رئيس التحرير: عادل صبري 12:18 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الحريري يقدم تشكيلة الحكومة لعون.. انفراجة أم إبراء ذمة؟

الحريري يقدم تشكيلة الحكومة لعون.. انفراجة أم إبراء ذمة؟

العرب والعالم

الحريري وعون

الحريري يقدم تشكيلة الحكومة لعون.. انفراجة أم إبراء ذمة؟

متابعات 09 ديسمبر 2020 22:25

في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، اليوم الأربعاء، أنه قدم للرئيس ميشال عون قائمة تضم 18 وزيرا "على أساس الاختصاص والكفاءة وعدم الانتماء الحزبي"، بعد شهور من التشاحن الذي حال دون الاتفاق على حكومة جديدة.

 

وقال الحريري إن الرئيس "سيدرس التشكيلة قبل أن نعود إلى لقاء آخر في جو إيجابي".  وأضاف: "أملي كبير أن نتمكن من تشكيل الحكومة بسرعة لوقف الانهيار الاقتصادي ومعاناة اللبنانيين واعادة اعمار بيروت والثقة والامل للبنانيين، عبر تحقيق الإصلاحات المتفق عليها ضمن المبادرة الفرنسية".

 

وردا على أسئلة الصحفيين، اكتفى الحريري بالقول "ان شاء الله الأجواء إيجابية".

 

من جانبها أعلنت ​رئاسة الجمهورية​ اللبنانية أن ​الرئيس ميشال عون​ تسلّم من الحريري​ ​تشكيلة حكومية​ من 18 وزيراً وسلّمه طرحاً متكاملاً حول التشكيلة المقترحة.

 

وأوضحت الرئاسة أن "​الرئيس عون​ استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري الذي قدّم له تشكيلة حكومية كاملة، في المقابل سلم الرئيس عون الحريري طرحا حكوميا متكاملا يتضمن توزيعا للحقائب على اساس مبادئ واضحة، واتفق الرئيس عون مع الحريري على دراسة الاقتراحات المقدمة ومتابعة التشاور لمعالجة الفروقات بين هذه الطروحات".

 

وفي السياق، أشار موقع "النشرة" اللبناني إلى أن "الحريري سلم الرئيس عون لائحة من 18 وزيرًا مع حقائبهم وسيرهم الذاتية"، ولفت إلى أن "الرئيس عون أطلع على تشكيلة الحريري من ثم سلمه طرحًا متكاملا فيما يتعلق بالحكومة، وقد حصل تبادل في وجهات النظر حول طرح عون وتشكيلة الحريري".

 

وأضاف الموقع أنه تم البحث ببعض الأسماء، وسيتم التشاور في وقت قريب بين الجانبين، مشيرة إلى أن "الأجواء كانت إيجابية وكان هناك رغبة بالإسراع بتشكيل الحكومة​".

 

من جانبه، علق رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ النائب السابق ​وليد جنبلاط​، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على إعلان الحريري، قائلا: "بانتظار الدخان الأبيض".

 

في المقابل، اعتبر رئيس ​الحزب الديمقراطي اللبناني​ ​طلال ارسلان​ أن "اقتراح الحريري​ لحكومة من 18 وزيراً غبن واجحاف وظلم لطائفة الدروز​ المؤسسة للكيان اللبناني التي أيضاً تُهمَّش حقوقها في المشاركة بالدولة".

 

وحذر ارسلان، عبر وسائل التواصل الاجتماعي "من له يد بهذا الاجحاف من العواقب، وأدعو جميع ممثلي ​الطائفة الدرزية​ إلى رفض هذا التعاطي وعدم الانجرار وراء مصالح شخصية على حساب مصلحة الطائفة العليا التي يجب ان تكون فوق كل اعتبار، وإلا فإنّ الآتي من الأيام سيكون أصعب، ولن ينفع حينها الندم".

 

من جانبه، أكد عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب ​وليد البعريني​ أن "التخبّط هو سيد الموقف على المستوى الحكومي ورغم الأجواء الإيجابيّة الظاهريّة التي خلفتها زيارة رئيس ​الحكومة​ المكلّف ​سعد الحريري​ إلى ​بعبدا​ إلا أن لا انفراجات في الأفق لجهة التشكيل".

 

زردّ البعريني على إتهام الحريري بالتهرّب من اعتماد المعايير الموحّدة، مؤكدًا أن "هذا الكلام باطل وفي غير محله، فالهم الأول والأخير للحريري هو ولادة حكومة تكسب ثقة الداخل والخارج وتريح البلد، وكل سعيه يصبّ في هذا الإطار"، معتبرًا أن "استمرار التأخير والعرقلة سيودي بلبنان​ إلى مكان لا تحمد عقباه".

 

وتابع البعريني في تصريحات لموقع النشرة اللبناني: "كل مآخذ فريق ​رئيس الجمهورية​ على الحريري هي بإسناد ​وزارة​ الماليّة للثنائي الشيعي ​حركة أمل​ و​حزب الله​، هذه ​العقبة​ بالنسبة لهم ولكن من يريد مصلحة البلد لا ضير أن يتنازل قليلا"، معتبرًا أن "الحريري هو أكثر من قدم تنازلات لمصلحة الوطن بعيدا عن الحسابات الشخصية، وهذا لا يعتبر خسارة على المستوى الوطني".

 

وكشف البعريني أن "الحريري عندما يصل إلى حائط مسدود سيخرج ويوضح للرأي العام كافة التفاصيل"، معتبرًا أن "لبنان بلد المفاجآت وقد يكون من ضمنها اعتذاره عن الاستمرار في عملية ​تشكيل الحكومة​، رغم أن كلنا أمل بأن يحصل في ​الساعات​ المقبلة انفراج حكومي ينعكس لمصلحة ​الشعب اللبناني​"، معتبرًا أنه "جرى إغراق الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ في الرمال اللبنانية المتحركة، والمبادرة التي تقدّم بها قائمة بالكلام على أنّها عنوان لولادة "حكومة المهمّة" ولكن في الواقع لا شيء".

 

وكان الحريري قد تعهد بتشكيل الحكومة سريعا وإحياء خطة فرنسية تهدف إلى انتشال لبنان من أزمة مالية، لكن خلافات سياسية قديمة تسببت في تعثر ولايته الرابعة كرئيس للوزراء.

 

ويعاني لبنان، منذ شهور، أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990) واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.

 

وفي 22 أكتوبر الماضي، كلف الرئيس اللبناني، سعد الحريري، بتشكيل الحكومة الجديدة، عقب اعتذار مصطفى أديب في 26 سبتمبر الماضي، لتعثر مهمته في تشكيلها، بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الفائت.

 

وستحلّ الحكومة المرتقبة محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت بعد ستة أيام من انفجار المرفأ، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، وأصاب ما يزيد على 6 آلاف آخرين، بجانب دمار مادي هائل.

 

يذكر أن السلطات اللبنانية تستعد لإلغاء دعم بعض السلع الأساسية كالقمح والوقود والدواء، ما قد يزيد حالة الغضب في بلد تعصف به الاحتجاجات منذ أكتوبر الماضي.

 

وقفز تضخم أسعار المستهلك في لبنان بنسبة 136.8 بالمئة على أساس سنوي، خلال أكتوبر الماضي، تحت ضغوط ضعف سعر الليرة أمام الدولار في السوق المحلية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان