قال رئيس معهد روبرت كوخ الألماني، إنّ الوباء أصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى، وذلك بعد أن سجلت المانيا اليوم الأربعاء في غضون يوم واحد ما يقرب من 1000 حالة وفاة جديدة بكورونا.
وبعد أن وصلت إصابات كورونا في ألمانيا إلى ذروتها، حيث سجلت ألمانيا يوم الأربعاء 27728 إصابة جديدة بكورونا، حذرت الحكومة الفيدرالية من تزايد الضغوط على النظام الصحي، بحسب تقرير صحيفة Volksstimme الألماني.
ويتزايد عدد الوفيات أسبوعيًا في جميع أنحاء البلاد، وهو ما كان متوقعًا بعد الزيادة الحادة في الإصابات الجديدة بفيروس كورونا.
وأوضحت متحدثة باسم معهد روبرت كوخ الألماني، اليوم الأربعاء، أنّ تزايد عدد الوفيات يمكن أن يكون له علاقة بنظام الإبلاغ من الولايات بشأن الإصابات.
وقال المدير الطبي لمستشفى بيرجلاند الألماني لبوابة الأخبار "t-online " إنّه "في الأيام القليلة الماضية شهد المستشفى حالة طوارىء وكان هناك نقص في أجهزة التنفس بسبب تزايد حالات الإصابات''، ومع ذلك، أكد أنّ جميع المرضى يتلقون أفضل علاج ممكن، وإذا لم تعد المستشفى قادرة على استقبال المرضى، فسيتم نقل المرضى جوًا إلى العيادات المحيطة.
ووفقًا لأرقام الجمعية الألمانية للعناية المركزة وطب الطوارئ (Divi) ، يتم حاليًا علاج 4836 مريضًا بكورونا من جميع أنحاء البلاد في العناية المركزة، منهم 2760 حالة تخضع لأجهزة التنفس.
وقالت الجمعية الألمانية للعناية المركزة الداخلية وطب الطوارئ (DGIIN) يوم الأربعاء إنّ الوضع في العيادات وخاصة في غرف الطوارئ "مقلق للغاية".
ووصلت قيمة الإصابات الجديدة المُبلغ عنها لكل 100.000 نسمة إلى الذروة في غضون سبعة أيام، حيث بلغت مستوى مرتفع جديد يقدر بحوالي 179.8. وكان السياسيون قد حددوا سابقًا هدفًا إلى ما دون الخمسين.
وفي يوم الأربعاء، ارتفع إجمالي عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب إصابات موثقة بفيروس كورونا إلى 23427، ووفقًا لمعهد روبرت كوخ الألماني، من المرجح أن يكون العدد الفعلي لوفيات كورونا أعلى من ذلك.
وقال رئيس معهد روبرت كوخ، لوثار فيلر، يوم الثلاثاء، إنّ الوضع بات أكثر خطورة من أي وقت مضى منذ بداية الوباء، متوقعًا أن يزداد الوضع سوءًا خلال عيد الميلاد.
يشار إلى أنّ ألمانيا تخطت حاجز المليون إصابة، حيث سجل معهد روبرت كوخ إلى الآن 1،379،238 إصابة بفيروس كورونا منذ بداية الوباء.
ألمانيا تراهن على التطعيم الجماعي
من المقرر أن تبدأ التطعيمات في ألمانيا يوم 27 ديسمبر. ويستعد وزراء الصحة في الولايات الفيدرالية لبدء التطعيمات ضد كورونا مباشرة بعد عيد الميلاد.
وفقًا لوزير الصحة الألماني ينس شبان، يجب حصول المانيا على الموافقة على لقاح كورونا قبل عيد الميلاد، مشيرًا إلى أنّ وكالة الأدوية الأوروبية تخطط للموافقة على لقاح كورونا المطور من شركتي فايزر و بيونتيك في 21 ديسمبر القادم، أي قبل عيد الميلاد، بحسب صحيفة بيلد الألمانية.
واعتبارًا من اليوم الأربعاء، تم توزيع الكمامات عالية الجودة FFP2 مجانًا على المجموعات المعرضة للخطر في الصيدليات.
وأوضحت الصحيفة أنّه سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن اللقاح في 21 ديسمبر، وفي حال صدرت الموافقة النهائية على اللقاح، ستصدر مفوضية الاتحاد الأوروبي بعد ذلك الموافقة الرسمية في غضون ساعات.
وكان وزير الصحة الألماني "ينس شبان" قد صرّح مسبقًا بأنّه متفاءل بأنّ وكالة الأدوية الأوروبية ستكون قادرة على اتخاذ قرار بشأن لقاح "كورونا" قبل الثالث والعشرين من ديسمبر، وفقاً لوكالة "بلومبرج".
وقال "شبان" في تصريحات يوم الثلاثاء: "نريد أن يحصل اللقاح على موافقة نظامية وليس طارئة".
وأضاف: "نبذل قصارى جهدنا للحصول على الموافقة على هذا اللقاح في أسرع وقت ممكن، ونستهدف حدوث ذلك قبل عيد الميلاد للبدء في طرحه قبل نهاية 2020".
وكانت وكالة الأدوية الأوروبية قد أعلنت في وقت سابق أن مجلسًا استشاريًا سينعقد في التاسع والعشرين من ديسمبر لتقديم توصية بشأن اللقاح وأنّ عملية الموافقة ستأتي في غضون أيام بعد ذلك.
وتمت الموافقة على لقاحي بيونتيك الألماني وفايزر الأمريكي في أوروبا بشكل أسرع، ووفقًا للمعلومات الواردة من برلين، يجب أن يبدأ التطعيم في ألمانيا قبل نهاية هذا العام.
وقال وزير الصحة الألماني: ''نحن نتحدث عن تطعيم بتاريخ 26 ديسمبر 2020 بحد أقصى".
وبحسب صحيفة بيلد الألمانية، نقلًا عن مصادر في الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية، فإنّ الوكالة الأوروبية للأدوية التي أعطت لنفسها مهلة حتى 29 ديسمبر لإصدار قرارها بشأن الموافقة على اللقاح، قررت أخيرًا تقديم هذا الموعد.
وتمارس ألمانيا، التي تواجه إغلاقًا جزئيًا من الأربعاء، ضغوطًا على الوكالة والاتحاد الأوروبي لتسريع عملية إصدار ترخيص للقاح الذي طورته شركة بايونتيك الألمانية بالتعاون مع شريكتها الأميركية فايزر، وفقًا لصحيفة فرانكفورته الجماينه.
وبدأت عدة دول بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا بحملات التلقيح في الأيام الماضية، بعد الحصول على موافقة السلطات الصحية.
وفي مكافحة تفشي الوباء وتزايد الإصابات، أعلنت ألمانيا عن إغلاق جزئي اعتبارا من الأربعاء يشمل إغلاق كل المتاجر غير الأساسية والمدارس. وكانت المطاعم والمقاهي والحانات والمؤسسات الثقافية والرياضية مغلقة أساسا منذ مطلع نوفمبر.