على مدار الشهور الأخيرة، انتشرت في سيراليون وبلدان أخرى في أفريقيا وآسيا ظاهرة تزويج العائلات بناتهن الصغيرات  كوسيلة للخروج من الأزمات المالية الطاحنة التي سببتها جائحة كورونا رغم كونهن تحت السن القانونية.

وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية أوردت في تقرير لها اليوم الإثين أمثلة لهذه الوقائع المأساوية التي تبيع فيها العائلات صغيراتهن من أجل المال.

وضربت مثالا بطفلة تدعى ماري كامارا حيث شاهدها رجل لأول مرة أثناء لهوها مع صديقاتها بالقرب من منزله المجاور لمدرسة ابتدائية قبل أن يعرض الزواج من تلميذة الصف الخامس.

وقالت الطفلة: " "ما زلت أستكمل دراستي ولا أرغب في الزواج والبقاء في المنزل".

بيد أن ضغوط جائحة كورونا في هذه المنطقة النائية بسيراليون كانت أكبر من أمنيات التلميذة وفقا للوكالة الأمريكية.

وأشارت إلى أن عمليات التعدين والمناجم بالمنطقة  تباطأت وتيرتها جراء الركود الاقتصادي العالمي.

ووفقا للتقرير، أثرت جائحة كورونا سلبا على دخل زوج والدة ماري كامارا الذي يملك ورشة لتفصيل وبيع الملابس مما جعله في أمس الحاجة للحصول على أموال.

وأفادت بأن الرجل الذي تقدم للزواج من الطفلة يعمل في مجال المناجم على نطاق صغير وفي العقد الثاني من عمره لكن هذه الزيجة مكنت عائلتها  من الحصول على قوت يومها.

ومضت تقول، في تصريحات لأسوشيتد برس: "بالنسبة لي، أصبحت أضمن تناول وجبتين على الأقل يوميا".

وخلال العقود الأخيرة، استطاعت العديد من البلدان تحقيق نجاحات في مكافحة هذا النوع من الزواج، لكن الخراب الاقتصادي الذي تسبب فيه "كوفيد-19" أدى إلى انزلاق ملحوظ في أتون هذه الممارسات الدميمة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن الصعوبات الناجمة عن كورونا تهدد  13 مليون طفلة صغيرة بالزواج قبل عمر 18 عاما.

وبالرغم من أن معظم هذه الزيجات تحدث سرا، لكن منظمة Save the Children e (أنقذوا الأطفال) قالت إن نصف مليون فتاة صغيرة تحت السن رزحت تحت وطأة  تهديدات الزواج القسري هذا العام معظمهن في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط كذلك.

وقالت منظمة إغاثة إن موظفيها في أحد مناطق سيراليون النائية سمعوا تقدم شخص للزواج من طفلة في الثامنة من عمرها في وقت سابق هذا العام لكن جدها لاحقا أنكر ذلك.