رئيس التحرير: عادل صبري 10:59 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«سمر» طالبة طب.. ترسم المشاعر على «الوشوش»

«سمر» طالبة طب.. ترسم المشاعر على «الوشوش»

منوعات

سمر رافت

«سمر» طالبة طب.. ترسم المشاعر على «الوشوش»

أحلام حسنين 10 أكتوبر 2019 17:00

حين تذهب للحدائق والمتنزهات ترى أطفالًا على وجوههم رسومات كالقط أو سبايدر مان، وغير ذلك من رسومات لشخصيات كرتونية أو حيوانات، ولكن هل رأيت مرة  فتاة أو شابًا تحولت مشاعره إلى لوحة فوتوغرافية مرسومة على وجههه؟ هذا هو ما تفعله الفتاة العشرينية "سمر رأفت" التي تجمع بين موهبة الرسم ودراسة الطب.

 

اكتشفت سمر موهبتها بينما كانت في المرحلة الإبتدائية، حين طالبت مدرسة الرسم من التلاميذ تنفيذ رسمة على الورق، فكانت رسمتها مختلفة عن غيرها من التلاميذ، تتذكر حينها أن المدرسة قالت لوالدتها أثناء اجتماع أولياء الأمور:"سمر رسمت رسمة بيرسموها طلة في كلية الفنون الجميلة".

 

مرت الأعوام ولاتزال تلك الكلمات محفورة في ذهن في "سمر"، ولما بلغت الـ 18 عاما، وجدت نفسها تعيد رسم نفس اللوحة مرة أخرى، ومن هنا قررت ألا تتخلى مرة ثانية عن موهبتها.

 

 

فرغم شغف سمر بالفن إلا أنها لم تلتحق بكلية الفنون الجميلة، لعدم حضورها امتحان القدرات، فسنوات الغربة التي عاشتها في الخارج مع والديها جعلتها لا تعلم أن كلية الفنون تتطلب امتحان قدرات للالتحاق بها، فاتجهت الفتاة إلى دراسة الطب.

 

تقول سمر لـ"مصر العربية" إنها تدرس بكلية طب الإنسان، ولكن ذلك لم يعوقها عن شغفها بالرسم، فهي تحاول أن توفق بين موهبتها ودراستها، وتقسم الوقت بينهم بما لا يؤثر أحدهم على الآخر.

 

لم تكتف سمر أنها تملك تلك الموهبة، بل أنها أخذت تطور من موهبتها بالممارسة، فأصبحت تجيد الرسم على الورق والزجاج والقماش والخشب والبلاستيك والنحاس والكراسي، وأى سطح آخر يمكن استخدامه.

 


في البداية كانت تقتصر "سمر" على رسم البورتيهات، ولكنها مع الوقت بدأ يتسرب إليها شعور بالملل، وراحت تطور من موهبتها بنفسها، فقررت أن تجرب الرسم على الوجوه بدلا من الرسم على اللوحات الخشبية.

 

ما كانت تبحث عنه سمر هو ألا تكون اللوحات مجمدة خالية من المشاعر، تريد أن تنطق العيون وتعبر عما داخلها من حزن أو فرح، وهذا ما حاولت أن تجده في رسمها على الوجوه والجسم.

 

أصبحت سمر تستخدم الوجوه كلوحة قماشية، ترسم بألوان أكريليك وبلاستيك غير ضارة للجلد، وبعد أن تكتمل الرسمة على الوجه تصورها وتحولها إلى بورتريهات مصورة.

 

توضح سمر إنها تحاول أن تتواصل مع نفوس الآخرين عن طريق الفن، تريد أن تحول المشاعر إلى لوحات فوتوغرافية، فتلك هي الطريقة التي ترى من خلال النفس.

 

لم تكن سمر وحدها من تشعر بالسعادة بعد الانتهاء من رسمتها المليئة التي أخرجت المشاعر إلى الوجوه، فمن ترسهم أيضا يشعرون بالسعادة.

 

تحلم سمر أن تفتح معرض كبير يشمل كل اللوحات، فهكذا تنوي أن تواصل موهبتها وتطورها أكثر فأكثر حتى تصل إلى أن تعرض لوحاتها في معارض دولية خارج مصر.

 

أما عن دراستها للطب، فلن يكون الأساس لديها، الأهم هو أن تستكمل طريقها في الرسم، فهي تؤمن أن الشخص ينجح في شيء واحد فقط، وإذا كان الاختيار بين الأثنين فستكون الغلبة للرسم.

 

وفي نهاية حديثها توجهت سمر بنصيحة لكل من يملك موهبة، بألا يضيعها أو يتركها من أجل شيء آخر، إذ تقول إنها تعرضت لانتقادات وسخرية من لوحاتها، ومع ذلك لم تستسلم يوما لتلك النبرات المحبطة، بل استكملت وطورت من نفسها حتى وصلت إلى مرحلة الرضا بالنفس، وتصر أن تصل إلى حلمها.

 

 

 


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان