رئيس التحرير: عادل صبري 07:38 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«لعنة خاشقجي» تطارد بن سلمان.. ماذا يخبئ «بايدن» لولي العهد؟

«لعنة خاشقجي» تطارد بن سلمان.. ماذا يخبئ «بايدن» لولي العهد؟

العرب والعالم

جمال خاشقجي

بعد تقرير الاستخبارات الأمريكية..

«لعنة خاشقجي» تطارد بن سلمان.. ماذا يخبئ «بايدن» لولي العهد؟

أيمن الأمين 27 فبراير 2021 11:23

بعد أكثر من شهر على توليه السلطة داخل الإدارة الأمريكية، وحديثه عن ملف الحريات في العالم، تصدرت تصريحات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا أزمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث أطلقت التحذيرات تجاه ولي عهد المملكة محمد بن سلمان.

 

الأزمة تجددت، بعدما كشف تقرير الاستخبارات الوطنية الأمريكية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أجاز عملية خطف أو قتل جمال خاشقجي، وأنه كان يرى في الصحفي السعودي تهديدا للمملكة.

 

وقال التقرير إن سيطرة ولي العهد السعودي على أجهزة الاستخبارات والأمن تجعل من المستبعد تنفيذ العملية من دون إذن منه.

 

وحدد التقرير 21 فردا تثق المخابرات الأمريكية في أنهم متورطون في مقتل خاشقجي نيابة عن ولي العهد السعودي.

 

 

تقرير الاستخبارات الأمريكية مؤخرا، أعاد أزمة اغتيال خاشقجي للواجهة، لتكثر معها التساؤلات حول نية أمريكا في كيفية إنهاء تلك الأزمة، وحدود العلاقات الجديدة بين أمريكا والسعودي، وتأثير الصدام الأمريكي على قادة آل سعود.

 

محمد بن سلمان بات الهدف الأول، وورقة الضغط على المملكة من قبل بايدن، والذي صرح قبل ساعات في تعليقه على بيان الاستخبارات الأمريكية قائلا: أؤكد للسعودية بأن "القواعد تغيرت" وأن بلاده "ستحاسب" المسؤولين السعوديين على انتهاكات حقوق الإنسان، على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

 

جاء ذلك في مقابلة مع شبكة "يونيفيجن" التلفزيونية الأمريكية الناطقة بالإسبانية، ونقلت عنها وسائل إعلام محلية، منها "سي إن إن"، في وقت متأخر الجمعة.

 

وردا على سؤال إلى أي مدى قد يضغط على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان للامتثال لحقوق الإنسان، قال بايدن: "لقد تحدثت (الخميس) مع الملك (سلمان) وليس الأمير. أوضحت له أن القواعد تتغير".

 

 

وأضاف بايدن: "سنعلن عن تغييرات مهمة عن علاقتنا مع السعودية، سنحاسبهم على انتهاكات حقوق الإنسان".

 

في الغضون، دعا سياسيون أمريكيون إدارة الرئيس، جو بايدن، إلى محاسبة المسؤولين والمتورطين في قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

 

النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نشرت بيانًا قالت فيه إن التقرير المذكور كشف عن حقيقة معروفة منذ زمن طويل.

 

وأضافت قائلة "وعلى الحكومة الأمريكية أن تعيد النظر في علاقاتها مع السعودية بناءً على النتائج التي تم الكشف عنها في هذا التقرير الذي يعد جزءًا من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المملكة".

 

وأكدت بيلوسي أنها ستواصل مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية عن كثب، مشددة على أنها ستدعم إدارة بايدن في الخطوات التي ستتخذها لمحاسبة المسؤولين عن جريمة القتل هذه.

 

 

بدوره قال الديمقراطي آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب ، على حسابه بموقع "تويتر": "على إدارة بايدن أن تتأكد من أن تداعيات مقتل خاشقجي تتجاوز من ارتكب جريمة القتل وتصل لمن أمر بها. يدا ولي العهد السعودي ملطختان بالدماء. دماء صحفي عاش بالولايات المتحدة. علينا المحاسبة على هذا"

 

وشدد شيف على أنه منذ عامين، يحاول كبار المسؤولين في الإدارة السعودية ، بمن فيهم محمد بن سلمان، الإعلان عن حقيقة مسؤوليتهم عن مقتل خاشقجي ، مؤكداً أنهم سيواصلون العمل محاسبة من ارتكب تلك الجريمة.

 

من جانبه قال الديمقراطي جريجوري ميكس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس نفسه، إنه راضٍ عن إعلان إدارة بايدن عن التقرير وفرض عقوبات على بعض المسؤولين السعوديين، مضيفًا "ومع ذلك ، عندما ننظر إلى نتائج التقرير المعني ، نرى التورط المباشر لمحمد بن سلمان ، وأنا أتطلع إلى محاسبته على ذلك".

 

أما الجمهوري مايكل ماكول، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، فقال إن مقتل خاشقجي أضر بشكل خطير بالعلاقات الأمريكية السعودية.

 

وفي إشارة إلى أنه قدم من قبل مشروع قانون لفرض عقوبات على ولي العهد السعودي بسب جريمة قتل خاشقجي، قال مكول: "أكرر دعوتي للولايات المتحدة لمحاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة الوحشية، بمن فيهم محمد بن سلمان".

 

هذا فيما أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب مينينديز أن إدارة بايدن أبدت شفافية ورحبت بالإعلان عن تقرير الاستخبارات المذكور.

 

وأردف قائلا "في الوقت نفسه، آمل أن تكون هذه هي الخطوة الأولى فقط وأن إدارة بايدن تخطط لاتخاذ خطوات ملموسة لتحميل محمد بن سلمان المسؤولية عما فعله".

 

 

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية السعودية، رفضها "القاطع" لما ورد في تقرير المخابرات الأمريكية بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، من "استنتاجات مسيئة وغير صحيحة".

 

وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إنها "تابعت ما تم تداوله بشأن التقرير الذي تم تزويد الكونجرس به بشأن جريمة مقتل جمال خاشقجي".

 

وأضافت الخارجية السعودية أن "حكومة المملكة ترفض رفضاً قاطعاً ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، كما أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة".

 

وأكملت: "كما ترفض المملكة أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها".

 

وذكرت أنها "تؤكد على ما سبق أن صدر بهذا الشأن من الجهات المختصة في المملكة من أن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكًا صارخًا لقوانين المملكة وقيمها ارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها".

 

وأردفت: "تم اتخاذ جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، حيث صدرت بحقهم أحكاماً قضائية نهائية رحبت بها أسرة خاشقجي".

 

 

وجمال خاشقجي، هو معارض سعودي معتدل ومعروف وصاحب علاقات واسعة ومؤثر للغاية داخل السعودية وخارجها.

 

ولد خاشقجي بالمدينة المنورة عام 1958، بدأ مسيرته الصحفية في صحيفة جازيت، حيث عمل مراسلاً لها، وفي الفترة بين 1987 إلى 1990 عمل مراسلاً لعدة صحف يومية وأسبوعية، ليقدم من خلالها تغطية لأحداث أفغانستان والجزائر والكويت والسودان والشرق الأوسط.

 

ونتيجة لنجاحاته في تغطية هذه الأحداث تم تعيينه بمنصب نائب رئيس تحرير صحيفة "أراب نيوز" في عام 1999، واستمر في منصبه هذا حتى عام 2003، وفي عام 2004 تم تعيينه رئيس تحرير صحيفة الوطن اليومية، ولكن تعيينه في هذا المنصب لم يدم طويلاً، إذ أقيل من هذا المنصب بعد 52 يوماً فقط من بدء تعيينه. ومنذ هذا الوقت عمل مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل.

 

كما تم تعيين خاشقجي عام 2007 رئيس تحرير لجريدة الوطن، وكان هذا القرار هو القرار الثاني لتعيينه في هذا المنصب، ثم أرغم على الاستقالة في عام 2010 دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، حيث تضاربت الأسباب وقتها ورجح كثيرون أنه استقال بسبب ما نشر في الجريدة من الكاتب إبراهيم الألمعي عن معارضته لفكرة السلفية.

 

وعين في عام 2010 مديراً عاماً لقناة العرب الإخبارية، التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، والتي بدأت البث في عام 2015، ولم يستمر إطلاقها إلا يوماً واحداً.

 

وقتل جمال خاشقجي، في 2 أكتوبر 2018، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في قضية هزت الرأي العام الدولي.

 

وبعد 18 يوماً من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتله داخل القنصلية إثر "شجار" مع أشخاص سعوديين، وأوقفت 18 مواطناً ضمن التحقيقات، دون كشف المسؤولين عن الجريمة أو مكان الجثة.

 

ولاقت قضية اغتيال خاشقجي ردود فعل عربية ودولية، وضعت الرياض وقتها في عزلة دولية.

 

للمزيد من المعلومات عن أزمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.. تابع الفيديوهات التالية:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان