منسوجات وأعمال يدوية صُنعت بحبٍّ وإحكام متناهيين، سهر عليها أصحابها ليالي متتالية وشهورا أيضًا، كي يعرضوها في هذين الطابقين، بأرض المعارض في مثل هذا التوقيت من العام، بمعرض «ديارنا».

 

بمجرد أن تطأ قدمك أرض المعرض الذي تم افتتاحه أول أمس، تجد نفسك مُحاطًا بعالم من الألوان، عبر قطع صنعتها أنامل من ذهب..

 

انتقلت عدسات (مصر العربية) إلى هناك كي ترصد الأجواء بمعرض ديارنا للأعمال اليدوية، المُقام  بأرض المعارض، وتستمر فعالياته حتى 15 يناير المقبل.

 

بمجرد اجتيازك  البوابة رقم 4 لأرض المعارض ستجد على  يمينك مكانًا صغيرًا مخصصًا للأطفال، وإلى جواره تبدأ رحلتك.

 

صانع الفخار

ففي مواجهة مبنى معرض ديارنا ظهر شابًا يعتلي تلك الآلة اليدوية المخصصة لصنع الفخار، كان الطمي يغطي  كلتا يديه في الوقت الذي كانت تشكل أنامله أواني على كل شكل ..

 

 

رغم كثرة الحركة من حوله إلا أن تركيزه كله انصبّ في تلك القطعة التي يشكلها بين يديه، فيما افترش الأرض إلى جواره شخص جاء برفقته كي يكمل الصورة بعرض ما تصنعه الأنامل الذهبية للأول.

 

لم يكن صانع الفخار هو وحده المتواجد في البهو الخارجي للمعرض، وإنما تواجد عارضون آخرون أحدهم يعرض إصيص زرع زينة شفاف يظهر من خلاله رمال بألوان متابينة تعطي في النهاية شكلًا جميلًا.

 

 

بوابة زجاجية كبيرة تفصلك عن مبني ضخم مكون من طابقين اقيم بداخله معرض "ديارنا"، بمجرد اجيتازها تجد نفسك وسط عشرات العارضين ما بين ربات بيوت ووافدين قطعوا عشرات الكيلومترات من محافظاتهم كي يعرضوا أعمالهم، وآخرون باتوا أصحاب أعمال بفضل أعمالهم اليدوية التي بدأوا من خلالها مشوارهم.. 

 

ففي أحد الأركان وقفت سيدة تعرض أعمالًا غاية في الجمال لذوي الاحتياجات الخاصة، عبارة عن كتيبات ودفاتر يزين واجهتها الخارجية رسومات من وحي خيال متحدي الإعاقة..

 

 

خلال وقوفك بهذا الركن سرعان ما سيخطف بصرك  لوحات ذات طبيعة خاصة، يعتليها أشكال لحيوانات كل واحد منها عبارة عن خيوط متداخلة نسجها قاطنو إحدى المحافظات كي تخرج في نهاية المطاف بهذا الشكل.. -حسبما اخبرتنا العارضة "آمال رمزي".

 

 

 

وفي مكان آخر بالمعرض جلست سيدات يمكنك التعرف على هويتهن من ملامحهن النوبية الأصيلة، بعضهن انهمك في استكمال ما بدأن من أعمال يدوية في تشكيل الحلي على النول من قطع خرز صغيرة للغاية..

 

 

 

فأناملهن تعرف طريقها عليها وتحفظ عن ظهر قلب من أين تأتي وإلى أين تذهب بين تلك الخيوط، لنسج قطعة مفعمة بالأوان المتناسقة مع بعضها البعض. 

 

 

 

البعض الآخر منهن امسكن بجريد وسعف النخل كي يصنعن منه القبعات الأسبته، اخبرتنا تلك السيدة أنهن بدأت قبل المعرض بشهرين كاملين لتجهيز تلك الأشياء. 

 

وعن عملية البيع والشراء ذكرت أنه  حتى الآن عقب مرور يومين على افتتاح المعرض ليست عملية الشراء بالشكل المنتظر، خاصًة أن المعرض اقيم في فترة الامتحانات التي تعلن فيها الكثير من البيوت المصرية حالة الطوارئ، ولكنها اشارت انها تتنظر انفراجة عقب انتهاء الطلاب من امتحانات نصف العام، التي تجري في مثل هذا التوقيت من العام. 

 

 المعرض يحوى منتجات عدة ما بين منسوجات ومصنوعات نوبية وسيناوية وسجاد                   وحرير وملابس مطرزة وكروشيه، ونحاس وفخار ومأكولات وغيرها..

 

في زاوية أخرى جلست فتاتين،  امسكت كل واحدة منهن بفرشاة ألوان وفي اليد الأخرى كانت إحدهن تمسك بطبلة والأخرى  بـ "قلة" وانهمكن في تلوينها، بينما  اعتلى ثغرهن ابتسامة رقيقة كشفت عن مدى حبهن لما يقمن به.. 

 

 

 

اخبرتنا احداهن وتدعى هدير محمد، أنها قررت ان تستثمر مجهودها في المجال الذي احبته ودرسته، فقامت بتخصيص حجرة داخل  المنزل لاعمالها، ومع الوقت قررت قريبة لها أن تدخل معها على الخط وتتعلم منها اصول تلك الحرفة، وصارت فيما بعد مصدر دخل لهما، حيث دشنا صفحة لهما تحمل اسم شبابيك على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك. 

 

يقام المعرض على مساحة 4 آلاف متر ويضم نحو 500 عارض

 

 

 

لمساتهن والوانهما اضفت روحًا على تلك الأشياء الصماء المصنوعة من الفخار والخشب أيضًا، وكانت من بين المعروضات "طبلية" اعتلها رسمٌ ذا طبيعة خاصة.

 

 

أما  منال كمال، فدخلت إلى عالم الحرف اليدوية لقتل وقت فراغها وملئه بشئ تحبه، وهنا في ساحتها الصغيرة التي تعرض فيها صنيع ما انتجته اناملها تواجدت زغلول العشماوي، تلك الشخصية التي ادتها صاحبة السعادة إسعاد يونس، فضلًا عن اعمال فنية اخرى صنعتها منال باستخدام فن الديكوباج.  

 

 

 

 

 

 

 

وبينما انت تتجول في المعرض سيخطف بصرك ملابس ذات شكل مميز، ربما لا يوجد من ايًا منها سوى قطعة واحدة فقط على مستوى العالم، نظرًا لأنها نتاج عصف ذهني لصاحبتها التي قررت انا تقوم بالرسم  على الأقمشة ومزج الألوان بطبقات من القماش كي تخرج في نهاية المطاف بالصورة التي تريدها..  

 

المعرض يفتح ابوابه من الـ 10 صباحً وحتى الـ 10 مساءً

 

ففي الوقت الذي دخلت "منال"  عالم الحرف اليدوية  لقتل وقت فراغها بشئ ممتع، كان الأمر بالنسبة لـ "هانم" الشهيرة بـ "نوشة" غير ذلك قائلة: في البداية دخلت في مجال الحرف اليدوية من باب الاستمتاع أما الآن اصبح ضرورة نظرًا للاعتماد عليه كمصدر دخل.

 

 

 

 الجدير بالذكر أن مشروع الأسر  المنتجة بدأ عام 1964،  من خلال رعاية الفقراء والمحتاجيين ممن لا يملكون مالًا  وكان الهدف تحويل امكانيات وقدرات الأسر المنتجة إلى طاقات فعالة.

 

يضم هذا  المشروع الآن قرابة 2.9 مليون أسرة بمعدل زيادة سنوية من 11 إلى 12 ألف اسرة وما يقارب الـ 27 جمعية و432 مركز مهنى بحسب تقارير صحفية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صانعة الألعاب

 

إلى جوارها جلست صانعة الألعاب الخشبية، ومجسمات صغيرة في الحجم على هيئة "مشابك الغسيل"، يستوقفك شكلها..