رئيس التحرير: عادل صبري 06:08 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °
الأوحد
29 يناير 2018

الأوحد

علاء عريبى

يبدو أننا كنا نفتح الطالع أو نقرأ الفنجان، قبل شهور كتبنا هنا مقالا عن الأحزاب السياسية، وطرحنا فيها بعض الأسئلة التي تتعلق بدورها فى تداول السلطة، وكان بينها السؤال الخاص بانتخابات الرئاسة: هل ستسعى إلى الحكم؟، هل ستنافس على منصب رئاسة الجمهورية؟

 

الذى تابع الحياة السياسية خلال الأيام الماضية يستوقفه عدة بيانات حزبية، وعلى وجه التحديد بيانات أحزاب: الوفد، والتجمع، والنور، الأول ليبرالي، والثاني اشتراكي، والثالث له مرجعية دينية، وهذه الأيديولوجيات تتضاد ولا تتقابل أو تتفق أبدا من قريب أو بعيد فى رؤيتها لإدارة البلاد، ومع هذا اتفقت على عدم خوض انتخابات الرئاسة، وأصدرت بيانات تؤيد فيها الرئيس السيسى، وتدعمه لفترة رئاسة ثانية، وقد أعلن بعضها فتح المقرات فى المحافظات لمناصرة السيسى والترويج له.

 

الوضع السياسي فى مصر باتفاق الجميع سئ جدا، ظننا بعد الخروج فى ثورتين أن الحياة السياسية سوف تتجه نحو الديمقراطية والتعددية، وأن الأحزاب ستخرج من البئر الذى غرقت فيه لسنوات طويلة، وتنزل إلى الشارع وتشارك فى الحياة السياسية، لكن كما يقال: "اللي فيه داء أو عيب ما يسلهوش"، وعيوب الأحزاب كثير ومتنوعة، أهم هذه العيوب أنها لم تدرك بعد أنها أنشئت لكى تنافس على الحكم، وليس لكى تخدم على الأنظمة، لكنها بكل أسى جبلت على الخنوع والخضوع.

 

وللأمانة العيب لا تتحمله الأحزاب وحدها، بل يتحمل النظام الحاكم الجزء الأكبر، فقد كان على النظام (نقصد بالنظام هنا: الأجهزة الأمنية التى تدير البلاد وتوجه الحاكم) أن يفتح الحياة السياسية، ويعيد الأحزاب إلى الواجهة، ويدفعها للمشاركة، لكن للأسف "ريمة عادت إلى عادتها القديمة"، همشت الأحزاب، والجمعيات، والنقابات، وقيدت الحريات، وتبنى النظام منهج "السى دى"، التسريب والتشويه، والتجريس، وعدنا إلى زمن الرجل الأوحد الذى يحتكر الخبرة، والمعرفة، والحقيقة، والقدرة، والحكمة وحده، لا تجهد نفسك، الأوحد يفكر، ويخطط، وينفذ.

 

لا أخفى عليكم أننى كنت مع دفع حزب الوفد أو أي حزب بمرشح للرئاسة، وأغلب الظن أنه كان سيحصل على نسبة كبيرة من الأصوات، وربما من الممكن فوزه، لأنه سوف يحصد أصوات الشباب المحبط، وأصوات النساء اللاتي تئن من غلاء الأسعار، وأصوات أصحاب المعاشات الذين لا يجيدون لقمة العيش، وعددهم 9 ملايين و500 ألف مواطن، أضف إليهم أسرهم، وأصوات المعارضين والكارهين والمتربصين.

 

قد يكون الحق مع من يصفون المرشح الذى ينزل بتكليف لتجميل صورة النظام بالمحلل أو الديكور أو الطرطور أو الإستبن، وقد يكون لرأيهم هذا ما يبرره بالفعل، لكنني مازلت مع الرأى الذى يقول بالمنافسة ودفع الأحزاب بمرشح حتى فى الوقت الضائع، حتى لو كانت فرصه معدومة، لا يجب ان تترك الساحة للاستفتاء، مصر اكبر بكثير من أن تحكم بمبايعات واستفتاءات، حتى لو كان المستفتى عليه جيدا وساهم بالفعل فى الحفاظ على الوطن وتدعيمه، نحن في حاجة إلى التعددية، ومن حقنا أن نعيش فى ديمقراطية، وأن نتمتع بالحرية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية