رئيس التحرير: عادل صبري 08:16 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مقاتل من تيجراي: «سنزحف من الجبال للقتال حتى آخر قطرة دم»

مقاتل من تيجراي: «سنزحف من الجبال للقتال حتى آخر قطرة دم»

العرب والعالم

جندي إثيوبي في الحدود مع إريتريا

مقاتل من تيجراي: «سنزحف من الجبال للقتال حتى آخر قطرة دم»

احمد عبد الحميد 23 ديسمبر 2020 19:42

على الرغم من أنّ رئيس الوزراء آبي أحمد يدعي أنه انتصر في معركته ضد إقليم تيجراي الانفصالي، إلا أن السلام لا يلوح في الأفق، حيث يستعد المتمردون لحرب عصابات، وفي غضون ذلك، تتدخل القوات الإريترية، بحسب تقرير مجلة دير شبيجل الألمانية.

 

وأجرت المجلة مقابلة عبر الهاتف مع الإثيوبي  علام حدوش، الذي قال إنه فقد مستقبله بعد قصف مدينة ووريدا في إقليم تيجراي، والذي أسفر عن مقتل زوجته الحامل، مضيفا أن القوات المسلحة الإريترية قتلت ستة من أصدقائه.

 

وأضاف حدوش، البالغ من العمر 29 عامًا: "سأذهب الآن، مثل العديد من الشباب الآخرين إلى الجبال للانضمام إلى قوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي".

 

وقال متمرد إثيوبي يدعى ودي جير، إن "قوات تيجراي تواصل العمل سرا في المدن التي تخلت عنها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، ويقومون بتجنيد المزيد من المقاتلين الشباب لتعزيز قوتهم العسكرية".

 

وتابع: ''انسحبنا من المدن ونقلنا القوات إلى المرتفعات بعد أن أعلن الجيش الإثيوبي أنه سيقصف العاصمة ميكيلي بشكل عام، وقد دخلت القوات الحكومية عمدا المدن من أجل التسبب في وقوع خسائر في صفوف المدنيين''.

 

وزاد قائلا: ''ما زال يدور القتال في العديد من مناطق تيجراي، ولكن ليس في المدن. وطالما تم احتلال قطعة من تيجراي من قبل قوات العدو  من الجيش الإثيوبي، أو القوات الإريترية أو القوات من مقاطعة أمهرة المجاورة، فليس هناك فرصة لإحلال السلام في تيجراي أو في كامل  إثيوبيا''.

 

واستدرك متمرد تيجراي: ''من الأطفال إلى الشيوخ، سنقاتل حتى آخر قطرة دم وندافع عن سيادة الوطن!".

 

وبحسب دير شبيجل، تتزايد التقارير الواردة من تيجراي حول  الغزو من الدولة المجاورة إريتريا.

 

وأضاف التقرير أن الحرب في شمال إثيوبيا أودت بحياة الآلاف، وأدت إلى فرار  أكثر من 50 ألف إثيوبي إلى السودان منذ بدء القتال في 4 نوفمبر الماضي.

 

ويخشى المراقبون من بداية انهيار الدولة الإثيوبية، والذي قد يكون له عواقب على استقرار المنطقة بأسرها.

 

وأشارت المجلة إلى أن الصراع يمتد إلى البلدان المجاورة، حيث تدخلت بالفعل القوات الإريترية في تيجراي، وبجانب ذلك، تعرض  جنود سودانيون على الأراضي السودانية لهجوم من قبل القوات الإثيوبية. 

 

ووفقا لعمال الإغاثة، يشارك في القتال عدة آلاف من الجنود من إريتريا المجاورة، كما أكد العديد من شهود العيان ذلك.

 

وفي مقابلة عبر الهاتف أجرتها مجلة دير شبيجل، قالت امرأة من مدينة نيجش، إن " القوات المسلحة الإريترية قتلت يوم الثلاثاء 81 مدنيا كانوا متحصنين في مسجد النجاشي''، مضيفة أنها تمكنت من الفرار من المذبحة.

 

وأوضحت المجلة أنه بالنسبة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، فإن قيادة إقليم تيجراي هو عدو مشترك.

 

ولفتت إلى أنه قبل أن يتولى أبي أحمد منصبه في 2018، كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي تهيمن على الحكومة الفيدرالية الإثيوبية منذ أكثر من ثلاثة عقود.

 

وتحت قيادة الجبهة الشعبية، نشبت بين إثيوبيا وإريتريا حربًا دامية بين عامي 1998 و 2000، والتي أودت بحياة ما يقدر بنحو 100 ألف شخص، وبعدها حصل آبي على جائزة نوبل للسلام في عام 2019 لاتفاقية السلام بين البلدين.

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد

وفي 9 ديسمبر الماضي، أبلغ آبي أحمد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأنه يستطيع ضمان عدم تدخل أي قوات إريترية على الأراضي الإثيوبية، لكن وكالة رويترز للأنباء كشفت بعد ذلك بوقت قصير أن الحكومة الأمريكية أكدت تدخل الجنود الإريتريين بالفعل في الأراضي الإثيوبية عبر بلدات زالامبيسا وراما وبادمي الحدودية في منتصف نوفمبر.

 

وفي وقت لاحق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "نحن نعتبر هذا تطورا مقلقا ونحث على سحب هذه القوات على الفور".

 

وتطرقت المجلة إلى  مقال كتبه ميسفين هاجوس، وزير الدفاع الإريتري السابق والسياسي المعارض الآن، في أوائل ديسمبر، مفاده أن إريتريا أرسلت فرقًا مختلفة إلى إثيوبيا، واصفا إعلان أبي انتهاء العمليات العسكرية في تيجراي بالكاذب، وقارنه بإعلان جورج دبليو بوش بأن المهمة في العراق قد اكتملت، برغم أن الأسوأ بدأ بعد ذلك.

 

وأضاف وزير الدفاع الإريتري السابق أن القتال في تيجراي سيستمر بضراوة، مؤكدا أن الجيش الإثيوبي ووحدات من إريتريا وحلفاء ومليشيات من ولاية أمهرة المجاورة  لا يزالون في مواجهة مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

 

وتابعت المجلة: ''بالحرب  على تيجراي، يتصاعد صراع طويل الأمد بين مؤيدي رؤيتين متعارضتين في إثيوبيا، إذ يعتقد معسكر آبي أحمد أن تشكيل حكومة مركزية قوية هي الضمان الوحيد لوحدة البلاد وسلامتها الإقليمية، بينما يطالب المعسكر الآخر بأن السلطة يجب أن تنتقل من المركز إلى الأطراف''.

 

واستطرد التقرير أن ''متمردي تيجراي، الذين حكموا البلاد لفترة طويلة بيد من حديد، أصبحوا الآن يرون أنفسهم رأس الحربة في القتال ضد الحكومة المركزية، ولذلك قاموا بسحب قواتهم إلى الجبال، وربما يستعدون لحرب عصابات طويلة الأمد، ويبدو أن المزيد من المدنيين ينضمون إلى صفوفهم''.

 

رابط النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان