رئيس التحرير: عادل صبري 12:17 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| انتهاء العولمة وصعود الصين.. علماء يحددون شكل العالم بعد «رحيل كورونا»

فيديو| انتهاء العولمة وصعود الصين.. علماء يحددون شكل العالم بعد «رحيل كورونا»

العرب والعالم

العالم بعد كورونا.. كيف يبدو؟

مع العمل من المنزل

فيديو| انتهاء العولمة وصعود الصين.. علماء يحددون شكل العالم بعد «رحيل كورونا»

متابعات 13 يناير 2021 17:20

في شهر مارس الماضي ، اعتقد متخصصون في مركز فريدريك إس باردي لدراسة المستقبل البعيد المدى بجامعة بوسطن، أنه قد يكون من المفيد البدء في التفكير في "اليوم التالي لانتهاء فيروس كورونا".

 

يقول تقرير لموقع كوفنرسيشن المختص بالشأن الإفريقي: إنه بالنسبة لمركز أبحاث مخصص للتفكير على المدى الطويل ، من المنطقي أن يسأل عن الشكل الذي قد يبدو عليه عالمنا بعد انتهاء COVID-19 .. لكن يبدو أن النتيجة الأهم هي أنه لا يمكن العودة الوضع الطبيعي.

 

 

في زمن الإغلاق كان الكثيرون يعملون من منازلهم، ويعتمدون على مكالمات الفيديو كوسيلة للتواصل مع زملائهم في العمل.

 

لكن مع العودة من الإغلاق، تحتاج أماكن العمل إلى تغييرات حتى تتكيف مع الوضع الجديد.

 

بعض المحال التجارية في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا أقامت عوازل بلاستيكية شفافة في محاولة للوقاية.

 

الطريقة التي نتسوق بها تتغير كذلك؛ التسوق عبر الإنترنت يشهد إقبالا، والعديد من المحال التجارية تجعل الزبائن يصطفون في طوابير خارج أبوابها حفاظا على التباعد الاجتماعي في الداخل.

 

هذا العامل في محل ملابس بـ روتردام في هولندا، يساعد الزبون عبر فتحات في فاصل زجاجي في محاولة للوقاية من تفشي فيروس كورونا.

 

هل تتكرر تجربة الأكل مع الأصدقاء في مطعم؟.. ففي بانكوك في تايلاند، يتناول الناس وجبات غذائية في المطاعم على طاولات منفصلة عن بعضها بحواجز بلاستيكية، حرصًا على قواعد التباعد الاجتماعي. 

 

صحيح أن شكل الحياة يبدو غريبا هذه الأيام، لكن ذلك لا يعني أن نتخلى عن الأشياء التي نحبها، كحضور الحفلات الموسيقية.

 

لكن طقوس حضور هذه الحفلات اليوم قد تبدو غريبة بعض الشيء - مثل هذا الحفل الموسيقي الذي شهدته مدينة غويانغ في كوريا الجنوبية.

 

وشهدت مدينة غويانغ حفلا موسيقيا استمر لثلاثة أيام، حيث عُزفت موسيقى شعبية وكلاسيكية وغيرها، وشاهد الجمهور العروض الموسيقية من سياراتهم، في محاولة للحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي.

 

نهاية نظام العمل "9 إلى 5"

يعتقد توم تشيزرايت، الذي يتأمل في المستقبل، أننا سنشهد قريبا نهاية ساعات العمل العادية.

 

وفي حديثه مع "ذي صن"، قال توم: "ستدرك الشركات الذكية أن البشر ليسوا روبوتات، ودعونا نعمل بطرق أكثر إنتاجية. وهذا يعني تعيين يوم العمل تبعا لساعة جسمك، حتى تحصل على قسط كاف من النوم. العمل على دفعات ليست طويلة، وكسرها ببعض التمارين".

 

- العمل-المنزلي الجماعي الشامل

ارتفع عدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل بشكل حاد - ومن الصعب أن نتخيل عودة جميع العاملين في المكاتب إلى حياتهم القديمة.

 

ويعتقد إيان بيرسون، وهو خبير مستقبلي مشهور، أننا سنرى المزيد من الناس يتخلون عن "رحلة الذهاب إلى العمل" في عالم ما بعد أزمة فيروس كورونا.

 

وقال إيان: "سيظل الكثيرون في المنزل في كثير من الأحيان. لذلك سيكون هناك تنقل أقل، مع ازدحام أقل وتلوث أقل، وانبعاث ثاني أكسيد الكربون أقل".

 

قبل عام 2020، كانت رؤية "تحضّر" الناس لأحداث مستقبلية - الأشخاص المهووسون بيوم القيامة الذين يقومون بتخزين الإمدادات وبناء الملاجئ – غريبة نوعا ما.

 

ولكن توم يعتقد أن ممارسة التحضير ستكون أكثر شعبية في السنوات القادمة. وأوضح أن "الأغنياء في الولايات المتحدة كانوا يستعدون لسنوات. وأنها نقطة فخر لأصحاب وادي السليكون ولديهم جميعا بيت عطلات مخبأ وفيه ما يكفي من الطعام المعلب والأسلحة من أجل النجاة من غيبوبة نهاية العالم. وقد يبدأ الآن المزيد من الناس في المملكة المتحدة في اتباع نهجهم".

 

- المزيد من المال من أجل الصحة

تم تحسين تكنولوجيا وخبرات وتقنيات الصحة بشكل مطرد - ولكن جميع النظم الصحية تكافح تحت وطأة جائحة مدمرة.

 

وأصبحت البنية التحتية الصحية الوطنية الآن أكثر حيوية من أي وقت مضى، لذلك يعتقد إيان أنه سيتم ضخ الكثير من المال في الرعاية الصحية من الآن فصاعدا.

 

- سائقو السيارات ، في كل مكان!

يمكن أن يكون تغيير كبير سيئ على البيئة: طفرة في القيادة.

 

ويعتقد توم أنه سيتم دفع المزيد من الأشخاص لاستخدام وسائل النقل الشخصية الخاصة بهم، ما قد يجعل تطوير المركبات الكهربائية "الصديقة للبيئة"، أكثر أهمية من أي وقت مضى.

 

عالم أقل انفتاحا وأقل حرية
يرى العالم ستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد الأميركية، أن جائحة كورونا ستسهم في تقوية الدولة وتعزيز الوطنية، وأن الحكومات في مختلف أنحاء العالم ستتبنى إجراءات طارئة لإدارة الأزمة المتمثلة في تفشي الوباء، لكن العديد من تلك الحكومات لن ترغب في التخلي عن السلطات الجديدة عندما تنتهي الأزمة.

 

كما توقع أن يسرع انتشار الوباء وتيرة تحول السلطة والنفوذ من الغرب إلى الشرق، ويدلل على ذلك باستجابة دول شرقية لمواجهة المرض مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة بشكل أفضل من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، كما أن تعاطي الصين مع الوباء كان جيدا بالرغم من تعثرها في البداية عند اكتشاف الفيروس.

 

وقال إن الاستجابة البطيئة والمتخبطة في أوروبا وأميركا من الأشياء التي شوهت الهالة التي طالما أحاطت بالتعامل الغربي.

 

ووفقا لوالت فإن الوباء الحالي لن يسهم في تغيير السياسة العالمية السائدة التي يطبعها الصراع، ودلل على ذلك بأن الأوبئة التي مرت على البشرية من قبل لم تضع حدا للتنافس بين القوى العظمى ولم تكن نقطة بداية لحقبة جديدة من التعاون العالمي.

 

وخلص إلى أن المعركة ضد الوباء الحالي سينقشع غبارها عن عالم أقل انفتاحا وأقل ازدهارا وحرية نظرا لتضافر عوامل عدة، من ضمنها الفيروس القاتل والتخطيط غير المناسب والقيادات التي تفتقر للكفاءة مما يضع البشرية على مسار مثير للقلق.

 

نهاية العولمة
أما روبن نيبليت، الرئيس والمدير التنفيذي لـ"تشاثام هاوس" المعروف بالمعهد الملكي للشؤون الدولية ومقره بريطانيا، فيرى أن جائحة فيروس كورونا قد تكون القشة التي قصمت ظهر بعير العولمة الاقتصادية.

 

ويُرجع نيبليت ذلك إلى عوالم قبل ظهور الوباء، من ضمنها القلق الأميركي من تنامي القوة الاقتصادية والعسكرية للصين والذي أدى إلى إجماع سياسي على فصل الصين عن التكنولوجيا العالية التي تمتلكها الولايات المتحدة ومحاولة حمل حلفاء أميركا على أن يحذو حذوها.

 

كما أن الضغط الشعبي والسياسي المتزايد لخفض انبعاثات الكربون حماية للبيئة، أثار تساؤلات حول اعتماد العديد من الشركات على سلاسل التوريد من مسافات بعيدة.

 

ووفقا لنيبليت فقد أجبر تفشي "كوفيد-19" الحكومات والشركات والمجتمعات أيضا على تعزيز قدرتها على التعامل مع فترات طويلة من العزلة الاقتصادية الذاتية، ومن المستبعد في ظل كل ما سبق أن يعود العالم إلى فكرة العولمة ذات المنفعة المتبادلة التي طبعت أوائل القرن الحادي والعشرين.

 

عولمة محورها الصين
رأي آخر مختلف عن سابقه حول تداعيات وباء كورونا على الاقتصاد العالمي، حيث يرى كيشور محبوباني، الباحث في معهد آسيا للبحوث بجامعة سنغافورة الوطنية ومؤلف كتاب "هل فازت الصين؟" حول تحدي الصين للهيمنة الأميركية، أن الجائحة لن تؤثر كثيرا على الاتجاهات الاقتصادية العالمية، ولكنها ستسهم في تسريع تغيير كان قد بدأ بالفعل، هو الانتقال من العولمة التي تتمحور حول الولايات المتحدة إلى عولمة تتمحور حول الصين.

 

وأشار محبوباني إلى أن هذا السيناريو بات مرجحا في ظل فقدان الشعب الأميركي الثقة بالعولمة والتجارة الدولية، والذي بات أيضا يرى أن اتفاقيات التجارة الحرة أصبحت سامة سواء في ظل حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو غيره.

 

وفي المقابل، لم يفقد الصينيون ثقتهم بالعولمة والتجارة الدولية نظرا لعدة أسباب بعضها يعود لأسباب تاريخية، حيث يدرك القادة الصينيون جيدًا الآن أن قرن الذل الذي عاشته الصين من عام 1842 إلى عام 1949 كان نتيجة لتهاونها والجهود غير المجدية التي بذلها قادتها لقطعها عن العالم.

 

وقد أثمر انفتاح الصين على العالم خلال العقود القليلة الماضية انتعاشا اقتصاديا وعزز ثقة الشعب الصيني بثقافته، فبات الصينيون يؤمنون بقدرتهم على المنافسة في أي مكان من العالم.

 

أميركا لم تنجح في اختبار القيادة
ترى نائبة المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، كوري شاك، أن عالم ما بعد فيروس كورونا لن يشهد استمرار زعامة الولايات المتحدة للعالم.

 

وقالت شاك في توقعاتها التي نشرتها فورين بوليسي، إن العالم لن ينظر إلى الولايات المتحدة بعد الآن كقائد دولي نظرا لسلوك الإدارة الأميركية الذي يقوم على تغليب المصالح الذاتية الضيقة وافتقار تلك الإدارة الفادح للكفاءة.

 

وأشارت إلى أنه كان بالإمكان التخفيف من الآثار العالمية لهذا الوباء إلى حد كبير من خلال قيام المنظمات الدولية بتوفير مزيد من المعلومات في وقت مبكر، الأمر الذي سيمنح الحكومات الوقت الكافي لإعداد وتوجيه الموارد للأماكن التي تعد أكثر حاجة إليها، وكان بمقدور الولايات المتحدة الاضطلاع بهذا الدور وتنظيم تلك الجهود لتثبت أن اهتمامها لا ينصب فقط على الشأن الداخلي الأميركي.

 

وختمت شاك بأن واشنطن قد فشلت في اختبار القيادة وأن العالم قد بات أسوأ حالا نتيجة لذلك الفشل.

 

التاريخ يكتبه المنتصرون على كورونا
توقع جون آلن، مدير معهد بروكينغز، أن المنتصرين في المعركة ضد فيروس كورونا القاتل هم من سيتسنى لهم كتابة التاريخ كما هي الحال عبر تاريخ البشرية.

 

وقال إن كافة الدول باتت تعاني من الإجهاد المجتمعي الناجم عن انتشار الفيروس بطرق جديدة وقوية، وإن الدول التي تنجو بفضل نظمها السياسية والاقتصادية والصحية الفريدة، ستفوز على الدول التي خرجت بنتائج مختلفة ومدمرة في معركتها ضد الفيروس القاتل.

 

وأشار آلن إلى أن النظرة لما ستسفر عنه المعركة ضد كورونا ستتراوح بين من يرى فيها انتصارا حاسما للديمقراطية والتعددية والرعاية الصحية الشاملة، فيما سيرى فيها البعض دليلا على الفوائد الجلية للحكم الاستبدادي الحاسم.

 

كما توقع آلن أن يتعرض النظام الدولي لضغوط كثيرة بسبب الفيروس الذي اجتاح معظم دول العالم خلال الأسابيع الأخيرة وأدى إلى تراجع النشاط الاقتصادي وزيادة التوتر بين البلدان، مما قد يؤدي إلى عدم الاستقرار وإلى نزاع واسع النطاق داخل بعض الدول وفيما بينها.

 

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان