رئيس التحرير: عادل صبري 10:55 صباحاً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

عجز دولي وحروب بالوكالة.. لماذا طال أمد الحرب اليمنية؟

عجز دولي وحروب بالوكالة.. لماذا طال أمد الحرب اليمنية؟

العرب والعالم

محلل سياسي يمني

عجز دولي وحروب بالوكالة.. لماذا طال أمد الحرب اليمنية؟

يرى مراقبون أن ما يحدث في اليمن لم يعد شأنا داخليا، فالأحداث المأساوية التي مر بها هذا البلد العربي المنكوب طيلة السنوات الأخيرة، سمحت لقوى دولية عديدة بالتدخل بل والتحكم في الأحداث بما جعل الحرب تمتد إلى أطول مدى ممكن، بحيث لا تنتهي حتى يتحقق أكبر عدد من أهدافهم الاستراتيجية، حيث تدخل حرب اليمن عامها السابع متجهةً نحو الصيغة غير المباشرة  بعدم إنهاء الحرب.

 

ولم يعد المواطن اليمني يثق بنجاح التسويات بعد أن اختبر الكثير منها، حتى وإن كانت برعاية أممية، وذلك بعدما أخفقت اتفاقات أخرى أُبرِمت مؤخراً في تلبية التوقعات.

 

وساهم اتفاق ستوكهولم الذي تم التوقيع عليه في ديسمبر 2018 بين الحكومة الشرعية والحوثيين، في تجنيب مدينة الحديدة الساحلية كارثة إنسانية كانت محدقة بها نتيجة النقص الشديد في الأمن الغذائي بسبب الحرب والقتال المكثّف.

 

لكن وقف إطلاق النار لم يعمّر طويلاً، ففي 12 مارس أعلنت الحكومة الشرعية الانسحاب من جميع نقاط المراقبة المشتركة على الحدود العسكرية بين الطرفين في الحديدة، والتي تسلّمتها بعثة مراقبة دولية، متهمةً الحوثيين باستغلال الاتفاق وخرقه، لا سيّما بعد استهدافهم إحدى النقاط المشتركة في مدينة الحديدة وقنص أحد ضباطها.

 

 

مصالح الدول الكبرى

 

ويقول المحلل السياسي اليمني، عبد الواسع الفاتكي، في تصريحات لمصر العربية، إن المجتمع الدولي المؤثر على القرار العالمي دائمًا ينظر إلى مصالحه، وبالتالي فهذه الدول تقدم نفسها في الملف اليمني كوسيط أو محايد، ولا يضع المجتمع الدولي النقاط على الحروف بالنسبة لجذور الأزمة اليمنية فدائما ما يستخدم لغة حيادية فقط.

 

وأضاف أن المجتمع الدولي يساوي بين الضحية والجلاد، بمعنى إن الأزمة اليمنية لا تخرج عن هذه المحددات التي  يستخدمها المجتمع الدولي في أي أزمة، سواءً كانت في اليمن أو أي مكان آخر.

 

وتابع أن المجتمع الدولي في أي حلول يقدمها هو يراعى مصالح الدول النافذة والدول الذي لها تأثير كبير  في اليمن أو أي بلد أخر.

 

الأمم المتحدة تسعى لإطالة الأزمة

 

من جانبه قال الناشط السياسي اليمني عبد الله البركاني، في تصريحات لمصر العربية، إنه في العام 2014 حاول اليمنيون أن يصلوا إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف، وحدث آنذاك تدخل خليجي لحل الأزمة اليمنية سياسيًا، تلاه تدخل لمجلس الأمن الدولي على خط الأزمة اليمنية بعد عاصفة الحزم الذي أطلقها التحالف العربي ضد مليشيا الحوثي في مارس 2015، وأصدر المجلس وقتها القرار رقم 2216 الذي يقضي بحل الأزمة اليمنية وسحب السلاح من مليشيا الحوثي.

 

 

وتابع: "مرت من الحرب ست سنوات نحن الآن على مشارف العام السابع ولم تجد أزمة اليمن الحل الجذري، لم يستطع الشعب اليمني صنع قراره بنفسه".

 

معاناة اليمنيين

 

وأكد أن هناك مماطلة من قبل المجتمع الدولي كونه لا يريد الحل المباشر في اليمن، فالأمم المتحدة تعمل على إطالة الحرب في اليمن قدر الإمكان.

 

ويواجه اليمنيون محنةً صنّفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم. لكن إذا تحولت الحرب إلى صراع بالوكالة بصورة كاملة، فإن معاناة اليمنيين ستزداد أكثر، لأن ذلك سيتطلّب من المجتمعات المحلية والقبلية تحديد موقفها مع هذا الطرف أو ذاك، ما يقود إلى تقسيم المقسّم.

 

كما يؤدّي غياب المسؤولية المباشرة للأطراف الإقليمية أمام المجتمع الدولي إلى ازدهار لعبة المال والسلاح نتيجة تضاعف الاستقطابات.. فضلاً عن ارتفاع نسبة المعاناة الإنسانية، لا سيّما أن منظمات المجتمع المدني والإنساني المتواجدة في اليمن ستفقد الضامن الأمني لها ، وهو ما سيعرّض العاملين في المجال الإنساني للخطر ويزيد من معاناة المواطنين.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان