رئيس التحرير: عادل صبري 01:53 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

قيادي بـ«النهضة»: الرئيس تجاوز صلاحياته.. ولهذا لجأنا لمليونية الشارع (حوار)

قيادي بـ«النهضة»: الرئيس تجاوز صلاحياته.. ولهذا لجأنا لمليونية الشارع (حوار)

العرب والعالم

احتجاجات بتونس

قيادي بـ«النهضة»: الرئيس تجاوز صلاحياته.. ولهذا لجأنا لمليونية الشارع (حوار)

أيمن الأمين 26 فبراير 2021 15:31

هاجم الناشط  السياسي بحركة النهضة التونسية، حسين طرخاني، الرئيس التونسي قيس سعيد، قائلا: إن الرئيس خرق الدستور لمرات عديدة، وتجاوز صلاحياته الدستورية في بعض القرارات التي اتخذها.

 

وأضاف طرخاني في حواره مع مصر العربية، أن الحركة ستنزل للشارع عبر مليونية سلمية للضغط على الرئاسيات وإجبارها على إنهاء الأزمة السياسية عبر مائدة التفاوض.

 

وتابع: المليونية التي نسعى إليها ستبعث رسالة للجميع، بأن المسار الديمقراطي "محمي شعبيا"، ولا أحد يستطيع إجهاض الثورة، ولذلك نراهن على "المليونية"والتي ستكون "إنذار" للجميع، فإما الجلوس على لطاولة والتحاور، وإما أن يرحلوا جميعا.

 

إلى نص الحوار..

 

بداية.. كيف ترى الأزمة السياسية في تونس الآن، وهل من صدام فعلي بين "النهضة" والرئيس قيس سعيد بسبب التعديل الوزاري الأخير؟

 

أولا لنكن واقعيين وصادقين مع أنفسنا، فبداية الأزمة السياسية ترجع لأحداث كثيرة بسبب تضارب المصالح بين البعض، فحينما وجهت تهم تضارب المصالح لرئيس الحكومة السابقة إلياس الفخفاخ، طالبت الأحزاب من "الفخفاخ" تقديم استقالته، وهو ما رفضه حزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب، وأيضا من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد، الذي جاء بالفخفاخ في البداية، وقامت حركة النهضة آنذاك وائتلاف الكرامة وقلب تونس وبعض النواب بتقديم لائحة سحب الثقة منه، إلا أن الرئاسة وقتها أعلنت بأن الفخفاخ قام بتقديم استقالته دون الإعلان عنها، ومن ثم بدأت الأزمة بين الرئاسيات في تصاعد..

 

 

فالرئيس "سعيد" قبل الاستقالة كونه لا يريد سحب الثقة من الفخفاخ عبر البرلمان، حتى لا يعود اقتراح رئيس الحكومة الجديد من قبل الحزب الفائز بالأغلبية، وإنما يريد أن يبقى هو نفسه من يقترح، وهذا دليل على تحايل الرئيس على الجميع، بل أكثر من ذلك، فالرئيس لا يؤمن بالأحزاب أصلا، ولا بالبرلمان، فهو يريد أن يعين شخصية تكون تحت أمره ولا تعارضه في أي قرار، وبالتالي فالرئيس بتلك الأشياء قد تجاوز صلاحياته التي ينص عليها الدستور.

 

لذلك قام الرئيس باختيار "المشيشي" وتمت تزكية حكومته من قبل البرلمان، رغم أن الرئيس هو من اختاره، وبعد أشهر طالب "سعيد" من الأحزاب إسقاط حكومة  المشيشي قبل التصويت لها بيوم واحد، وهنا دخلت الأحزاب في خلاف مع الرئيس، وبالتالي بات السؤال المطروح، كيف يختار الرئيس شخصية "المشيشي" ثم يطالب بإسقاطها؟ الأمر الذي اعتبره الجميع "لعب بالدولة" لذلك قامت حركة النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة وتحيا تونس والبعض من المستقلين وكتلة الإصلاح بالتصويت له، ومرت الحكومة.

 

 

وماذا بعد؟

 

مرت الحكومة، وبعدها أراد المشيشي التحوير "تعديل" وزاري، ولكن الرئيس غضب ولم يرض بتلك التعديلات، تحديدا لأن المشيشي قام بعزل وزير الداخلية، وهذا ما أشعل فتيل الأزمة، خصوصا وأن الرئيس لديه خمسة وزراء في الحكومة، مما جعل الرئيس يرفض أداء يمين الوزراء الجدد، بحجة وجود شبهة فساد في بعضهم، وهو مالا وجود له بالأساس، فالرئيس يريد إسقاط الحكومة.

 

مرات عديدة طالب "سعيد" بتطبيق الدستور، معتبرا "أن الفساد وصف قانوني من صلاحيات القضاء وليس وصفا أدبيا".. ماذا يقصد بذلك؟

 

بالأساس قيس سعيد هو من قام بتجاوزات دستورية، وخرق الدستور مرات عديدة، أما الفساد فهو شماعة فقط، وما يقال عن خرق الدستور من قبل الحركة شعارات فضفاضة يتغنى بها البعض لا أكثر.

 

 

النهضة طالبت بالنزول إلى الشارع ويتهمها البعض بتأجيج الشارع.. فلماذا قررت النهضة النزول بمسيرات مليونية كما أعلنت؟

 

أولا التظاهرات حق يكفله الدستور التونسي، وثانيا من حق حركة النهضة التظاهر سلميا من أجل التعبير على الدفاع على المسار الديمقراطي واحترام الدستور والنظام، وهذه المظاهرات لا تعني حركة النهضة فقط، بل جميع الأحزاب المؤمنة بالثورة وبنجاح المسار الديمقراطي وباحترام الدستور، ولذلك ستكون مظاهرات سلمية معبرة.

 

هل ستشارك أحزاب غير النهضة في مسيرات السبت؟

 

بكل تأكيد، سيكون هناك عدة أحزاب مشاركة في تلك المليونية، ومنها قلب تونس، والمجتمع المدني، وكل أبناء الثورة، والمؤمنون بوحدة الوطن، وستكون مسيرة مليونية.

 

 

هل من يقف وراء التناحر السياسي بتونس؟

 

من الطبيعي جدا أن يقف أعداء ثورتنا لإجهاضها، فكل الثورات تجد من يدعمها، أيضا تجد من يحاول إرباكها أو إجهاضها، ولذلك فالثورة المضادة تعمل جاهدة على قبر المسار الديمقراطي، وهناك أطراف دولية تعمل جاهدة على ذلك، لأن نجاح الثورة التونسية يعني التخلص من التبعية، والاستعمار الاقتصادي، وتحرر الشعوب.

 

ماذا تتوقع النهضة من المليونية.. وهل تنجح في الضغط على الرئيس؟

 

المليونية التي نسعى إليها ستبعث رسالة للجميع، بأن المسار الديمقراطي محمي شعبيا، ولا أحد يستطيع على إجهاض الثورة، ولذلك نراهن على "المليونية"والتي ستكون "إنذار" للجميع، فإما الجلوس على لطاولة والتحاور، وإما أن يرحلوا جميعا.

 

 

إذن.. البعض يطرح الحل الأسلم للخروج من هذه الأزمة هو جلوس مختلف الأطراف إلى طاولة الحوار لحل الخلاف القائم بين رئيسي الحكومة والبرلمان وبين رئيس الجمهورية؟ فهل ينجح ذلك المقترح؟

 

نعم، فالمشكلة في تونس سياسية بامتياز، لذلك على الرئيس ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان الجلوس والتحاور بعيدا عن الإعلام، فأنا على يقين بأن صوت الحكمة والعقل هو المنتصر.

 

في النهاية كيف تتوقع مستقبل التناحر السياسي الحالي؟

 

أرى أن هناك انفراج للأزمة قريبا، وأظن بأن الجميع يعلم بأن الخريطة السياسية العالمية بدأت تتشكل من جديد، وأن تونس ستكون لها مكانة استراتيجية مستقبلا، ولذلك أتوقع أن ينتهي التناحر السياسي قريبا، وستكون تونس بوابة إفريقيا.

 

 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان