رئيس التحرير: عادل صبري 06:56 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الناتو يضاعف قواته بالعراق 8 مرات.. إيران وداعش ومآرب أخرى

الناتو يضاعف قواته بالعراق 8 مرات.. إيران وداعش ومآرب أخرى

العرب والعالم

جنود أمريكيون في العراق

الناتو يضاعف قواته بالعراق 8 مرات.. إيران وداعش ومآرب أخرى

عمر مصطفى 18 فبراير 2021 22:43

قرر حلف الناتو رفع قواته المنتشرة في العراق من 500 جندي إلى 4 آلاف جندي، في خطوة تشير إلى وضع حد لسياسة الانسحاب التي انتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العراق وأفغانستان، ما أثار في حينه غضب حلفاء واشنطن في الناتو، بسبب ما اعتبروه ترك الساحة فارغة أمام قوى أخرى منافسة للولايات المتحدة وأوروبا.

 

ويكتسب قرار الناتو دعما من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن الذي تعهده خلال حملته الانتخابية بتفعيل دور بلاده القيادي في حلف الناتو، وإعادة النظر مجددا في قرارات الانسحاب من العراق وأفغانستان، بسبب ما اعتبره غيابا لبيئة مواتية تتيح الانسحاب دون المس بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

 

ويخشى حلفاء أمريكا في الناتو والعراق من أن انسحابا أمريكيا متسرعا قد يفسح الساحة أمام إيران وحلفائها من أجل إحكام قبضتهم على زمام الأمور في العراق، في الوقت الذي تعتبر فيه طهران وحلفاؤها العراقيون انسحاب أمريكا أحد أوجه ردها على إقدام واشنطن على اغتيال اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

مضاعفة القوات

وأعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ اليوم الخميس أن الحلف قرر زيادة تعداد أفراد بعثته في العراق بثمانية أضعاف، من 500 حتى أربعة آلاف شخصا.

 

وقال ستولتنبيرغ خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام اليوم الثاني من اجتماع وزراء دفاع الناتو المنعقد في بروكسل: "بحثنا اليوم قرار توسيع مهمة الناتو للتدريب في العراق، لدعم القوات العراقية في حربها على الإرهاب.. والتأكد من أن "داعش" لن يعود". وأشار ستولتنبيرغ إلى أن برامج التدريب للناتو ستشمل بفضل هذا القرار المزيد من المؤسسات الأمنية العراقية والمناطق خارج العاصمة بغداد.

 

ولفت الأمين العام إلى أن زيادة تعداد مهمة الناتو ستأتي تدريجيا، مؤكدا التزام الحلف التام بسيادة العراق ووحدة أراضيه. وأكد ستولتنبيرغ أنه بحث هذا الموضوع في وقت سابق من الأسبوع الجاري مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وطمأنه بأن جميع خطوات الحلف ستتخذ حصرا بالتنسيق مع حكومة بغداد.

 

وكان حلف الناتو قد حذر إدارة ترامب في أكتوبر الماضي من الانسحاب المتسرع من العراق، مؤكدا أن "الوضع الأمني في العراق يبقى مثيرا للقلق، لكنّ حلف شمال الأطلسي مستعد لتعزيز مهمته وتوسيعها، وتدريب القوات العراقية". وأبدى الحلف حينها استعداده "لزيادة العدد وتوسيع مهمّاتهم بالتشاور مع السلطات العراقيّة والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي".

 

وعقب اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة شنّتها طائرة مسيّرة أمريكية ببغداد في يناير، تنامى شعور مناهض للولايات المتحدة، ما قادها إلى تعليق عمليّاتها ضمن التحالف الدولي والسعي إلى تقليص حضورها في البلد. وطلب الأمريكيّون أن يتولّى الناتو بعضاً من أنشطة تدريب القوات العراقية، التي يقوم بها التحالف الدولي.

 

وأجبرت جائحة كوفيد-19 التحالف على خفض وجوده بالعراق خلال عام 2020، لكنّ ستولتنبرغ أكّد أنّ المهمّة عادت إلى العمل بـ"كامل قدراتها". ويعتزم الناتو تدريب القوات العراقية لقتال تنظيم داعش ومنع إعادة تجمّع مقاتليه في العراق.

حرب طالبان

في السياق، أكد ستولتنبرغ عقب اجتماع اليوم الخميس عدم اتخاذ "قرار نهائي" بشأن قواته في أفغانستان، موضحاً أنّ الأعضاء سيواصلون نقاشهم مع اقتراب المهلة النهائية في الأول من مايو. وتابع: "نحن نواجه العديد من المعضلات ولا توجد خيارات سهلة. لم نتخذ قرارًا نهائيًا بشأن وجودنا المستقبلي ، ولكن مع اقتراب موعد المهلة النهائية، سنواصل التشاور والتنسيق معًا كحلف".

 

وفي تصريح لموقع "يورونيوز"، قال فابريس بوثي، كبير المستشارين في معهد راسموسين غلوبال ببروكسل "لا تزال حركة طالبان تواصل هجماتها، وقد يرغب أعضاؤها في اختبار قدرة إدارة جو بايدن على التحمل" مضيفا "أعتقد أنه يتعين علينا أن نتحمل على مدى الأشهر الستة أو الاثني عشر المقبلة بعض الهجمات المحتملة من قبل طالبان لاختبار إلى أي مدى يمكن أن تتصرف الإدارة الأمريكية الجديدة".

 

وبموجب شروط الاتفاقية الموقعة في فبراير 2020 بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، يجب أن تكون فرق الدول المشاركة في أفغانستان قد غادرت البلاد في الأول من مايو.

 

وتشمل مهمة التحالف الدولي في أفغانستان 12 ألف عنصر، لكنّ رغبة الولايات المتحدة بالانسحاب من البلاد عقب إبرام اتّفاق مع طالبان، وتواصل أعمال العنف، يطرحان مشاكل جدّية على التحالف.

 

وحذّر ستولتنبرغ خلال اجتماع وزراء دفاع الحلف في أكتوبر الماضي من "نشوء معضلة في الأشهر المقبلة"، موضحا أنّه "إما أن نغادر أفغانستان مع خطر ضياع جميع المكاسب وتحوّل البلد إلى ملجأ للإرهابيين، وإمّا أن نبقى، لكنّ ذلك سيمثّل التزاماً طويلاً مع خطر الاشتباك مع طالبان".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان