رئيس التحرير: عادل صبري 01:51 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

طرق بيروت مقطعة الأوصال.. «اللبنانيون صاروا عاجزين عن شراء الخبز والدواء»

طرق بيروت مقطعة الأوصال.. «اللبنانيون صاروا عاجزين عن شراء الخبز والدواء»

العرب والعالم

احتجاجات بلبنان

باحتجاجات عنيفة..

طرق بيروت مقطعة الأوصال.. «اللبنانيون صاروا عاجزين عن شراء الخبز والدواء»

أيمن الأمين 08 مارس 2021 12:59

وسط أزمات اقتصادية وسياسية، يعيش لبنان على وقع احتجاجات هي الأعنف خلال السنوات الأخيرة، بسبب تراجع اقتصاده وانهيار عملته "الليرة".

 

وقبل ساعات، استفاق اللبنانيون اليوم على حركة واسعة لإقفال الطرق الرئيسة والفرعية في معظم مناطق البلاد منذ ساعات الصباح الباكر، وذلك احتجاجاً على التدهور الاقتصادي الكارثي الذي يعيشه لبنان، إذ انهارت العملة الوطنية بشكل قياسي مسجلةً نحو 10200 ليرة أو أكثر مقابل أمام الدولار الأميركي الواحد.

 

ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اجتماع أمني – اقتصادي للوقوف على تطور الموقف، والذي ربما يأخذ لبنان نحو الهاوية.

 

يأتي ذلك في ظل تصاعد الاحتجاجات منذ الثلاثاء، عقب تسجيل الليرة انهياراً تاريخياً، إذ تخطى سعر صرف الدولار الواحد 10 آلاف ليرة في السوق الموازية، بينما سعره الرسمي 1510 ليرات.

 

وكانت صحف لبنانية قد حذرت الأحد، من "مخاطر حقيقية" قد تشهدها الأيام المقبلة جراء استمرار تدهور الأوضاع على مختلف الصعد.

 

 

كان ناشطون دعوا خلال اليومين الماضيين إلى إعلان الاثنين 8 مارس "اثنين الغضب"، فقطعوا الطرق بمستوعبات النفايات والإطارات المشتعلة أحياناً والشاحنات والخيام، في حين عمد الجيش اللبناني إلى فتح الطرق في بعض المناطق ووقف لحماية المتظاهرين في مناطق أخرى.

 

قطع طرق

 

وقطع محتجون من الصباح الباكر، الطريق في ساحة الشهداء بوسط العاصمة بيروت في منطقة الصيفي وأمام مبنى جريدة "النهار"، وعند "تقاطع الكولا" باتجاه كورنيش المزرعة، وعلى مسلكي الطريق السريع في مناطق جل الديب والزوق وجبيل، شمال بيروت.

 

وأقفل محتجون، فجر اليوم، طريق الأوتوستراد الساحلي، بين العاصمة والجنوب، وتحديداً في منطقة الجية، بالقرب من مفرق برجا، بالاتجاهين، على المسربين، في حين عمل الجيش على تحويل السير إلى الطريق البحرية القديمة في الجية، والتي باتت تشهد زحمة سير خانقة بفعل الحركة الكثيفة والضاغطة للسير.

 

وشهدت محطات المحروقات في منطقة الزهراني (جنوب)، زحمة كبيرة منذ الصباح الباكر، كما لوحظ أن بعض المحطات رفعت خراطيمها لعدم توفر مادة البنزين.

 

 

ونظمت "الجمعية اللبنانية لأولياء الطلاب في الجامعات الأجنبية"، و"الاتحاد الدولي للشباب اللبناني"، و"تكتل الطلاب اللبنانيين المغتربين"، وقفة احتجاجية أمام مصرف لبنان في منطقة الصنائع في بيروت، في شأن تنفيذ قانون "الدولار الطالبي" الرقم 193، الذي يتيح للبنانيين إرسال أموال من حساباتهم بالعملة الأجنبية إلى أبنائهم الذين يتابعون تعليمهم في الخارج، وذلك بعدما وضعت المصارف ضوابط قاسية على حركة تحويل الأموال من وإلى لبنان.

 

وبينما لا يزال السعر الرسمي للدولار 1510 ليرات، والدولار المدعوم 3900 ليرة، أمر الرئيس اللبناني ميشال عون الأربعاء الماضي، بفتح تحقيق في أسباب انهيار الليرة، مطالباً حاكم المصرف المركزي رياض سلامة بإحالة نتائج التحقيق إلى النيابة العامة كي تتم ملاحقة المتورطين، في حال ثبت وجود عمليات مضاربة غير مشروعة على العملة الوطنية.

 

انهيار الليرة

 

تجدر الإشارة إلى أنه، قبل يوم، أضرمت مجموعات من المحتجين أيضا، النيران بإطارات السيارات، في مسعى لإغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد بشكل يومي منذ أن هوت العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد يوم الثلاثاء الماضي، مما أثار غضب السكان الذين يشعرون منذ فترة طويلة بالذعر من الانهيار المالي في البلاد.

 

وتظاهر محتجون أمام جمعية مصارف لبنان مطالبين بالحصول على ودائعهم، ثم توجهوا إلى مبنى البرلمان وسط بيروت للتعبير عن إحباطهم من تدهور الأوضاع الاقتصادية، فيما شهدت العاصمة انتشارا مكثفا لقوات الجيش.

 

 

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن خلافا وقع بين عدد من المحتجين (على تردي الأوضاع المعيشية) كانوا يقطعون طريق الشويفات الرئيسي وبين سائق سيارة كان مصرا على تخطي العوائق والمرور عبرها.

 

وفي السياق، كلف النائب العام غسان عويدات الأجهزة الأمنية بملاحقة المتلاعبين بالعملة الوطنية، تزامنا مع هبوط الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها.

 

جاء ذلك في تعميم أصدره عويدات إلى الأجهزة الأمنية كافة على الأراضي اللبنانية، والتي تشمل مخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والضابطة الجمركية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

 

فقر بلبنان

 

في سياق آخر، قال البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إن اللبنانيين صاروا لا يستطيعون شراء غذائهم ودوائهم، مشيرا إلى أنه دعا قبل ذلك إلى مؤتمر دولي، لأن السياسيين عجزوا عن إيجاد حل لأزمة البلاد "المميتة".

 

جاء ذلك خلال عظة ألقاها الراعي أثناء ترؤسه قداس الأحد، في كنيسة السيدة بالصرح البطريركي في بكركي شمالي بيروت.

 

وأضاف الراعي: "هناك من يتساءل لماذا ينفجر الشعب؟ ومن وراءه؟"، مضيفاً: "كيف لا يثور هذا الشعب وقد فرغ جيبه من المال، ولا يستطيع شراء خبزه والمواد الغذائية والدواء، وتأمين التعليم والعلاج؟".

 

 

وأوضح: "لأن الجماعة السياسية والسلطة عاجزة عن معالجة أزماتنا الداخلية المؤدية إلى الموت، دعونا إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان نهيئه نحن اللبنانيين كاشفين عللنا المتأتية من مخالفات الدستور".

 

وفي 27 فبراير الماضي، دعا الراعي إلى عقد مؤتمر دولي، برعاية الأمم المتحدة، لـ"إنقاذ لبنان" وجعله على "الحياد".

 

وانتقد الراعي استمرار التأخر في تشكيل الحكومة، قائلا: "لقد كنا في مرحلة شروط وشروط مضادة، فصرنا في مرحلة تحديات وتحديات قاتلة تودي بالبلاد والشعب والكيان".

 

تهديدات حكومية

 

من جهته، هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب بالامتناع عن تأدية مهام منصبه، للضغط على السياسيين لتشكيل حكومة جديدة.

 

وقال دياب إنه إذا كان الاعتكاف سيساعد في تشكيل الحكومة فهو جاهز له رغم أنه يخالف قناعاته، مشيرا إلى أن ذلك قد يعطل الدولة برمتها ويضر اللبنانيين بشدة.

 

وأشار دياب إلى حادث وقع في الآونة الأخيرة في أحد متاجر بيروت، حيث تشاجر متسوقون على الحليب المجفف، متسائلا "ألا يشكل مشهد التسابق على الحليب حافزا كافيا للتعالي على الشكليات وتدوير الزوايا من أجل تشكيل الحكومة؟".

 

 

وأكد أن الظروف الاجتماعية تتفاقم، والظروف المالية تضغط بقوة، والظروف السياسية تزداد تعقيدا، مشيرا إلى أن هذه التحديات الجسيمة لا يمكن لحكومة عادية مواجهتها من دون توافق سياسي "فكيف يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تواجه تلك التحديات؟".

 

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة منذ استقالة حكومة دياب في 10 أغسطس الماضي، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.

 

وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون في 22 أكتوبر الماضي سعد الحريري بتشكيل حكومة عقب اعتذار مصطفى أديب لتعثر مهمته في تشكيل حكومة.

 

ووسط استقطاب حاد، يمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990).

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان