في الوقت الذي بدأت فيه بريطانيا تطعيم سكانها بلقاح فايزر، ضد فيروس كورونا، تحدثت تقارير إعلامية عن استعدادات سعودية بشأن التجهيز لإعداد آلية التسجيل من أجل الحصول على لقاح كورونا بعد وصوله للرياض والتأكد من مأمونيته.

 

ووفق تقارير لوسائل إعلام عربية، فقد وعدت المملكة العربية السعودية بأن يغطي لقاح كورونا المستجد المنتظر حوالى 70 في المئة من سكانها مع نهاية عام 2021. كما قالت "إنها ستكون من أوائل الدول التي ستحصل على اللقاح"، وفق ما أكده مسؤولون في البلاد، منهم المتحدث الرسمي لوزارة الصحة محمد العبد العالي، الذي قال إن "المملكة تمكنت من إجراء تعاقدات مهمة جداً مع شركات متطورة للقاح الفيروس".

 

وقال العبد العالي في حديث لوسائل إعلام محلية، "قريباً سيكون الإعلان عن آلية التسجيل لأخذ اللقاح، بعد اعتماده من اللجان والهيئات المختصة، التي تحرص على التأكد من مأمونيته وفعاليته".

 

وعرض عدد من المستشارين على "تويتر" التجهيزات لوصول اللقاحات في المطارات، إذ ذكر استشاري الأحياء الطبية والأمراض الوراثية في السعودية عارف العمري أن لقاح كورونا وصل إلى الرياض، وجاهز للاستخدام الآن، وذكر أربع فئات لها الأولوية في أخذ اللقاح وهم كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة ونزلاء دور الرعاية الخاصة والممارسون الصحيون.

 

 

وأشار إلى أن تلك الفئات ستتلقى اللقاح من دون تفريق بين مدينة وأخرى، مطمئناً إلى أن الطعم آمن جداً.

 

بينما كشف استشاري الأمراض المعدية السعودي نزار باهبري في مقطع فيديو، عن الاستعدادات اللازمة لوصول اللقاح إلى السعودية، وأكد أنه سيصل في حافظات مبرّدة، تصل درجات الحرارة فيها إلى 80 تحت الصفر.

 

ولفت إلى أهمية تقنية الثلج الجاف في نقل اللقاح، وأهمية الاحتفاظ به عند هذه الدرجة من البرودة خلال مراحل نقله كلها، وذلك من أجل الحفاظ على فعاليته كاملة حتى الوصول لمن سيُحقن به.

 

وأضاف أن "اللقاحات تُعتمد بواسطة لجنة وطنية تضم 20 طبيباً، وسيكون لهم الكلمة الفصل من الناحية العلمية في إعطائها للمواطنين والمقيمين، وهم يحرصون على التأكد من فعاليتها قبل إقرارها".

 

 

وكانت السعودية وقعت الفترة الماضية مع عدد من الدول حول العالم لتوفير المصل، إذ وقّعت مع "صندوق الاستثمار المباشر" الروسي، لإنتاج اللقاح الروسي الأول الخاص بفيروس كورونا، بهدف توفيره وتوزيعه في السعودية. كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة الألمانية "كيورفاك"، بتسجيل اللقاح وتوريده وتوزيعه.

 

وقالت شركة الخطوط السعودية للشحن إنها سخّرت طاقاتها التشغيلية لنقل شحنات الأدوية والمواد الضرورية في وقت قياسي بمختلف طائرات أسطول الشحن الخاص بالشركة، إضافة إلى استخدام طائرات الركاب التي تم تشغيلها لأغراض الشحن الجوي دولياً.

 

وفي الوقت الذي أجرت فيه الرياض تعاقدات مهمة جداً مع عدد من شركات متطورة لتأمين الطعم، إلا أن تفاوت الأسعار والآمان يختلف من عقار لآخر.

 

ويعتبر لقاح "موديرنا" الأمريكي الأعلى سعراً مقارنة بمنافسه من شركة "فايزر"، إذ يبلغ سعر الجرعة الواحدة من لقاح "موديرنا" 38 دولاراً (أي قرابة 142 ريالاً)، علماً أنه أسهل استخداماً من ناحية التخزين والنقل، إذ أنه يبقى مستقراً بدرجة 20 مئوية تحت الصفر لمدة قد تستمر لشهور عدة، ويمكن حفظه في الثلاجات العادية لمدة شهر تقريباً.

 

 

بينما لا يتجاوز سعر لقاح "فايزر وبيونتيك"، 20 دولاراً (أي قرابة 75 ريالاً)، إلا أن صعوبة تخزينه جعلته عائقاً أمام الكثير من الدول العربية، خصوصاً أنه يجب أن يظل محفوظاً في درجة حرارة 70 تحت الصفر، ولا يمكن وضعه في درجة حرارة أعلى، أكثر من أربع مرات خلال هذه الرحلة.

 

أما اللقاح الروسي "سبوتنيك" فيبلغ سعره عشرة دولارات (أي 37 ريالاً)، إلا أنه قوبل بالتشكيك في الدول الغربية، والسبب أن موسكو لم تعلن عن نتائج لقاحها ولا عدد الأشخاص الذين خضعوا له خلال فترة التجارب السريرية، أو المرحلة الثالثة من التجارب على اللقاح، لكنها أعلنت في الحادي عشر من نوفمبر، عن نسبة نجاح للقاحها تصل إلى 92 في المئة، ثم عادت في 24 نوفمبر لتعلن أن فاعلية "سبوتنيك في" ارتفعت إلى 95 في المئة، وأن النسبة الأولى تحققت في اليوم الـ28 لإعطاء اللقاح، والثانية في اليوم الـ42.

 

وسيكون "أسترازينيكا" الذي طورته جامعة أكسفورد الأرخص بين اللقاحات الأخرى المنافسة، حيث سيباع ما بين ثلاثة إلى أربعة دولارات للحقنة الواحدة (أي بين أحد عشر إلى 15 ريالاً)، كما تعد طريقة تخزينه أسهل في التوزيع، باعتبار أن يتم التعامل معه في درجات حرارة أعلى، إلا أن خللاً في العينة شوّه سمعته بعد إيقاف العمل عليه لمدة سبعة أسابيع تقريباً، بعدما ظهر لدى شخص تلقى حقنة منه في بريطانيا التهاب في النخاع الشوكي. وهذا النوع من الإصابة قد يؤدي إلى شلل أو ضعف في العضلات. لكن الأطباء توصلوا على ما يبدو إلى أن الحادثة ليست لها علاقة واضحة بالتطعيم.

 

 

من جهته، أشار عبد الله عسيري، وكيل وزارة الصحة للشؤون الوقائية، إلى أن لقاح كورونا سيكون متوافراً مجاناً لكل المواطنين والمقيمين في السعودية.

 

وأكد عسيري أن الرياض التي رصدت 120 مليار ريال (32 مليار دولار) لمعالجة آثار الجائحة اقتصادياً، هي في الوقت ذاته تتجه لتوفير الطعم من دون إفصاح عن أرقام الشراء، هذا مع توقيع شركات فيها على مذكرات توفيره داخل البلاد.

 

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد طالبت البلدان كافة بتوزيع جرعات اللقاح بنسبة 20 في المئة فقط من سكانها، بدءاً بالفئات الشديدة التعرُّض للخطر من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وكبار السن، ومن يعانون من أمراض صحية مزمنة. ودشنت المنظمة بالتعاون مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي"، قبل أشهر آلية "كوفاكس"، وذلك لضمان توزيع عادل، خصوصاً أن العديد من الدول لا تمتلك الإمكانيات اللازمة لإنتاج لقاحات خاصة بها.

 

ويواصل فيروس كورونا، على مدار الساعة، تسجيل حالات إصابة جديدة، وكذلك وفيات في مختلف بلدان العالم، فتتغير الأرقام بشكل متواصل دون توقف.

 

يذكر أن الفيروس الغامض "كورونا" ظهر في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير الماضي.

 

وتعد جائحة "كورونا" عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والأخير الجديد هو السابع من بين ذات العائلة القاتلة التي أرهقت سكان الأرض منذ ظهورها قبل عام.