رئيس التحرير: عادل صبري 11:37 صباحاً | الجمعة 04 يوليو 2025 م | 08 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

رضيع فلسطيني يبصر النور تحت نيران قصف الاحتلال

رضيع فلسطيني يبصر النور تحت نيران قصف الاحتلال

العرب والعالم

رضيع فلسطيني_ أرشيفي

رضيع فلسطيني يبصر النور تحت نيران قصف الاحتلال

الأناضول 14 يوليو 2014 23:18

وقفت الأم ميساء (27 عامًا)، تئن من ألم المخاض "الولادة"، ولم تتحمل البقاء في منزلها، فطلبت من زوجها عودة الدباري، أن يقلها إلى المستشفى، رغم الأجواء المتوترة، بسبب الغارات الإسرائيلية المتواصلة في محيط مطار غزة الدولي شرق محافظة رفح جنوبي قطاع غزة.

 

وخرج الدباري (27 عامًا)، بزوجته تحت جنح الظلام، وطائرات الاستطلاع "بدون طيار" تحلق بشكلٍ مكثف في أجواء المنطقة، وتستهدف كل جسم متحرك، والقذائف المدفعية تتساقط بشكل عشوائي في محيط المطار الذي لا يبعد عن منزل الدباري، الواقع شرقي رفح، سوى 700 متر فقط.

 

وما هي إلا سويعات حتى عادت الأم بمولودها الثالث "محمود"، إلى منزلها المتواضع الذي يعتليه سقف من ألواح "الاسبست"، وقررت أخذ قسط من الراحة في فراشها، بعد معاناة مع آلام المخاض والولادة، قبل حدوث انفجارين شديدين أيقظاها بشكل جنوني.

 

وقبل أن يدرك الدباري، الذي تحدث لوكالة "الأناضول"، طبيعة تلك الانفجارات، دوى انفجاران آخران بعد دقائق معدودة سقط على إثرهما سقف المنزل على من فيه، وتدمرت جدرانه ونوافذه، وامتلأ بالغبار الأسود ذي الروائح الكريهة.

 

وبحسب الزوج، فقد هرعت الأم وهي تحتضن رضيعها الذي لم يبصر النور بعد، ممسكة بيدها أحد طفليها الآخرين اللذين لا تتجاوز أعمارهما الثلاث سنوات، وهي تصرخ من شدة الرعب إلى خارج المنزل.

 

وقضى الزوجان وأطفالهما ليلتهم في "العراء" خارج المنزل، ليعودوا في الصباح الباكر ويصدموا بحجم الدمار الهائل، فجدران المنزل تدمرت، وسقفه سقط بالكامل، ونوافذه تحطمت وأبوابه كذلك، وأصبح غير صالح للسكن.

 

وحاول الزوجان وهما يسيران على أنقاض منزلهما، البحث عما تبقى من ملابس وأثاث وألعاب للأطفال وأوان دُفنت تحت الركام، والبحث عن أحلام بعثرتها صواريخ إسرائيل في جنبات المنزل المدمر، والذي أصبح أثرًا بعد عين.

 

وتتساءل الأم بينما كانت تحمل طفلها بين ذراعيها وبدا عليها الإجهاد والتعب وجبينها ينضح عرقًا: "ليش (لماذا) دمروا بيتنا؟!، شو (ماذا) عملنا إلهم (لهم، تقصد إسرائيل)؟!، شو ذنبي، ما أرتاح في بيتي بعد أول ساعة من الولادة ومع طفلي المولود والذي يحتاج للراحة والأمان والرعاية الشديدة؟!".

 

وأضافت: "ها نحن نعيش بجوار منزلنا في العراء فوق قطعة قماش والأواني الخاصة بالبيت جميعها تدمرت، مش عارفين وين بدنا نروح (لا ندري أين سنذهب)، حسبي الله ونعم الوكيل، وما نزال خائفين من مشهد القصف العنيف الذي تعرض له المنزل".

 

ولم تتوقع عائلة الدباري في يوم أن تستهدف الطائرات الإسرائيلية منزلها خاصة أن رب الأسرة فقير وظروفه الاقتصادية صعبة ولا علاقة له بأعمال المقاومة.

 

وتشن إسرائيل منذ مساء الاثنين الماضي، عمليةً عسكريةً على قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، لوقف إطلاق الصواريخ من غزة، باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية.

 

وتسببت العملية العسكرية ذاتها بمقتل 187 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 1390 آخرين، بجراح متفاوتة، جلهم من الأطفال والنساء، حتى 22:50 تغ من مساء الاثنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان