رئيس التحرير: عادل صبري 01:11 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالصور| لماذا «يطفش» سكان هونج كونج؟

بالصور| لماذا  «يطفش» سكان هونج كونج؟

العرب والعالم

اتجاه متزايد للهجرة في هونج كونج

بالصور| لماذا «يطفش» سكان هونج كونج؟

وائل عبد الحميد 27 ديسمبر 2020 00:30

تشهد هونح كونج موجة هجرة جماعية متزايدة لأسباب عديدة أبرزها قانون معرقل للحريات فرضته الحكومة الصينية التي تراه من جانبها ضروريا لإرساء الأمن والنظام ومكافحة ما تصفه بالاحتجاجات "الفوضوية".


 

ورصدت وكالة أنباء  رويترز في تقرير اليوم السبت مشاعر عائلة "لايس" التي تعتبر  واحدة من آلاف الأسر التي قررت مغادرة هونج كونج في الوقت الذي تشدد فيه السلطات الصينية قبضتها.

 

والتقطت كاميرات رويترز العديد من الصور للعائلة المذكورة تزامنا مع أحد احتفالات منتصف الخريف والتي تشهد عادة تجمعات أسرية في هونج كونج لتناول الطعام سويًا.

 

وقالت الزوجة أسا لاي: "سأفتقد وجبة دجاج الصويا التي تطهوها أمي".

 

 

من جانبها، قالت الجدة أدا: "سأفتقد أحفادي وابنتي. لا أريد أن يغادروا. أشعر بقلة الحيلة".

 

وأردفت الجدة، وقد انهمرت الدموع من عينيها: "لا أحب التفكير في هذا الأمر. حيث أبكي عندما أفعل ذلك".

 

لقد مضى أكثر من عام منذ أن قررت أسا، 41 عاما، وزوجها ويلي الهجرة إلى أسكتلندا وترك هونج جونج التي ترعرعا فيها، وأنجبا أنجبا فيها بناتهما الثلاثة.

 

وخلال هذا التجمع الأسري، أعطت أسا لوالدها زجاجة نبيذ أسكتلندي ماركة "كينج روبرت" قائلة له "إذا أعجبتك، سوف يتعين عليك المجئ إلى أسكتلندا لتناول المزيد".

 

 

ونقلت رويترز عن أسا قولها: "بينما سنغادر هونج كونج قريبا، لا نعلم إلى أين سيأخذنا الطريق لكني أثق في أن الله سوف يوجهنا ويعتني بنا".

 

وتحدثت الجدة عن زيادة أسعار منتجات البقالة في هونج كونج بشكل ملحوظ خلال الفترات الأخيرة.

 

ووفقا لرويترز، فقد انتهجت الحكومة الصينية سبيلا أكثر سلطوية من خلال فرض قانون أمن قومي في يونيو الماضي أدى إلى حملات مشددة بلا هوادة على أصوات المعارضة في هونج كونج.

 

وذكرت دراسة بريطانية أن مئات الآلاف من سكان هونج كونج يخططون إلى الهجرة بعد تضييق بكين قبضتها على المدينة المعارضة التي كانت فيما مضى مستعمرة بريطانية والتي تلقت وعودا بحريات واسعة النطاق وقتما عادت إلى حكم الصين عام 1997.

 

وبخلاف  النشطاء الذي لاذوا بالفرار من هونج كونج بسبب اتهامات تتعلق باحتجاجات 2019، قررت عائلة "لايس" التي تعتبر مثالا للطبقة المتوسطة والاعتدال السياسي الهجرة إلى أسكتلندا لسبب يتمثل في الشعور بالإحباط إزاء الأوضاع داخل وطنهم الحبيب.

 

وعادت أسا بالذاكرة إلى المسيرة المليونية الهائلة في هونج كونج في يونيو 2019.

 

وأشارت إلى أنها توقفت بعدها عن المشاركة في أي احتجاجات جماعية بعد أن اتخذت الأمور منحنى أكثر سوءا.

 

ورأت أسا ان اسوأ لحظة بالنسبة لها تتمثل في بداية تقلص حرية التعبير.

 

وزاد التقرير: "قرار عائلة أسا المؤلم باقتلاع جذورها من الوطن الأم  يعكس الجراح الاجتماعية التي قد تتسبب فيها الهجرة الجماعية من حيث انفصال العائلات والمجتمعات واضطرار الناس للمغادرة للعثور على الحرية المفقودة".

 

وبالمقابل، والكلام لرويترز، يشدد المسؤولون في هونج كونج على ان الحقوق والحريات لم يتم المساس بها، وعلى أن القانون المذكور مهم للحفاظ على الأمن العام والنظام في أعقاب احتجاجات العام الماضي.

 

وشهدت الاحتجاجات إلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف على الشرطة وإشعال النار في مخارج محطات القطارات واقتحام أفرع المصارف والمحلات المرتبطة بشخصيات موالية لبكين.

 

واستخدمت  الشرطة الصينية مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لمواجهة المحتجين بالإضافة إلى اعتقال نحو 10000 شخص في هونج كونج.

 

 

 وعددت رويترز مظاهر القمع في هونج كونج منذ تطبيق قانون الأمن القومي  من إلقاء القبض على نشطاء بارزين موالين للديمقراطية وتجريد بعض المشرعين من مناصبهم وهروب نشطاء إلى المنفى وحظر الشعارات والأغاني الاحتجاجية.

 

العام الماضي، قال مسؤول بحكومة هونج كونج: "الاحتجاجات العنيفة والفوضى في الشوارع ربما تكون أحد الدوافع وراء رغبة الناس في الهجرة بجانب أسباب شخصية أخرى أمثال الفرص الوظيفية وتلك المتعلقة بالبيزنس والدراسة".

 

وتابع المتحدث الرسمي: "تطبيق قانون الأمن القومي جاء ليناهض الوضع الفوضوي والعنف الخطير الذي شهده العام الماضي ولإعادة الاستقرار وزيادة الثقة في هونج كونج".

 

ودافع متحدث حكومة هونج كونج عن زيادة حالات إلقاء القبض بالمدينة مضيفا أن جميعها يستند على أدلة واضحة.

 

وأفادت رويترز بأنه لا توجد إحصائيات رسمية بشأن عدد الذي هاجروا هونج كونج تلك المدينة التي يبلغ تعدادها السكاني نحو 7.5 ملايين نسمة.

 

بيد أن هناك اتجاها متزايدا للهجرة أو دراسة مغادرة هونج كونج.

 

ووضع البعض مقارنة بين الوقت الحالي والعقد السابق لعودة هونج كونج تحت حكم الصين عام 1997 الذي شهد هجرة جماعية.

 

وقدرت حكومة هونج كونج عدد الذين غادروا المدينة خلال السنوات بين 1987 إلى 1996 بنحو 503800.

 

ووصلت الهجرة الجماعية ذروتها في أعقاب مذبحة تيانانمن الدموية التي نفذتها بكين ضد نشطاء موالين للديمقراطية عام 1989 وفقا لرويترز.

 

رابط النص الأصلي

 

 
 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان