رئيس التحرير: عادل صبري 05:21 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

في فرنسا.. 200 ألف امرأة يتعرضن لمضايقات جنسية واغتصاب كل 7 دقائق

في فرنسا.. 200 ألف امرأة يتعرضن لمضايقات جنسية واغتصاب كل 7 دقائق

منوعات

العنف ضد المرأة في فرنسا

في فرنسا.. 200 ألف امرأة يتعرضن لمضايقات جنسية واغتصاب كل 7 دقائق

أحلام حسنين 25 نوفمبر 2019 21:37

"116 امرأة قُتلت من قبل شريكها أو شريكها السابق منذ مطلع العام 2019 الجاري".. إحصائية صادمة تبرز مدى العنف الممارس ضد المرأة في فرنسا، ففي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة" target="_blank">العنف ضد المرأة، نظم الآلاف تظاهرات في شوارع باريس ضد التعنيف بالنساء وقتلهن.

 

ويحتفل العالم في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة" target="_blank">العنف ضد المرأة، التي لاتزال تعاني من أنواع مختلفة من العنف في العديد من البلدان حول العالم.

 

وتقدر الأمم المتحدة أن 35% م ن نساء العالم واجهن عنفا أسرياً أو جنسيا أو جندريا، وبحسب استطلاع أوروبي، غير رسمي، نشره موقع "يورونيوز" أجريُ مؤخرا، تشير الأرقام إلى أن 75% من النساء في البلقان وأوروبا الشرقية واجهن عنفا منذ بلوغهن سن الـ15.

 

ووفقا للاستطلاع، قالت 45%  من النساء اللواتي شاركن في الاستطلاع إنهن مررن في تجربة تحرش جنسية واحدة على الأقل، بينما قالت 21%  منهن إنهن واجهن عنفا جنسيا أو نفسيا أو جسديا خلال طفولتهن.

 

وأدرجت الأمم المتحدة في قائمتها عدة أشكال من العنف الممارس ضد النساء، أبرزها عنف العشير "الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء"، والعنف والتحرش الجنسي "الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية"، والاتجار بالبشر "العبودية والاستغلال الجنسي"، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث فضلا عن زواج الأطفال.

 

آلالاف يتظاهرون ضد العنف

 

وتزامنا مع الاحتفال بهذه المناسبة، تظاهر الآلاف في شوارع فرنسا ضد التعنيف بالنساء وقتلهن، والمطالبة بوقف العنف القائم على التمييز على أساس الجنس والعنف الجنسي وجرائم قتل النساء التي وصل عددها إلى 116 جريمة قتل منذ مطلع العام الجاري، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، مما أثار موجة عارمة من التنديد.

 

وخلال التظاهرات التي شهدتها باريس حمل المتظاهرون لافتات عليها صورة ذويهن اللاتي قُتلن نتيجة العنف، وردد المحتجون في العاصمة الفرنسية، ومعظمهم من النساء، هتافات مناوئة للعنف الأسري، ورفعن لافتات باللون القرمزي، سُجلت عليها أسماء الضحايا، وكُتب عليها "كفى قتلا".

 

 وقالت كارولين دو هاس، إحدى منظمي التحرك في باريس "نعتقد أن هذه ستكون مسيرة تاريخية"، معتبرة أن "مستوى الوعي... بدأ يتغير بطريقة جذرية"، حسبما نقلت عنها "فرانس 24".

 

وتهدف تلك التظاهرات الضغط على الحكومة، قبل يومين من اختتام استشارات حول العنف الأسري، التي أُطلقت مطلع سبتمبر 2019، من أجل العمل على وضع حد لهذه الآفة.

 

136 قُتلن..واغتصاب كل 7 دقائق

 

وإذا كان عدد القتلى من النساء اللاتي قُتلن في العام 2019 الجاري، بحسب إحصائية أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية، فإن عدد ضحايا العنف الأسري من النساء بلغ 128 امرأة في عام 2018، وفقا لإحصائيات أصدرتها وزارة الداخلية.

 

فيما قدرت جميعات مدافعة عن حقوق الإنسان ارتفاع العدد إلى 136 امرأة في عام 2019، إلى جانب تعرض أكثر من 200 ألف امرأة إلى مضايقات جنسية، واغتصاب امرأة كل 7 دقائق، حسب مجلة "مادموزيل" الفرنسية.

 

وبحسب بيانات رسمية فإن نحو 213 ألف امرأة كل عام تقع ضحية للعنف الجسدي أو الجنسي أو الاثنين معا، من قبل شريكها أو شريك سابق، أي ما يساوي 1% من عدد النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 18 و75 عاما.

 

وقد تظاهر الآلاف العام الماضي في كافة أنحاء فرنسا، بلغ نحو 12 ألفا بحسب ما أعلنته الشرطة الفرنسية حينها، للضغط على السلطات بشأن هذه القضية، وفقا لـ"رويترز".

 

وخلال  حوار مع مجلة "باري ماتش" الأسبوعية، أكدت مارلين شيابا أن ما بين 120 إلى 155 امرأة، يلقين حتفهن كل سنة جراء عنف أزواجهن.

 

وتظهر دراسات وأبحاث للاتحاد الأوروبي، أن لدى فرنسا أعلى معدل عنف منزلي مقارنة بباقي دول التكتّل، وقد لفتت الحملات التي تشهدها فرنسا ضد العنف المنزلي، الانتباه إلى أزمة كبيرة، كان وصفها الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون بأنها "عارٌ على فرنسا".

 

القانون لا يحمي

 

ورغم تزايد عدد حالات قتل النساء نتيجة العنف، فإن قانون العقوبات في بعض الدول الأوروبية ومنهم فرنسا وإسبانيا وفنلدنا، لا يحمي المرأة التي تُجبر على ممارسة الجنس، أي اغتصاب من دون موافقتها.

 

وتقول السلطات الفرنسية إن 121 امرأة سقطن خلال العام الماضي تحت ضربات أزواجهن الحاليين أو السابقين، أو أصدقائهن، فيما يشير الرقم الذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن 116 امرأة قُتلن  هذا العام للأسباب نفسها.

 

ووفقا لـ"فرانس 24" فإن هناك تقارير صحفية فرنسية، أشارت إلى أن ثلثي النساء اللواتي تعرضن للقتل في عام 2018، كن قد تقدمن إلى الشرطة بشكاوى عن تعرضهن لعنف قبل مقتلهن.

 

وقد شكلت جرائم القتل التي طالت النساء نحو 17%  من إجمالي الجرائم في فرنسا في العام 2018، وفقا لإحصائية أصدرتها الشرطة الفرنسية.

 

الحكومة الفرنسية: 40 إجراء

 

وبعد احتجاج الآلاف من الفرنسيين على مدى الأيام القليلة الماضية اعترفت الحكومة الفرنسية، اليوم الإثنين، بالتقصير في مجال حماية المرأة، واتخذت سلسلة من الإجراءات من شأنها أن تعزز حماية المرأة من جهة، وأن تضمن تقديم المذنبين إلى العدالة من جهة أخرى.

 

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي، إدوار فيليب، اليوم الأثنين، أربعين إجراءا منها إنشاء ثمانين مركزا جديدا للشرطة للوقوف عند شكاوى النساء اللواتي واجهن عنفا أسريا أو زوجيا أو في الشارع.

 

ويتضمن الـ 40 إجراء 3 محاور، الأول يعمل على معالجة العنف من الجذور من خلال الرهان على التعليم، وهو ما شرحه بـ"تدريب إلزامي للمدرِّسين حول المساواة بين الجنسين بهدف اجتثاث النزعة الذكورية".

 

ويتمركز المحور الثاني حول توفير حماية قصوى للضحايا وللأطفال ضد مظاهر العنف النفسي، وسيتم توسيع خدمة الرقم الهاتفي الساخن لاستقبال الشكاوى والبلاغات، على مدار 24 ساعة يوميا، طيلة أيام الأسبوع.

 

أما المحور الثالث فيعمل على تجريد الأزواج العنيفين من الأسلحة النارية، كما تدرس الحكومة مع نقابة الأطباء قضية الرفع النسبي للسر الطبي، أو تخفيفه، بما يمسح للطبيب بالإشارة إلى وقائع عنف مورست على الضحية، من دون موافقتها، في حال وجود مخاطر جدية، أو إمكانية تجدد الاعتداء.
 

وكانت الحكومة الفرنسية سبق أن اتخذت قرارا لإنشاء 271 مركزا مشابها في وقت سابق، ورغم ذلك إلا أن بعض المنظمات النسوية لاتزال ترى أن هذا التحرك الحكومي خجولا.

 

وطالبت كارولين دو هاس، المتحدثة باسم المجموعة النسوية "كلنا" (Nous Toutes) الحكومة بتأمين تمويل بقيمة مليار يورو، من أجل مكافحة العنف ضد النساء، وفقا لـ "فرانس 24".

 

وجاء الإعلان عن هذه الإجراءات، بعد اجتماع عقده فيليب، والوزيرة الفرنسية للمساواة بين الجنسين مارلين شيابا، مع أعضاء الحكومة، لبحث ملف العنف المنزلي، في فندق "ماتينيون" بالعاصمة باريس، تزامنا مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة" target="_blank">العنف ضد المرأة.

 

كما أعلن رئيس الحكومة الوزراء الفرنسي أنه سيتم تشييد مقرين خلال عام 2020 في كل منطقة من مناطق فرنسا، من أجل استقبال الأزواج العنيفين، إذ إن الضحية هي من يحق لها البقاء في المسكن، وليس الزوج المعتدي.

 

في السياق نفسه أعلنت الحكومة الفرنسية تخصيص 360 مليار يورو لملف "العنف ضد النساء"، وهو أيضا ما اعترضت عليه المنظمات النسوية التي رفعت شعار "نريد مليار يورو لا مليون يورو".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان