداً.. والكاميرا تعيد اكتشاف شيرين وسوسن بدر وأحمد فهمي..

 

بل، ويتشجع المخرج بحيث يتم بث الحلقات وزمنها لا يتجاوز الـ 35 دقيقة.. دون أية محاولات للمط أو إعادة مشاهد الحلقات السابقة أو تكرار مشهد نهاية حلقة الأمس في بداية حلقة اليوم.

 

اجتهد المخرج، في أن يظل تركيزه فقط في القصة التي بين يديه، دون ألعاب أو حيل أو محسنات بصرية.. وكانت النتيجة، عمل درامي ثقيل، وآداء تمثيلي ضمن النجاح للجميع.

 

(6)

شاهدت "طريقي" من باب إلقاء النظرة العابرة.. وقد أدهشني بشكل جعلني أتابع حلقاته بفضول، وأنتظر، بلهفة، تحقيق دليلة لحلمها في الغناء.

 

كما أجدني، مع نهاية كل حلقة، أصفق تشجيعاً وإعجاباً، بشيرين عبد الوهاب، التي غامرت مرة جديدة، وجاءت مغامرتها.. محسوبة.. وعلى الطريق الصحيح..

 

فاصل غير إعلاني، ونعود لمتابعة الجديد في دراما رمضان هذا العام..

 

الحلقة الأولى: مصر التي في المسلسل (١)

الحلقة الثانية: حق المشاهد

الحلقة الثالثة: العهد.. هل الكلام مباح؟!

الحلقة الرابعة: تحت سيطرة تامر ومريم

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية