رئيس التحرير: عادل صبري 02:44 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بسبب إس 400.. متاعب تركيا مع «خريف ترامب» تبدأ مبكرًا

بسبب إس 400.. متاعب تركيا مع «خريف ترامب» تبدأ مبكرًا

العرب والعالم

صواريخ اس 400

بسبب إس 400.. متاعب تركيا مع «خريف ترامب» تبدأ مبكرًا

متابعات 10 ديسمبر 2020 00:38

 

أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون دفاعي يمهد الطريق لفرض عقوبات على تركيا بسبب شراءها لأنظمة صواريخ إس -400 من روسيا، وهو ما يشير لبداية مبكرة للصعوبات التي يتوقع أن تواجهها أنقرة مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الديمقراطي جو بايدن.

 

وحصل مشروع القانون على 335 صوتاً مؤيداً وعارضه 78، وتم تمريره بأغلبية الثلثين. وإذا وافق مجلس الشيوخ أيضاً على مشروع القانون بنسبة الثلثين، فإن ذلك سيمنع ترامب من استخدام حقه في الفيتو.

 

ويطلب مشروع القانون فرض عقوبات في غضون 30 يوماً من تمرير التشريع ويدعو إلى فرض عقوبات على "كل شخص شارك عن علم في الاستحواذ على نظام الدفاع الجوي إس -400" من قبل تركيا.

 

وكان الرئيس ترامب قد قال إنه سيستخدم فيتو لمنع تمرير قانون الدفاع البالغة قيمته 740 مليون دولار، ولكن ليس بسبب الفقرة المتعلقة بالعقوبات على تركيا، بل بسبب بند متعلق بتغيير أسماء قواعد عسكرية تكرّم رموز قادة الكونفدرالية الأميركية ومطالبته بإضافة بند يلغي حماية وسائل التواصل الاجتماعي من المسؤولية عما ينشره المستخدمون على منصاتها.

 

وشهدت العلاقة بين أعضاء الناتو وتركيا العام الماضي توتراً بشأن حصول أنقرة على نظام الدفاع الجوي الروسي إي-400 مما دفع واشنطن إلى إزالة تركيا من برنامج طائرات إف-35 المتقدمة.

 

ويدعو مشروع قانون الدفاع ترامب إلى فرض عقوبات على تركيا في نطاق قانون مكافحة خصوم أمريكا وسيتوجب عليه اختيار خمسة من بين مجموعة من 12 عقوبة، تتراوح بين حظر التأشيرات ومنع الوصول إلى بنك التصدير والاستيراد ومقره الولايات المتحدة وصولاً إلى خيارات أكثر صرامة مثل منع المعاملات مع النظام المالي الأمريكي ورفض تراخيص التصدير.

 

في المقابل، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، اليوم الأربعاء، إن معاقبة الولايات المتحدة لبلاده لشرائها أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 ستكون لها نتائج عكسية للغاية وستلحق الضرر بالعلاقات التركية الأمريكية.

 

وأضاف كالين أن أنقرة تعتقد بإمكانية الاتفاق على جدول أعمال جيد وإيجابي مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.

وفي أكتوبر الماضي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن عبّرت لمستويات رفيعة في الحكومة التركية عن عدم قبولها حيازة أنقرة أنظمة أسلحة روسية مثل إس 400 (S400)، وحذّرت من "عواقب وخيمة محتملة" على علاقتها الأمنية مع تركيا إذا قامت بتشغيل هذه المنظومة.

 

وقالت المتحدثة باسم الوزارة مورغان أورتاغوس إن واشنطن اطلعت على التقارير الإخبارية التي أفادت بأن تركيا تجري تجربة على منظومة إس 400. وأضافت أنه "إذا تأكد ذلك فسندين بأشد العبارات اختبار إطلاق صاروخ من منظومة إس 400، باعتباره لا يتسق مع مسؤوليات تركيا كعضو في حلف شمال الأطلسي وكشريك إستراتيجي للولايات المتحدة".

 

وجاء ذلك بعدما قالت وكالة رويترز إنها حصلت على تسجيل مصور محلي يظهر إطلاق صاروخ من ساحل تركيا على البحر الأسود. وظهر في التسجيل الذي تم تصويره في مدينة سينوب الساحلية عمود رفيع من الدخان يرتفع نحو السماء.

 

وأشارت الوكالة إلى أن تركيا أصدرت في تلك الفترة اخطارات بفرض قيود على المرور في المجال الجوي والمياه في هذه المنطقة الساحلية، لإجراء اختبارات عسكرية. ونقلت رويترز عن المحلل العسكري توران أوغوز قوله إن التقييم المبدئي للون وكثافة وزاوية ومسار الدخان في المقطع المصور، يتطابق مع صواريخ إس 400.

 

وقد أجرى الجيش التركي العام الماضي اختبارات رادار للمنظومة الروسية، وهي من أكثر الدفاعات تطورا في العالم، ويمكنها رصد وتتبع الطائرات القادمة على نطاق متوسط وبعيد.

 

ويدفع الكونجرس الأمريكي باتجاه فرض عقوبات على تركيا، بسبب المنظومة، لكن الرئيس الأمريكي، يرفض هذا المسعى، ويقول إنه سيؤدي إلى مزيد من التقارب بين أنقرة وموسكو.

 

ووقّعت تركيا صفقة إس 400 مع روسيا عام 2017، وبدأ تسليم أول 4 بطاريات صواريخ بقيمة 2.5 مليار دولار في يوليو 2019.

 

وذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن صواريخ "إس - 400" أخطر مما يعتقده العالم، مشيرة إلى أنها تستطيع إسقاط جميع الأهداف الجوية بما فيها الطائرات الشبحية وطائرات الإنذار المبكر الأمريكية، إضافة إلى قدرتها على ضرب الطائرات قبل إقلاعها من حاملات الطائرات في حالة الحرب.

وذكرت المجلة أن "إس - 400" تغير قواعد الحرب الجوية وتوازنات القوى في العالم أجمع، خاصة أنها قادرة على التعامل مع عدة أهداف في آن واحد بأنواع مختلفة من الصواريخ يتراوح مداها من 40 إلى 400 كم ، ويدعم نظام إس-400 أربعة أنواع مختلفةٍ من الصواريخ: فئة (40N6E) للأهداف بعيدة المدى (400 كم)، وفئة (48N6) للأهداف طويلة المدى (250 كم)، وفئة (9M96e2) للأهداف متوسطة المدى (120 كم)، وفئة (9m96e) للأهداف قصيرة المدى (40 كم). وبالمقارنة، يدعم نظام باتريوت الدفاعي الأميركي صاروخاً اعتراضياً واحداً فقط، يبلغ مداه 96 كيلومتراً.

 

ويضاف إلى مميزات "إس - 400" المتعلقة بالمدى، أنها تستطيع إطلاق صواريخها بسرعة 15 (ماخ)، أي 15 ضعف سرعة الصوت، أو خمسة آلاف متر في الثانية، ويمكنها ضرب أهداف لا يتجاوز ارتفاعها خمسة أمتار عن سطح الأرض.

 

ويمكن لنظام الصواريخ الروسي أن يضرب الطائرات قبل إقلاعها واستهداف الصواريخ قبل إطلاقها من قواعدها.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان