رئيس التحرير: عادل صبري 02:06 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

تقرير ألماني يتوقع سيناريوهات رد إيران على مقتل فخري زاده

تقرير ألماني يتوقع سيناريوهات رد إيران على مقتل فخري زاده

العرب والعالم

مكان مقتل فخري زاده في بلدة أبسارد الصغيرة شرقي العاصمة طهران

«دي فيلت» رأت أنه « قاسم سليماني رقم 2 »

تقرير ألماني يتوقع سيناريوهات رد إيران على مقتل فخري زاده

احمد عبد الحميد 28 نوفمبر 2020 19:32

رأت صحيفة دي فيلت الألمانية في تقرير لها بعنوان "قاسم سليماني رقم 2 "، أنّ اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، الرئيس المزعوم لبرنامج إيران النووي السري، قد يفجر الصراع بين طهران وواشنطن بعد الهدوء الذي ساد خلال الأسابيع القليلة الماضية.

 

وأوضحت الصحيفة أنّ العالم النووي المُغتال كان يُنظر إليه في تل أبيب و واشنطن على أنه الاستراتيجي الذي يصعب استبداله فيما يخص البرنامج النووي الإيراني.

 

وقُتّل محسن فخري زاده في هجوم، وذلك في الوقت الذي زادت فيه التكهنات حول ضربة عسكرية أمريكية محتملة، نيمكن أن يكون  مقتل العالم النووي هو الحدث  الذي يحدد الوضع الأمني ​​العالمي المحيط بالتغيير في السلطة في البيت الأبيض، وفقًا للتقرير.

 

 وأضاف التقرير: "كان فخري زاده شخصية لا تقل أهمية بالنسبة لجهاز الأمن الإيراني عن جنرال الحرس الثوري قاسم سليماني، الذي أدى قتله بطائرة أمريكية بدون طيار في أوائل يناير إلى اندلاع جولة جديدة من الصراع العنيف في الشرق الأوسط".

 

واستطرد: "برغم أنّ العالم النووي المقتول لم يكن بنفس قوة سليماني، إلا أنّ  استبداله صعب للغاية، لأنه كان يقود المشروع الذي سبّب كل التوترات حول إيران لسنوات: البرنامج النووي الإيراني".

 

ويشتبه المجتمع الدولي في أن القيادة في طهران تعمل على تطوير أسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني. ويشار إلى ذلك من خلال العديد من الأدلة التي بحوزة الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2003. ولهذا السبب تعرضت إيران لعقوبات اقتصادية شديدة. 

 

وقيّد الاتفاق النووي لعام 2015 برنامج إيران النووي، لكن على وجه الخصوص ترى دول الخليج وإسرائيل والعديد من خبراء الأمن الغربيين،  أنّ الاتفاقية لم تكن كافية  لكبت الأنشطة النووية الإيرانية.

 

ولهذا السبب أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاقية في مايو 2018. ونتيجة لذلك، تكرّرت الاشتباكات المسلحة بين القوات الموالية لإيران والوحدات الأمريكية أو حلفائها. ومن جهتها ودّعت طهران  بنود الاتفاق وسارعت نحو استئناف برنامجها النووي تحت قيادة محسن فخري زاده، الذي ربما يكون قد مات الآن في هجوم نظمته إسرائيل.

 

وفي السنوات القليلة الماضية، تكررت الهجمات القاتلة على المتخصصين النوويين الإيرانيين، والتي كان يُشتبه في أنّ إسرائيل هي مرتكبها، ولذلك هددت القيادة الإيرانية عدة مرات دولة الاحتلال اليهودية بالزوال.

 

 وتابعت الصحيفة: برغم أنّ اغتيال الخبراء الإيرانيين يبدو طريقة تحاول بها إسرائيل منع العدو من امتلاك طهران القنبلة النووية دون شن حرب، إلا أنّ مقتل فخري زاده قد يتسبب في صراع خطير، لا سيما  أيضا بسبب توقيت الحادث المتزامن مع تكهنات بشأن ضربة عسكرية من قبل ترامب.

 

وفي الأشهر القليلة الماضية، هدأت حدة الاشتباكات في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ، ومن الواضح أنّ الجهات الفاعلة في المنطقة أرادت انتظار الانتخابات في الولايات المتحدة.

 

وكان  من المتوقع على نطاق واسع أن يتخذ جو بايدن، كرئيس للولايات المتحدة، موقفًا أقل تصادمًا مع إيران، وذلك لأنه على الرغم من دعوة الرئيس المنتخب  بتطبيق قواعد أكثر صرامة بالنسبة لإيران، لكنه أظهر في الوقت نفسه أنه يريد تحقيق المزيد من خلال المفاوضات والتخلي عن استراتيجية إدارة ترامب المتمثلة في سياسة "الضغط الأقصى"، ولذلك تأمل القيادة في طهران في أوقات أفضل مع بايدن.

 

لكن بعد فوز بايدن في الانتخابات كانت هناك تكهنات في الأسابيع القليلة الماضية بأن ترامب قد ينفذ ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، وغذّت هذه الشكوك إقالة الرئيس المنتهية ولايته وزير الدفاع مارك إسبر والعديد من صناع القرار الرئيسيين في البنتاجون بعد هزيمته.

 

ولذلك، يمكن الافتراض أنه ستكون هناك توترات جديدة الآن، لأن إيران سترد بشكل شبه مؤكد على مقتل فخري زاده بضربة مضادة، بحسب التقرير.

 

سيناريوهات رد إيران على مقتل العالم النووي

 

وفقًا لتقرير صادر عن وكالة أنباء أسوشيتد برس، تحدث جنرال الحرس الثوري إسماعيل قاآني الأسبوع الماضي عن مثل هذا السيناريو بالضبط . 

  

ويُعد إسماعيل قاني هو القائد الذي خلف قاسم سليماني على رأس وحدة القدس المسؤولة عن العمليات الدولية في الحرس. وخلال زيارة للعراق، قال قاني لقادة الميليشيات المتحالفة إنه يتوجب عليهم الامتناع عن اتخاذ إجراءات ضد القوات الأمريكية في الوقت الحالي، ولكن إذا كان هناك "عدوان أمريكي" قبل تولي بايدن منصبه، فإن "رد إيران سيكون مماثلًا".

 

ومن المعروف أنّ  إيران لا تمتلك القدرة على استهداف شخصيات رئيسية في جهاز الأمن الإسرائيلي أو الأمريكي،  فبعد مقتل سليماني، هاجم حلفاؤها القواعد الأمريكية في العراق. 

 

ورجّحت الصحيفة شن طهران هجمات مضادة  على  مصانع النفط السعودية مرة أخرى،  أو  على دبلوماسيين إسرائيليين أو رجال أعمال أو سائحين في أي مكان في العالم.

 

 ورأت صحيفة دي فيلت أنّ أقوى سلاح يمكن أن تمتلكه إيران ضد إسرائيل هو هجوم من قبل ميليشيات حزب الله التي ترعاها طهران في لبنان على الأراضي الإسرائيلية، لكن هذا الرد قد يؤدي إلى حرب لا يمكن السيطرة عليها، لذلك من غير المرجح أن تخاطر القيادة في طهران بمثل هذا السيناريو قبل فترة وجيزة من نهاية عهد ترامب.

 

وكخيار أخير، يمكن لطهران أيضًا مواصلة الآلية التي طوّرها العالم النووي المقتول فخري زاده بنفسه: "البرنامج النووي"،  ويمكن للقيادة تسريع أنشطتها النووية إلى أبعد من ذلك، مما يجعلها أقرب إلى  تصنيع القنابل من أجل أن تكون قادرة على ممارسة الضغط، بغض النظر عمن يحكم البيت الأبيض.

 

واتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء مقتل عالم الفيزياء النووية محسن فخري زاده، وقال حسن روحاني في التلفزيون الرسمي اليوم السبت: " تسببت مرة أخرى الإمبريالية ومرتزقتها الصهاينة في إراقة دماء ومقتل عالم إيراني، الهجوم الإرهابي يظهر فقط خوف الأعداء من التقدم التكنولوجي للجمهورية الإسلامية"، مضيفًا أنّ حادث القتل لن يمنع البلاد من متابعة طريق فخري زاده بشكل أكثر ثباتًا.

 

وكان الفيزيائي النووي محسن فخري زاده عضوًا في الحرس الثوري وخبيرًا في صناعة الصواريخ. وقد ترأس مؤخرًا قسم الأبحاث في وزارة الدفاع.

وذكرت "نيويورك تايمز" أنّ ممثلاً للولايات المتحدة واثنين من مسؤولي المخابرات أعلنوا أن إسرائيل تقف وراء الهجوم. وكانت هناك تقارير في وسائل الإعلام الأمريكية عن نقل وحدة بحرية أمريكية إلى الخليج العربي.

 

ألمانيا تدعو إلى ضبط النفس

 

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على ضبط النفس.

 

وقال متحدث باسم وكالة الأنباء الألمانية يوم الجمعة في نيويورك "ندعو إلى ضبط النفس ونرى أنه من الضروري تجنب الإجراءات التي قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة".

 

 وذكّر سفير إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تاخت، جوتيريش في رسالة بأنّ العديد من العلماء الإيرانيين قُتلوا في هجمات في السنوات الأخيرة.

 

ورأى مراقبون من طهران الهجوم على أنه محاولة من قبل إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنسف بداية جديدة في العلاقات بين طهران وواشنطن.

 

 وغرّد المحلل السياسي الإيراني محسن ميلاني على تويتر: "لم يكن مجرد هجومًا على العالم النووي، ولكن على الجهود الدبلوماسية التي كان من المقرر بذلها في كلا البلدين بعد تولي جو بايدن منصبه".

 ودعت ألمانيا جميع الأطراف إلى تفادي خطوات من شأنها أن تزيد التصعيد في الشرق الأوسط على خلفية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في طهران.

 

ونقلت وكالة "رويترز" اليوم السبت عن متحدث باسم الخارجية الألمانية تحذيره في بيان اليوم السبت من أنّ اغتيال العالم النووي البارز يزيد الوضع في المنطقة تعقيدًا، داعيًا جميع الأطراف إلى عدم التصعيد".


 رابط النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان