رئيس التحرير: عادل صبري 10:17 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

غضب واحتجاجات و«صراع على البقاء».. لبنان يسير نحو الهاوية

غضب واحتجاجات و«صراع على البقاء».. لبنان يسير نحو الهاوية

العرب والعالم

احتجاجات بلبنان

غضب واحتجاجات و«صراع على البقاء».. لبنان يسير نحو الهاوية

أيمن الأمين 07 مارس 2021 15:44

أثار تراجع الليرة غضب اللبنانيين خلال الأيام الفائتة، فالاحتجاجات كانت عنوان يوميات الشارع اللبناني، وسط صراعات داخلية وصفت بالأخطر خلال الأيام الأخيرة، بسبب ما سمي بالصراع على البقاء.

 

فعبارة "الصراع من أجل البقاء"، ربما يكون الوصف الأدق لما يعيشه المواطن اللبناني الآن، ففي الأيام القليلة الماضية، استأثر مشهدان بمخيلة اللبناني، تقاتل في سوبر ماركت على كيس حليب، وتسابق في مركز تسوق آخر على "جالون زيت مدعوم".

 

هذه المشاهد التي وثقتها الكاميرا وحفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي، تُعد عينة من مشاهد كثيرة من معاناة أكثر مأساوية، لم يألَف المواطن اللبناني عيشها..

 

يقود هذا الخط الدرامي في مسلسل "يوميات العائلة اللبنانية"، إلى استشراف انتقال اللبناني من مرحلة البحبوحة والراحة، إلى المجاهدة لتأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة له ولأسرته، وصولاً إلى الاستغناء عن بعض السلع والمفاضلة بين المأكل، والملبس، والمسكن.

 

 

الدكتورة عايدة عبود، الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي، دعت أرباب الأسر إلى "التأقلم مع الواقع المستجد" بلبنان، لأن تقبُّل الأهل هذه الظروف هو المدخل لقبول الأطفال التغيرات ورفع القدرة على تحمل الصدمات والأزمات، لأن "فاقد الشيء لا يُعطيه". ويجب على الأهل بث المشاعر الإيجابية لدى الأطفال، ووضع قائمة للأولويات التي يجب تحقيقها.

 

كما تصف عبود الإنسان بـ"المحارب من أجل النجاة"، لذلك يجب نقل هذه القدرات الانفعالية إلى أطفاله لتمرير هذا الظرف. ولا بد من التركيز على أهمية العاطفة والوجود إلى جانب الطفل في جوهر العلاقة، وألا يغلب عليها الطابع المادي.

 

وتدعو عبود الأهل إلى البحث عن بدائل لتأمين مداخيل إضافية لتيسير حياة العائلة. ويفترض من الأهل الابتعاد عن التفكير السلبي المستمر، واللعب مع الأطفال لمساعدتهم في قضاء أوقات ممتعة.

 

 

على الجانب الآخر، وتزامنا مع وصول الشارع اللبناني لمأساة بسبب غلاء الأسعار، وندرتها، تواصلت في العاصمة اللبنانية بيروت ومدينة طرابلس المظاهرات لليوم الخامس على التوالي رفضا للأوضاع المعيشية واحتجاجا على تراجع قيمة الليرة بشكل حاد، فيما كلف المدعي العام الأجهزة الأمنية بملاحقة المتلاعبين بالعملة الوطنية.

 

وأضرمت مجموعات من المحتجين النيران بإطارات السيارات، في مسعى لإغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد بشكل يومي منذ أن هوت العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد يوم الثلاثاء الماضي، مما أثار غضب السكان الذين يشعرون منذ فترة طويلة بالذعر من الانهيار المالي في البلاد.

 

وتظاهر محتجون أمام جمعية مصارف لبنان مطالبين بالحصول على ودائعهم، ثم توجهوا إلى مبنى البرلمان وسط بيروت للتعبير عن إحباطهم من تدهور الأوضاع الاقتصادية، فيما شهدت العاصمة انتشارا مكثفا لقوات الجيش.

 

في غضون ذلك، أصيب 7 محتجين لبنانيين مساء أمس السبت بجروح في حادث دعس متعمد لمحتجين على طريق رئيسي جنوبي العاصمة بيروت.

 

 

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن خلافا وقع بين عدد من المحتجين (على تردي الأوضاع المعيشية) كانوا يقطعون طريق الشويفات الرئيسي وبين سائق سيارة كان مصرا على تخطي العوائق والمرور عبرها.

 

وأضافت الوكالة "بعدما رفض المحتجون السماح له بالمرور عمد السائق إلى دعسهم، مما تسبب بجرح 7 منهم"، دون ذكر تفاصيل عن حالتهم الصحية.

 

وأشارت إلى أن القوى الأمنية ألقت القبض على سائق السيارة، فيما قام المتظاهرون بتحطيم السيارة وإضرام النار فيها.

 

وفي السياق، كلف النائب العام غسان عويدات الأجهزة الأمنية بملاحقة المتلاعبين بالعملة الوطنية، تزامنا مع هبوط الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها.

 

جاء ذلك في تعميم أصدره عويدات إلى الأجهزة الأمنية كافة على الأراضي اللبنانية، والتي تشمل مخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والضابطة الجمركية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

 

من جهته، هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب بالامتناع عن تأدية مهام منصبه، للضغط على السياسيين لتشكيل حكومة جديدة.

 

 

وقال دياب إنه إذا كان الاعتكاف سيساعد في تشكيل الحكومة فهو جاهز له رغم أنه يخالف قناعاته، مشيرا إلى أن ذلك قد يعطل الدولة برمتها ويضر اللبنانيين بشدة.

 

وأشار دياب إلى حادث وقع في الآونة الأخيرة في أحد متاجر بيروت، حيث تشاجر متسوقون على الحليب المجفف، متسائلا "ألا يشكل مشهد التسابق على الحليب حافزا كافيا للتعالي على الشكليات وتدوير الزوايا من أجل تشكيل الحكومة؟".

 

وأكد أن الظروف الاجتماعية تتفاقم، والظروف المالية تضغط بقوة، والظروف السياسية تزداد تعقيدا، مشيرا إلى أن هذه التحديات الجسيمة لا يمكن لحكومة عادية مواجهتها من دون توافق سياسي "فكيف يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تواجه تلك التحديات؟".

 

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة منذ استقالة حكومة دياب في 10 أغسطس الماضي، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.

 

وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون في 22 أكتوبر الماضي سعد الحريري بتشكيل حكومة عقب اعتذار مصطفى أديب لتعثر مهمته في تشكيل حكومة.

 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان