رئيس التحرير: عادل صبري 12:54 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

رغم صعوبات الاقتصاد.. كيف نجت تونس بثورة الياسمين؟ (فيديو)

رغم صعوبات الاقتصاد.. كيف نجت تونس بثورة الياسمين؟ (فيديو)

العرب والعالم

مشاهد من الثورة التونسية

رغم صعوبات الاقتصاد.. كيف نجت تونس بثورة الياسمين؟ (فيديو)

أيمن الأمين 21 ديسمبر 2020 12:15

بعد عشر سنوات على "الربيع العربي"، سقطت أحلام كثيرة بسبب الفوضى السياسية والنزاعات الدامية في معظم الدول التي شهدت انتفاضات شعبية غير مسبوقة ضد حكامها

 

فقبل عشر سنوات، انطلقت شرارة "الربيع العربي" الأولى في تونس، ثم امتدت إلى مصر فالبحرين وليبيا وسوريا واليمن، وحمل المتظاهرون شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وبالفعل، سقط أربعة رؤساء حكموا بلادهم لعقود.

 

وفي نهاية العام المنصرم،  2019،  عادت حناجر المطالبين بالتغيير لتردد الشعار ذاته في الجزائر والسودان ولبنان والعراق، لكنها لم تنجح كما قبل 10 سنوات.

 

وبالرجوع إلى الثورة التونسية، نجد أنها الثورة الوحيدة التي نجت من الهزيمة، ولقبت بالأكثر ديمقراطية في البلاد العربية، كما أنها نجحت في مواصلة مسيرتها الديمقراطية رغم العراقيل الاقتصادية التي تحاصر التوانسة الآن.

 

ثورة تونس، بدأت من مدينة "سيدي بوزيد" التونسية بعد أن أضرم الشاب محمد البوعزيزي النار في نفسه.

 

ويحيي الشعب التونسي هذه الأيام الذكرى العاشرة لثورة الياسمين التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، عقب احتجاجات شعبية واسعة.

 

 

تونس شكلت حالة خاصة في غمار هذه الأحداث من كافة النواحي السياسية والاجتماعية والشعبية، إذ كانت الأكثر سيطرة ووعياً، والأقل عنفاً، لكن ورغم فرحة التونسيين بالتغييرات التي حصلت فإن الكثيرين منهم يتذكرون اليوم أحداث 2010 بمشاعر متباينة ما بين فرحة وشعور بالخذلان بسبب أحلامهم التي لم تتحقق.

 

البداية..

 

ففي مثل هذه الأيام قبل 10 سنوات، تحديدا السابع عشر من ديسمبر.. تاريخ لن تنساه تونس، تاريخ لم يكن يعلم صاحبه أنه بداية لشرارة ربيع ملتهب أسقط أقوى ديكتاتوريات العصر، حين أشعل بائع تونسي النار في نفسه قبيل 10 سنوات (محمد البوعزيزي).    

 

ولم يكن يعلم الشاب التونسي محمد البوعزيزي أو ربما يتخيل أن النيران التي أشعلها في جسده بسبب قلة حيلته ستمتد لتلتهم كثيرا من الحكام واحدا تلو الآخر، وتحصرهم ما بين مخلوع ومرعوب ومحاصر لتخلق تحولا تاريخيا اسمه "الربيع العربي".

 

 

ففي مثل هذه الأيام، وقبل 10 سنوات، تحديدا في قلب مدينة سيدي بوزيد، أجبرت الظروف محمد البوعزيزي، على حرق جسده، ليهز بعدها أركان نظام استمر طيلة 23 عاماً مفجرا ثورة اندلعت في 17 ديسمبر وحتى 14 يناير 2011 بهروب الرئيس التونسي الأسبق زين  العابدين بن علي.

 

"بن علي هرب"

 

"يا توانسة ماعدش خوف..بن علي هرب"، ذلك المقطع الشهير للمحامي التونسي عبد الناصر لعويني، يصرخ في شوارع تونس، لتمتلئ الشوارع بعدها أكثر فأكثر، وتكون بداية نجاح ثورة "الياسمين".

 

لم يقدم الشاب التونسي الذي لم يكمل الـ27 من عمره على إحراق نفسه إلا حينما التقى السيئين القادرين على غلق كل الأبواب في وجه أي مظلوم، وهما قسوة الشرطة، والحرمان من الشكوى.

 

ومحمد البوعزيزي من مواليد 29 مارس 1984، توفي والده وهو في الثالثة من عمره، ما جعل والدته تتزوج من عمه للحفاظ على الرباط الأسري.

 

تلقى تعليمه الابتدائي ثم انقطع عن الدراسة ليساعد على توفير لقمة عيش أسرته الفقيرة، حيث عمل في قطعة أرض ملك خاله، ثم اتجه إلى التجارة الموازية، لتعرفه شوارع سيدي بوزيد بائعًا متجولاً يقود عربته أمامه.

 

 

حلم البوعزيزي تبخر وتلاشى حين أهانته ضابطة شرطة تونسية تدعى فادية حمدي، أمام المارة بعد أن صفعته على وجهه، لتصادر بعدها عربته اليدوية التي يبيع عليها الخضار، ليقطع عيشه وتكسر كرامته في آن واحد.

 

بعد بكاء البوعزيزي المرير ترجم قلة حيلته أمام زملائه، وقرر الشكوى لدى المسؤولين الذين لم يعيروه اهتماما أو يمنحوه حتى حق الشكوى، ليعلن أنه سيشعل النار في نفسه بشكل لم يأخذه رفقائه على محمل الجد.

 

وبين طفايات حريق فارغة، وشرطة أخطرت ولم تأت، وإسعاف تأخر ساعة ونصف، نهلت النيران من جسد البوعزيزي نصب أعين مارة لم يستطيعوا فعل شيء في معركة أعلن فيها البوعزيزي انسحابه من معركة رأى أنه الأضعف فيها والحياة برمتها، أمام مقر ولاية سيدي بوزيد 17 ديسمبر 2010.

 

تونس تنتفض

 

بعد حرق البوعزيزي نفسه، انتفض الشارع التونسي ضد نظام بن علي الذي سقط وأسقط معه امبراطوريات عربية حكمت لعشرات السنوات.

 

 

تونس نزعت حريتها بيديها، حينما خرجت لتُسقط رئيسها الديكتاتوري، زين العابدين بن علي، في 14 من يناير لعام 2011، والذي حكم تونس بعصاً من حديد منذ عام 1987, ليستمر حُكمه حتى 2011 حين هرب إلي السعودية إبان الثورة.

 

وقبيل هروب بن علي بساعات، ظهر المخلوع خلال آخر خطاب له كرئيس للجمهورية التونسية مهزوماً ضعيفاً مرتبكاً، كان يستجدي الكلمات لتنقذه من ورطته التاريخية، وأمطر الشعب بوعود يعلم أكثر من أي شخص آخر أنها واهية وزائفة ومنتهية الصلاحية . وأكثر الكلمات التي رددها خلال الخطاب "فهمتكم . .الكرطوش (أي الرصاص) الحي غير مقبول... سيحاسبون نعم سيحاسبون . . بكل حزم" .

 

وبعدما تأكد هروب بن علي، لم يهدأ الشارع التونسي فقال كلمته، وظل يهتف بصوت عالي"ابن علي هرب... تونس حرة... ارفعوا رؤوسكم ولا تخافوا ثانية.. الشعب التونسي حر... الشعب التونسي العظيم... المجد للشهداء... الحرية ، كلمات ألهبت الجميع.

 

نجاح الياسمين

 

من جهته، قال الناشط السياسي بحركة النهضة التونسية حسين طرخاني، إن ثورة الياسمين في تونس نجحت بسبب قوة وتماسك ثوارها، رغم بعض الارتدادات الاقتصادية، مضيفا أن اقتصادنا سيتعافى.

 

 

وأوضح طرخاني خلال تصريحات سابقة مع "مصر العربية" أن التونسيون أجبروا بن علي على الهروب وترك الحكم، قائلا: "لو بقي كان سيموت في تونس".

 

أما الباحث في الشأن السياسي والاجتماعي، أمير العقربي، فيقول إن: "الوضع صعب في تونس. بعد عشر سنوات، لم تتغير الأوضاع نحو الأفضل، رغم بعض المكاسب الجزئية البسيطة لكنها لا تحجب المشاكل التي تمر بها البلاد. الشعب مستاء جداً والوضع الاجتماعي محتقن يسوده الشعور بالخذلان، لأن تطلعات الشعب وطموحاته في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية فشلت".

 

الإعلامي وأستاذ التاريخ السياسي، الدكتور عادل بن يوسف، يقول في تصريحات صحفية: "بقطع النظر عن ما حصل من أحداث وتطورات على المشهد السياسي فإن الحصيلة للأسف كانت ولا تزال لغاية اليوم سلبية. هناك زيادة في البطالة وارتفاع نسبة الفقر مع توسع الهجرة السرية، خاصة الشباب من اختصاصيين ومهندسين وأطباء وخبراء. لم يتحقق لا الشغل ولا الحرية ولا الكرامة الوطنية، عدا حرية الإعلام. نحن أمام عودة للوراء وأحلام الشباب قضي عليها".

 

تدهور الاقتصاد

 

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أيضا كان حاضرا في وصف ثورة تونس في إحدى دراساته، حيث أوضح في إحداها عبر تقدير موقف صادر عنه، أنه بعد سنوات من الثورة، لا يزال الوضع الاقتصادي والمعيشي في تونس يراوح مكانه، ولم تفلح الإجراءات التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة في الحد من البطالة وكبح جماح التضخم والمديونية وعجز الميزان التجاري، ووقف تدهور قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية.

 

وعلى مدار السنوات العشر الأخيرة في تونس، شهد البلد العربي الكثير من التغييرات السياسية وعلى رأسها تشكيل العديد من الحكومات.

 

وبلغ عدد الحكومات التي تناوبت على السلطة في البلد الذي يوصف بأنه مهد ثورات الربيع العربي عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي 11 حكومة خلال العقد الماضي.

 

بالإضافة إلى ذلك، تناوب على السلطة في تونس 5 رؤساء بينهم رئيسان اثنان مؤقتان هما فؤاد المبزع ومحمد الناصر بصفتهما رئيسي مجلس النواب وقت شغور منصب الرئيس.

 

وانتخب المجلس التأسيسي منصف المرزوقي رئيسا في اقتراع داخل المجلس، بينما جرى انتخاب الباجي قائد السبسي وقيس سعيد، في انتخابات رئاسية عامة.

 

معلومات لأبرز المعلومات عن الثورة التونسية.. شاهد الفيديوهات التالية:

 

 

 

 

 

 

 

 

الربيع العربي
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان