رئيس التحرير: عادل صبري 08:51 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

عقب تهديد «تل أبيب».. ما سيناريوهات المواجهة العسكرية الشاملة بين إيران و«إسرائيل»؟

عقب تهديد «تل أبيب».. ما سيناريوهات المواجهة العسكرية الشاملة بين إيران و«إسرائيل»؟

العرب والعالم

مواجهة عسكرية بين إيران وأسرائيل

عقب تهديد «تل أبيب».. ما سيناريوهات المواجهة العسكرية الشاملة بين إيران و«إسرائيل»؟

أيمن الأمين 27 يناير 2021 17:00

كلما هدأت لبعض الوقت اشتعلت مجددا، هكذا حال التصريحات التهديدات بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، كان آخر ها تلويح تل أبيب بقصف عسكري للأراضي الإيرانية.

 

احتمالية المواجهة العسكرية بين إيران و"إسرائيل" ارتفعت حدتها في الساعات الأخيرة، حيث كشف رئيس الأركان "الإسرائيلي" في وقت سابق- عن أن إسرائيل أعدت مخططا دقيقا لشن هجوم عسكري محتمل على إيران من شأنه أن يحبط أي محاولات للاقتراب من امتلاك قنبلة نووية.

 

وفي كلمة علنية نادرة، أكد كوخافي أنه طلب من فرقه العمل على وضع خطط جديدة للتصدي لما وصفه بأنه تهديد نووي إيراني في حال اتخذ قرار سياسي باستهداف طهران.

 

وقال خلال مؤتمر نظمه معهد الأبحاث الدفاعية في جامعة تل أبيب- إن إيران تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب غير المسموح بها وأجهزة الطرد المركزي التي طورتها؛ مما يسمح لها بتسريع عملية تطوير قنبلة نووية، مشددا على معارضته العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني حتى لو تم إدخال تعديلات عليه، وطالب بإبقاء العقوبات المفروضة على طهران.

 

وأضاف "يجب مواصلة ممارسة الضغوط على إيران، ولا يمكن لإيران امتلاك قدرات لحيازة القنبلة النووية"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي هاجم 500 هدف في الشرق الأوسط في 2020، وقال إن العمليات الإسرائيلية في سوريا تهدف إلى منع استمرار الوجود الإيراني هناك.

 

 

ومنذ اندلاع الحرب في سوريا في 2011 نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية، وأطلقت صواريخ على هذا البلد؛ مستهدفة قوات النظام السوري وحلفاءها الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني.

 

وردا على تهديدات تل أبيب، قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إن بلاده لن تتردد في الدفاع عن نفسها، وسترد بقوة على أي تهديد لأمنها.

 

وأضاف المندوب الإيراني أن إسرائيل تواصل -ما وصفه- بالكذب والخداع لإظهار أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا للمنطقة، معتبرا أن تل أبيب تهدف من خلال التهديدات إلى التعتيم على أسلحتها النووية وأفعالها التي تهدد استقرار المنطقة برمتها.

 

وقال إن إسرائيل فعلت كل ما في وسعها لهدم الاتفاق النووي المبرم مع طهران، وعلى المجتمع الدولي أن يكون حذرا من ذلك، مطالبا المجتمعَ الدولي بالقيام بمسؤولياته تجاه التهديدات الإسرائيلية.

 

وأمس الثلاثاء، هددت طهران بوقف العمل بالبروتوكول الإضافي الخاص بمراقبة وكالة الطاقة الذرية الأنشطة النووية الإيرانية في 21 فبراير المقبل إذا لم تلتزم باقي الأطراف بتعهداتها.

 

 

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن فرصة أمريكا للعودة إلى الاتفاق النووي وتنفيذ التزاماتها باتت محدودة، وقال إن "الحوار مع الولايات المتحدة غير مطروح حاليا، ولم يكن لنا أي اتصال مع إدارة بايدن، وأي تطور في ملف المفاوضات مرهون بتنفيذ القرار الدولي رقم 2231″، وهو قرار مجلس الأمن الدولي الذي أقر الاتفاق النووي المبرم.

 

وأكد أن طهران تنتظر الإعلان عن مواقف واشنطن الرسمية بشأن كيفية العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات المفروضة على بلاده، مضيفا "نأمل أن تتخذ واشنطن إجراءات عملية لتعزيز الثقة وإظهار حسن النية".

 

وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وأطلقت حملة لفرض "ضغوط قصوى" على طهران، عبر إعادة فرض ثم تشديد العقوبات الأميركية على إيران، التي ردت بالتخلي عن معظم التزاماتها التي نص عليها الاتفاق، لكنها نفت السعي لتطوير قدرة نووية عسكرية.

 

وتخشى السلطات "الإسرائيلية" أن يترافق وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض -الذي يعتبر أن سياسة ترامب حيال إيران كانت فاشلة- مع محاولة لإنقاذ هذا الاتفاق.

 

 

على الجانب الآخر، ووفق تقارير "إسرائيلية" توضح قرب الصدام العسكري بين طهران وتل أبيب، قالت صحيفة عبرية، إن عودة إيران إلى "المشروع النووي العسكري"، يقرب المواجهة المسلحة المباشرة بين طهران وتل أبيب.

 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية قبل أسابيع، إن "عملا عسكريا ضد المشروع النووي الإيراني يحوم مرة أخرى في الأفق".

 

وأضافت: "نحن لسنا في مرحلة القرار للضغط على الزناد، ولكن إسرائيل تقترب من هناك بسرعة؛ وهذا ليس منوطا بها، فليست هي التي تملي وتيرة الأحداث، ولكن لو كانت لإسرائيل حكومة تؤدي مهامها وكابينت (مجلس أمني مصغر) يعمل بشكل مرتب، فهذا سيكون الموضوع الأساسي الذي سيغرقون فيه اليوم وخلال الأشهر القريبة القادمة".

 

أيضا وفي تصريحات مماثلة، قال خبير عسكري إسرائيلي إن التقديرات الإسرائيلية المتوفرة تتحدث عن أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن يسعى لوقف المشروع النووي الإيراني، زاعما أن طهران على بعد أقل من عام من إنتاج رأس حربي نووي.

 

وأضاف رون بن يشاي، الذي غطى الحروب العربية الإسرائيلية، وله صلات وثيقة بكبار جنرالات الجيش، في تقريره بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية رصدت تحديات عدة داخلية وخارجية أمام إدارة بايدن، بينها وقف المشروع النووي والصاروخي لإيران، ومنع تمددها عبر وكلائها في الشرق الأوسط.

 

وأوضح أن "إسرائيل لها تأثير مباشر وغير مباشر على كل هذه التحديات الداخلية والخارجية، لأنها تندرج تحت توصيف قاعدة عسكرية واقتصادية قوية، وهي لا تمثل فقط العمود الفقري الأمني والاستراتيجي في السلم والحرب، ولكنها أيضًا عنصر مهم في الردع الإسرائيلي، وسيتم تعزيز موقفها السياسي، ونفوذها على الساحتين الدولية والإقليمية".

 

 

وأشار إلى أن "المطالب الإسرائيلية من إدارة بايدن بشأن الملف النووي الإيراني تتركز أولها في أن يتم إيقاف برنامج إيران النووي في القريب العاجل، وإلا فقد تصبح دولة نووية على عتبة نهاية العام الجديد، ما سيغير وجه الشرق الأوسط، وتصبح تهديدًا عالميًا، وأعلنت إسرائيل أنها لن تكون قادرة على التعامل مع مثل هذا الوضع، لذلك فإن هناك احتمالا كبيرا أنها ستعمل عسكريا لمنعه، رغم أن ذلك قد يشعل حربًا ستجر إليها المزيد من دول المنطقة، وكذلك الولايات المتحدة".

 

وأوضح أن "المطلب الثاني الذي تقدمه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يتعلق بأنه ليس من المرغوب فيه ولا من المعقول أن تعارض إسرائيل التحركات التي تخطط لها إدارة بايدن في السياق الإيراني، لأن تصريحاته توضح أنه يرى التهديدات التي تشكلها إيران بنفس الشدة والحدة التي نراها، وهو مصمم على منع إيران من أن تكون نووية".

 

واعتبر أن "المطلب الثالث يحذر من أي مواجهة إسرائيلية مع إدارة بايدن الديمقراطية لأنها قد تضر بالحملة الانتخابية المقبلة لبنيامين نتنياهو، بأن يصبح رئيس الوزراء المقبل، والأسوأ من ذلك، قد يعرض للخطر التعاون الأمني والعسكري الإسرائيلي الأمريكي عشية مواجهة كبيرة محتملة مع إيران، رغم أن لإسرائيل عدة مطالب من إدارة بايدن، أهمها ألا يتسرع في إسقاط الرافعة الاقتصادية على إيران".

 

ودعا الكاتب إلى "تحقيق ما رأى أنه المطلب الرابع المتمثل في أن تظهر إدارة بايدن مزيدا من الاستمرار في جعلها سوطًا على قادة النظام الإيراني حتى يتم تحقيق معظم المفاوضات، وعدم الاكتفاء بعودة إيران للاتفاق النووي الأصلي إلى الوضع السائد منذ مايو 2018، قبل انسحاب ترامب من الاتفاق، والسعي للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، يشمل صواريخ من جميع الأنواع، وقادرة على حمل رؤوس حربية نووية".

 

وختم بالقول إن "المطلب الإسرائيلي الخامس يتركز في الحفاظ على المعسكر المؤيد للغرب والمناهض لإيران الذي يظهر في الشرق الأوسط بعد توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، بل وتقويته، لأن الاتفاقات خلقت بنية تحتية محتملة لتعاون وثيق وواسع النطاق قد يوصل العلاقة مع إيران إلى الحافة الحرجة".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان