الجواسيس الروس "الشجعان".. هكذا أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، برجال المخابرات الروسية، 

في الذكرى المئوية لتأسيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي.. كأنّه يصب مزيدًا من الزيت على الخلافات الاستخباراتية بين موسكو وواشنطن.

وقال بوتين في كلمة ألقاها أمام مقر جهاز الاستخبارات الخارجية في موسكو: "أتمنى النجاح لكل من يدافع عن روسيا وعن شعبنا ضد التهديدات الخارجية والداخلية، ويدافع عن سيادتنا ومصالحنا الوطنية".

وتابع "أعرف جيدًا أنَّ هؤلاء أشخاص مخلصون وشجعان يؤدون خدمتهم" في صفوف جهاز الاستخبارات الخارجية الذي خلّف الاستخبارات السوفياتية (كيه جي بي).

وفي خروج نادر، وضع بوتين الذي كان عميلًا في الاستخبارات السوفياتية، إكليلا من الزهور عند قاعدة النصب التذكاري الذي تم تدشينه أمام مقر جهاز الاستخبارات الخارجية الذي يحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسه هذا العام.

وقال "آمل في أن تواصل الاستخبارات الخارجية (...) المشاركة بنشاط في الكشف عن التهديدات المحتملة لروسيا والقضاء عليها".

وأشار إلى أنَّ "العمل الفعال لأجهزة الأمن، مسترشدا بالقانون والمصالح الوطنية، كان دائما وسيبقى ذا أهمية خاصة بالنسبة إلى روسيا".

التوتر الأمريكي

الإشادة من بوتين، تأتي في ظل استخباراتي كبير بين روسيا والولايات المتحدة، على خلفية اتهام واشنطن لموسكو بأنها تسعى للسيطرة على تكنولوجيا الاتصالات في العالم.

وصرَّح مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين، بأن بلاده لا تسعى للسيطرة العالمية على الفضاء الإلكتروني والاتصالات العالمية والمكالمات الهاتفية، وأنها لا تحتاج إلى ذلك.

وقال ناريشكين، في مقابلة مع المراسل الياباني إيشيو إيشيكاوا، نُشرت في مجلة "تويو كيزاي": "الولايات المتحدة، كما كتب (إدوارد) سنودن في كتابه، أجرت، ومن الواضح، أنها تجري أنشطة للسيطرة العالمية فيما يتعلق بالاتصالات العالمية، ولديها القدرة على التحكم بمئات الملايين من (المحادثات) الهاتفية في وقت واحد، وإنها بالفعل تقوم بذلك.

وبهذا الشكل هي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية "نحن لا نقوم بذلك ولسنا بحاجة لذلك".

وشدّد ناريشكين على أن جميع الاتهامات الموجهة لروسيا بشن هجمات الكترونية لا أساس لها وغير مثبتة.

واختتم ناريشكين: "هم يتهموننا، لكن في الوقت نفسه، لا يقدمون أي دليل، كما هو الحال دائماً، لذلك لا يمكن للمرء أن يصدق هذه الاتهامات الكاذبة. وهذا بالطبع كذب واختلاق".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر أن القيادة الإلكترونية الأمريكية تطور تكتيكات حرب المعلومات ضد كبار المسؤولين ورجال الأعمال الروس في حال محاولة موسكو التدخل في انتخابات 2020.

وأفاد موقع "بوليتيكو" بأن الولايات المتحدة تمتلك أدلة على قيام متسللين باختراق شبكاتها النووية.

ونقل الموقع عن مسؤولين مطلعين بشكل مباشر أن هذه الأدلة بحوزة وزارة الطاقة الأمريكية وإدارة الأمن النووي الوطنية، التي تدير مخزون الأسلحة النووية في البلاد.

وأضاف أن هذا الاختراق جزء من حملة إلكترونية ضخمة استهدفت الولايات المتحدة.

يذكر أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تعهد يوم الخميس باتخاذ إجراءات سريعة تجاه منفذي الهجمات السيبرانية ضد الحكومة الأمريكية بمجرد توليه منصبه الشهر المقبل.

كانت صحيفة "واشنطن بوست" ألقت على روسيا باللوم في اختراق مؤسسات حكومية أمريكية منها وزارتي الخزانة والتجارة، كما اتهمت مجددا موسكو بشن هجوم سيبراني على وزارة الأمن الداخلي.

في المقابل، علق المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أنباء عن هجمات إلكترونية على وزارة الخزانة الأمريكية، قائلا إن واشنطن تجاهلت اقتراحاتها بالتعاون في مكافحة القرصنة الإلكترونية.

ووصفت السفارة الروسية لدى واشنطن هذه الاتهامات بـ "العارية من الأساس".