لم تتوقف جماعة أنصار الله الحوثية عن التصعيد داخل وخارج اليمن منذ قرابة الشهرين، فالجماعة المسلحة منذ أن رفعتها الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن من على قائمة الإرهاب، رفعت شعار "الهجوم أولا".

 

الهجوم الحوثي امتد خلال الأسابيع الأخيرة على مدينة مأرب اليمنية، ومنه إلى تعز، تزامنا مع قصف عبر المسيرات والصواريخ الباليستية على الأراضي السعودية.

 

وقبل ساعات، أعلن التحالف العربي، الأحد، اعتراض وتدمير 10 طائرات مُسيّرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية، خلال ساعات، وذلك في أكبر هجوم من نوعه، خلال ساعات.

 

جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث الرسمي للتحالف العربي تركي المالكي، نشرته الوكالة السعودية الرسمية (واس).

 

 

وذكر المالكي أن "التحالف دمّر طائرتين مسيرتين مفخختين أطلقهما الحوثيون باتجاه السعودية".

 

وأضاف أنه:" بذلك ارتفع عدد الطائرات التي تم تدميرها اليوم الأحد إلى 10 مسيرات حوثية".

 

وقال إن: "جميع المسيرات حاولت استهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة بطريقة ممنهجة ومتعمدة"، دون الإشارة إلى المنطقة المستهدفة داخل المملكة.

 

طائرات مسيرة

 

وفي وقت سابق الأحد، أفاد المالكي أن التحالف دمر8 طائرات مسيرة حوثية، قبل أن يعلن ارتفاع العدد.

 

ويعتبر هذا أكبر هجوم حوثي يتم خلال بضع ساعات بطائرات مسيرة على السعودية، وفق وسائل إعلام سعودية.

 

 

وتعليقا على هذه التطورات، قال وكيل وزارة الإعلام التابعة للحوثيين نصر الدين عامر إن استهداف جماعة الحوثي للسعودية لن يتوقف ما لم تلتزم الرياض بما سماه وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء وصايتها على اليمن.

 

وأضاف عامر في تصريحات صحفية، أن استراتيجية الحوثي في مواجهة السعودية تعتمد على تطوير القدرات العسكرية، مؤكدا أن الجماعة تعتمد الضغط عبر عمليات عسكرية، وسيلة باتجاه تحقيق السلام.

 

في المقابل، رأى المحلل والكاتب السياسي السعودي منيف عماش الحربي، أن إيران تعتمد إستراتيجية تحريك كل الجبهات، ليس فقط في اليمن، بل أيضا في العراق وسوريا، بانتظار وصول موعد الانتخابات المقبلة في يونيو المقبل.

 

وقال الحربي إنّ الهزائم الكبيرة التي يمنى بها الحوثيون في مأرب وغيرها تدفعهم لتكرار استهداف الأراضي السعودية.

 

محافظة مأرب

 

في الأثناء، قالت مصادر عسكرية يمنية إن عشرات القتلى سقطوا عندما تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والحوثيين في جبهات عدة بمحافظة مأرب.

 

وكانت المصادر ذاتها قالت لوسائل إعلام عربية، إن قوات الجيش أحبطت ما وصفتها بمحاولة تسلل واسعة للحوثيين في مديرية صرواح، غربي المحافظة، واستهدفت مدفعية الجيش مواقع وآليات للحوثيين.

 

 

وعلى الصعيد الإنساني، قال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، سيف مثنى، إن حركة النزوح ما زالت مستمرة في محافظة مأرب بسبب هجمات الحوثيين.

 

وأضاف أن إجمالي النازحين في مأرب تجاوز مليوني شخص، أوضاعهم الاجتماعية سيئة جدا، ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ومن بين هؤلاء 15 ألف نازح من مديرية صرواح في غضون شهر واحد.

 

وفي مدينة تعز غربا، أكد مصدر عسكري مقتل جندي وإصابة 6 في استهداف أحد معسكرات الجيش الوطني في مدينة "التُّربة" جنوبي المحافظة.

 

معارك تعز

 

وقال المصدر إن طائرة ملغمة أطلقها مسلحو جماعة الحوثي استهدفت معسكر "العُفا" بمنطقة "الأصابح" بمديرية "الشَمايتَين"، أدت إلى مقتل أحد الجنود وإصابة 6 بجروح.

 

يشار إلى أن هذه ثالث طائرة مسيرة تسقطها قوات الجيش الوطني في مديرية الشمايتين بتعز في الأشهر الثلاثة الماضية.

 

 

وقد تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين، في الجبهة الشمالية الشرقية لمدينة تعز.

 

وقالت مصادر محلية إن مواجهات قوية اندلعت مساء أمس السبت استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ولم يُعرف حجم الخسائر من الطرفين.

 

وتشهد الجبهة الشرقية للمدينة اشتباكات متقطعة إثر هجوم واسع للجيش حقق به تقدما باتجاه محيط القصر الجمهوري وعدد من الأحياء الشرقية.

 

وخلال الأيام الماضية، صعد الحوثيون بشكل ملحوظ هجماتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليسيتة على السعودية.

 

أمريكا والحوثي

 

يأتي ذلك رغم دعوات أمريكية متكررة للحوثيين بتعليق العمليات العسكرية والعودة إلى المفاوضات؛ من أجل إنهاء القتال في اليمن.

 

وفي 16 فبراير الماضي، أعلنت الولايات المتحدة رفع جماعة "الحوثي" من قائمة الإرهاب، وقالت حينها إن القرار اتخذ "مراعاة للوضع الإنساني المزري في اليمن".

 

 

والثلاثاء، فرضت واشنطن عقوبات على قيادييْن من جماعة الحوثي، متهمة إياهما بإطالة أمد الحرب في اليمن، ومفاقمة الأزمة الإنسانية.

 

وبشكل متكرر يطلق الحوثيون صواريخ باليستية ومقذوفات وطائرات مسيرة على مناطق سعودية، خلفت بعضها خسائر بشرية ومادية، وتقول الجماعة إن هذه الهجمات ردا على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.

 

ويشهد اليمن منذ 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي "الحوثي"، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.

 

ومنذ مارس 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، بقيادة الجارة السعودية، القوات الموالية للحكومة اليمنية ضد الحوثيين، المدعومين من إيران.