رئيس التحرير: عادل صبري 01:55 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

السودان وإثيوبيا..اعتداء «أبو طيور» هشاشة أمنية أم حلقة جديدة من التوترات؟

السودان وإثيوبيا..اعتداء «أبو طيور» هشاشة أمنية أم حلقة جديدة من التوترات؟

العرب والعالم

اعتداء مليشيات إثيوبية على قوات سودانية في جبل أبو طيور

السودان وإثيوبيا..اعتداء «أبو طيور» هشاشة أمنية أم حلقة جديدة من التوترات؟

أحمد الشاعر 18 ديسمبر 2020 22:03

في المنطقة الحدودية السودانية- الإثيوبية، تشتعل التوترات مجددا عقب هجوم مليشيات إثيوبية مدعومة من قوات الجيش، على قوات الجيش السودان في جبل أبوطيور السودانية.

 

هذه التوترات تتزامن مع اشتباكات في إقليم تيجراي الإثيوبي بين القوات الحكومة الفيدرالية والقوات الإقليمية والتي تهدد استقرار منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية.

 

 

جبهة أبو طيور. ماذا حدث هناك؟

 

الجيش السوداني أعلن في بيان يوم الأربعاء أن قوات ومليشيات سودانية نصبت كمينا لجنود سودانيين كانوا عائدين من تمشيط المنطقة حول جبل أبو طيور داخل الحدود السودانية، ما أدى لوقوع خسائر في الأرواح والمعدات.

 

لم يحدد الجيش السوداني في بيانه عدد القتلى والإصابات في صفوف قواته، بيد أن وسائل إعلام سودانية أفادت بمقتل أربعة جنود وإصابة 12 آخرين.

 

الهجوم دفع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى الذهاب إلى المنطقة الحدودية يوم الخميس، في إشارة إلى تصاعد التوترات وخطورة الوضع وهشاشته.

 

بعد يوم من بيان الجيش السوداني، تحدث رئيس الوزراء الاثيوبي عن "الحادث" دون إدانته، وأكد أن الهجوم لن يؤثر على العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا.

 

المنطقة ساخنة

 

والهجوم ليس الأول من نوعه، إذ تكررت الهجمات من جانب القوات والمليشيات الإثيوبية على المزارعين والقوات السودانية، غير أن البعض يرى أن الاشتباكات الأخيرة هي الأكثر دموية وخطورة نظرًا إلى الأوضاع الحالية التي تشهدها المنطقة.

 

في مايو الماضي، قال الجيش السوداني إن مليشيات مسنودة من الجيش الإثيوبي توغلت داخل الأراضي السودانية، واعتدت على مواطنين ووحدات من القوات المسلحة السودانية داخل الأراضي السودانية، مما أدى إلى مقتل وإصابة بعض ضباط وأفراد القوات المسلحة ومدنيون من بينهم أطفال.

 

تدور الاشتباكات والتوترات في منطقة الفشقة في ولاية القضارف السودانية، والتي تضم أراض زارعية شديدة الخصوبة، تصل مساحتها إلى 600 ألف فدان. تمتد المنطقة على طول الحدود السودانية الإثيوبية بمسافة 168 كيلومترا وتقع على مساحة تبلغ 5700 كيلومتر مربع، وهي مقسمة لثلاث مناطق، هي: "الفشقة الكبرى" و"الفشقة الصغرى" و"المنطقة الجنوبية".

 

يتأهب الجيش السوداني لدخول منطقة خورشيد التي يعتبرها آخر نقطة في خط الحدود الدولية مع إثيوبيا، بعد سيطرته على منطقة جبل أبو طيور المتاخمة للحدود الإثيوبية بالكامل.

هذه التحركات تأتي بعد اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات وقوات إثيوبية على الشريط الحدودي، والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانب السوداني، وفقا لمصادر عسكرية نقلتها شبكة الشرق الإخبارية.

 

معضلة تاريخية

 

بدأت الأزمة في المنطقة في خمسينات القرن الماضي، عندما فرضت أديس أبابا السيطرة عليها من خلال تسلل مزارعين إثيوبيين إليها. بحلول عام 1962 بلغت المساحة التي احتلها المزارعون الإثيوبيون 300 فدان، ما دعا إلى ضرورة ترسيم الحدود في المنطقة، لاسيما مع وصول الميليشيات الإثيوبية إلى وضع علامات حدودية على أراضٍ زراعية وصلت مساحتها إلى 1500 فدان.

 

توصل الجانبان إلى اتفاق في عام 1995 نص على خلو المنطقة الحدودية من الجيوش النظامية، فتوزعت السيطرة العسكرية على كتائب الدفاع الشعبي السودانية، وميليشيات "الشفتا" في الجهة المقابلة، ولم يكن هناك وجود للجيش إثيوبي في المنطقة.

 

والشفتا مصطلح إثيوبي يطلق على المتمرد أو الخارج عن القانون الذي رفض الانصياع للأوامر والقوانين.

 

 

هشاشة أمنية 

 

وقال شكري عبد العظيم المحلل السياسي، إن منطقة خبل أبو طيور حدث فيها هشاشة أمنية بسبب الاضطرابات الواقعة بالقرب منها في تيجراي، وفقا لإذاعة مونت كارلو الدولية.

 

وأشار "عبد العظيم" إلى ان مقاتلي إقليم تجراي، اضطروا إلى النزوح غلى المنطقة الحدودية مع السودان، جراء حربهم مع الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، موضحا ان الجيش السوداني لضطر إلى إرسال عدد كبير من الجنود إلى المناطق الحدودية لحياتها، وحماية الفارين من حرب تجراي.

 

وأضاف المحلل السياسي أن الجيش السوداني حمّل المليشيات الإثيوبية مسؤولية إطلاق النار على عدد من قواته، وربما يعد ذلك تلويحا إلى مسؤولية الجيش الإثيوبي أيضا.

 

وأكد عبد العظيم أن المليشيات الإثيوبية تاريخا هي موجودة بهذه المناطق الحدودية، غير أن مع اندلاع حرب تيجراي حدثت هشاشة أمنية بتلك الحدود.

 

وأوضح أن المليشيات الإثيوبية منذ وقت طويل وهي تحاول السيطرة على منطقتي الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعدي فيها المليشيات الإثيوبية على القوات السودانية.

 

واستبعد المحلل السياسي حدوث أي توترات بين البلدين، في الوقت الحالي، لافتا إلى أن العلاقات بين أديس أبابا والخرطوم تاريخية، لكن ربما تؤثر هذه الأحداث على الواقع الحدودي فقط.

 

وقللت الحكومة الإثيوبية من أهمية حادث إعتداء مليشيات مدعومة من الجيش الإثيوبي، على كمين أمني من القوات السودانية .

 

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أمس الخميس، أن "حادث كهذا لن يقطع الروابط بين بلدينا لأننا نلجأ دائما الى الحوار لحل المشاكل. وهؤلاء الذين يؤججون الخلاف من الواضح أنهم لا يفهمون قوة علاقاتنا التاريخية".

 

وقال متحدث باسم الخارجية الاثيوبية ان القوات الإثيوبية "صدت اقتحاما لأراضيها من قبل ضباط ذوي رتب منخفضة ومزارعين"، دون أن تشير إلى وقوع خسائر.

 

وأضاف المتحدث دينا المفتي أنه تم إبلاغ الحكومة السودانية بالحدث عبر مكتب رئيس الوزراء، مؤكدا أن الأمر سيتم حله عبر الوسائل الدبلوماسية.

 

وأضاف، في تغريدات عبر تويتر، الحكومة تتابع الحادث من كثب مع ميليشيا محلية عند الحدود السودانية الاثيوبية".

 

مخاوف سودانية

 

خلال زيارته للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الاثنين الماضي وامتدت لساعات، نقل رئيس الوزراء السوادني عبدالله حمدوك للمسؤولين الإثيوبيين مخاوفه بشأن التهديدات الأمنية على طول حدوده مع إقليم تيجراي الذي شهد اندلاع قتال في بداية نوفمبر بين الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

وتباحث حمدوك مع نظيره الإثيوبي أبي أحمد بشأن عودة اللجنة المشتركة للحدود إلى العمل.

 

أكد مجلس الوزراء السوداني دعم الحكومة للجيش في صد أي عدوان على الأراضي السوداني ومنع أي توغل داخلها.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان