رئيس التحرير: عادل صبري 06:01 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

روحاني يشترط وبايدن يتروَّى.. نووي إيران إلى «ثلاجة الانتظار»

روحاني يشترط وبايدن يتروَّى.. نووي إيران إلى «ثلاجة الانتظار»

العرب والعالم

امريكا تريد اشراك حلفائها في المفاوضات مع إيران

روحاني يشترط وبايدن يتروَّى.. نووي إيران إلى «ثلاجة الانتظار»

عمر مصطفى 03 فبراير 2021 19:24

تعرَّضت الآمال الإيرانية في عودة سريعة للولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الموقع معها، بما يمهد الطريق لإلغاء العقوبات القاسية التي فرضتها إدارة ترامب، إلى نكسة جديدة، حيث أكدت إدارة بايدن أنَّها تريد أولًا إجراء مشاورات مع الحلفاء والشركاء والكونجرس الأمريكي.

 

كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد اقترح يوم الاثنين طريقًا للتغلُّب على الجمود بين الولايات المتحدة وإيران بشأن من يبدأ أولًا في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق في 2018، مقترحًا وساطة أوروبية في هذا الصدد.

 

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يلمح فيها ظريف إلى أنَّ إيران قد تتراجع عن مطلبها بأن تخفف الولايات المتحدة عقوباتها الاقتصادية قبل أن تستأنف طهران الالتزام ببنود الاتفاق.

تروي وتشاور

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بدد الآمال في انفراجة سريعة مع طهران، بالقول "لم نجر أي مناقشات مع الإيرانيين ولا أتوقع أن نشرع في ذلك قبل المضي قدما في تلك الخطوات الأولية"، في إشارة إلى مشاورات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الحلفاء والشركاء والكونجرس الأمريكي.

 

وأضاف "هناك (الكثير) من الخطوات في تلك العملية... قبل أن نصل إلى النقطة التي ننخرط فيها مباشرة مع الإيرانيين ونكون على استعداد لقبول أي نوع من المقترحات".

 

وفي محاولة لتبديد الخيبة التي خلفتها لتلك التصريحات، قال مسؤول أمريكي آخر، طلب عدم نشر اسمه، إنّ تعليقات برايس لا ينبغي النظر إليها على أنها رفض لفكرة ظريف، لكنها تعكس حقيقة أن فريق بايدن المسؤول عن الملف الإيراني تولى مهامه للتو وأنّه ملتزم بالتشاور على نطاق واسع.

 

وأردف قائلا "لا يوجد رفض... لم نبدأ التفاوض مع إيران أو مع أي شخص آخر لأن أولويتنا هي التشاور" مع الشركاء في الاتفاق النووي وفي المنطقة.

لا شركاء جددًا

في المقابل، جدد الرئيس حسن روحاني اليوم الأربعاء موقف إيران الرافض لتعديل بنود الاتفاق حول برنامجها النووي، أو إضافة أي أطراف إليه، وذلك في ظل إشارات أمريكية إلى ذلك.

 

وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة "أقول بوضوح للمجتمع الدولي، لا سيما الدول المنضوية في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق)، أكانت 4+1 أو 5+1 مستقبلًا، أنه لن يتم تغيير أي بند" من الاتفاق النووي. وأضاف "لن تتم إضافة أي أحد الى خطة العمل الشاملة المشتركة"، مشددًا على أنّه "لن نصبح 5+2 أو 5+3".

 

ورأى أن الاتفاق الذي أبرم في عهده بعد مباحثات شاقة "كان نتيجة عشرة أعوام من المفاوضات (...) الاتفاق لم يكن أمرا تحقق بسهولة"، متوجها الى الأمريكيين بالقول "هذا هو الاتفاق. اذا أرادوه، أهلا وسهلا، سيعود الجميع الى الالتزام. في حال لم يرغبوا، أهلًا وسهلًا، يمكنهم أن يمضوا في حياتهم".

 

انسحاب أمريكي

وقرَّر الرئيس السابق دونالد ترامب سحب بلاده من جانب واحد من الاتفاق المبرم في 2015 بين إيران وست دول كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا)، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

 

لكن إدارة الرئيس الجديد جو بايدن، ألمحت إلى امكان عودتها الى الاتفاق، لكنَّها دعت طهران للعودة الى تطبيق كامل التزاماتها بموجبه. كذلك، تحدثت الإدارة الجديدة عن التشاور مع حلفائها بشأن أي اتفاق جديد، في حين طالبت السعودية، الخصم الإقليمي الأبرز لطهران، بأن تكون جزءًا من أي مباحثات جديدة بشأن الاتفاق.

 

وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل توفير ضمانات للدول الغربية بالأهداف السلمية للبرنامج النووي الإيراني. وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، تراجعت طهران عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق الذي وضع له إطار قانوني متمثل بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2231.

 

وأكد المسؤولون الإيرانيون في تصريحات سابقة، أن الأولوية بالنسبة إليهم هي رفع العقوبات الأمريكية وليس عودة واشنطن الى الاتفاق، مؤكدين أن طهران ستعود الى احترام التزاماتها بموجبه في حال تمَّت هذه الخطوة. من جهتها، تطالب الولايات المتحدة إيران باستئناف تنفيذ كامل الالتزامات، قبل عودتها الى الاتفاق.

 

حقل ألغام

وكانت مجلة بوليتيكو الأمريكية قد اعتبرت في يناير الماضي أن "ترامب ترك لبايدن حقلا من العقوبات الملغمة" ضد إيران، مشيرة إلى أن أحد الملامح القليلة الملموسة للسياسة الخارجية لبايدن خلال حملته الانتخابية كان تعهده بإعادة انضمام الولايات المتحدة إلى بوتقة الاتفاق النووي الإيراني الذي وصفه ترامب بـ "المروّع" و"الأسوأ على الإطلاق".

 

وطرحت المجلة الأمريكية بعض التساؤلات قائلة: "لتحقيق هذا الهدف، هل يملك بايدن الاستعداد لإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة غير إرهابية؟ وماذا عن رفع العقوبات عن البنك المركزي الإيراني المتهم بتمويل ميليشيات بالوكالة في الشرق الأوسط؟ وهل سيقوم الرئيس بسحب العقوبات المفروضة ضد إيرانيين حاولوا التدخل في انتخابات الولايات المتحدة؟".

 

وتابعت: "بسبب فرض ترامب العقوبات المذكورة وغيرها ضد إيران، باتت هذه التساؤلات بشكل مؤكد بمثابة طاعون يواجه بايدن ومساعديه أثناء سعيهم للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق".

 

ورأت المجلة أن الفريق الرئاسي لبايدن يمر بمأزق سياسي حيث ينبغي عليهم أن يطأوا طريقهم بحذر قبل سحب العقوبات التي خلفها ترامب  وراءه. بينما في المقابل، تصر إيران على ضرورة إلغاء معظم هذه العقوبات، إن لم يكن جميعها، كشرط لإحياء الاتفاق النووي مجددًا.

 

كذلك أعلن الجمهوريون وبعض الديمقراطيين اعتزامهم مقاومة أي خطوة يتخذها بايدن بشأن التراجع عن العقوبات الإيرانية.

 

مأزق شائك

وخلال جلسات تصديق مجلس الشيوخ على ترشيح بايدن له، ذاق وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن بعض الانتقادات التي تنتظر بايدن حال رفع عقوبات ترامب ضد إيران.

 

وعلى سبيل المثال، تحدث السيناتور الجمهوري تيد كروز عن دعم إيران للإرهاب  ومعاملتها العنيفة للأشخاص "المثليين" ضمن أسباب يراها كافية لعدم رفع العقوبات.

 

وأجاب بلينكن أنه مستعد لإبقاء بعض العقوبات مضيفا: "الاتفاق النووي شيء واحد، لكن استمرار بل وتقوية قدرتنا على التعامل بكفاءة مع سلوكيات إيران الشائنة بما في ذلك مملكة  الإرهاب شيء ضروري وينبغي فعله". واستدرك: "لكن امتلاك إيران سلاحا نوويا سيجعلها تتصرف بمنأى عن المساءلة على نحو يتجاوز ما تفعله حاليا".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان