رئيس التحرير: عادل صبري 12:43 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

من عمان إلى مسقط.. لماذا يرحب «الكلاسيكيون» العرب بإدارة بايدن؟

بعد حقبة ترامب..

من عمان إلى مسقط.. لماذا يرحب «الكلاسيكيون» العرب بإدارة بايدن؟

أيمن الأمين 24 نوفمبر 2020 13:57

بعد 4 سنوات عجاف شهدتها علاقة بعض الدول العربية مع إدارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، سواء بسبب توتر العلاقات تارة، أو "لعنجهية" إدارة ترامب، تعول بعض الدول العربية على الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن، الذي ينتمي إلى المدرسة "الدبلوماسية الكلاسيكية" الأمريكية.

 

هذه المدرسة هي المفضلة للعديد من الدول العربية، كما هو الحال الأردن أو سلطنة عمان أو المغرب أو الكويت، فضلا عن تفاؤل فلسطيني بنهاية حقبة ترامب، بغض النظر عن البديل، وإن كانت مواقف بايدن أفضل بالكثير من سلفه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

 

آلية إدارة الملفات العربية بالنسبة للساكن الجديد بالبيت الأبيض "جو بايدن"، رما تكون أكثر قوبلا لدى بعض القادة العرب، تحديدا من ليس لهم عداوات أو مواقف مع الإدارة الجديدة.

 

لم تخفِ بعض الدول العربية ارتياحها من خسارة ترامب، حيث كانت فلسطين، أول الدول التي رحبت بفوز جو بايدن، لما لاقوه من ظلم وغطرسة لإدارة ترامب لقضيتهم، فالرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قدم للصهاينة ما لم يقدمه أسلافه من رؤساء أمريكا، فقد منح القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ودعم بناء المستوطنات، وأراد فرض ما يعرف بصفقة القرن الجائرة، وغيرها من القوانين الجائرة ضد الفلسطينيين.

 

وعلى صعيد التضييق الاقتصادي على الفلسطينيين، بدأت واشنطن في 16 يناير 2018، تقليص مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ثم في 3 أغسطس 2018، قررت قطع كافة مساعداتها، ومنذ ذلك الوقت، تعاني "أونروا" من أزمة مالية خانقة، أثرت على تقديم مساعداتها للفلسطينيين.

 

 

ومع إعلان النتائج الأولية بفوز بايدن، لم يتوقف عدد من المسؤولين الإسرائيليين في التعبير عن قلفهم من احتمال ممارسة إدارة بايدن ضغوط على إسرائيل في القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن تسعى إلى مفاوضات مع إيران حول اتفاق نووي جديد.

 

وفي الوقت ذاته يقول هؤلاء المسؤولون إنه سيتم الحفاظ على علاقات العمل الحميمة بين الأجهزة المهنية في الدولتين، وان التعاون الوثيق الحاصل بين وزارة الأمن الإسرائيلية ووزارة الدفاع الأميركية، الجيشين وأجهزة الاستخبارات، الذي تم الحفاظ عليها في الماضي أيضا بعد تغير الإدارات في واشنطن، ولن تتضرر من جراء تغيير الحكم، باستلام جو بايدن مهمته.

 

القلق الإسرائيلي يتعلق باحتمال استئناف بايدن العمل بالاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحب منه دونالد ترامب، ورغم ذلك فإن ترامب أعلن أنه في حال فوزه بولاية ثانية، سيسعى إلى التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران. مع ذلك فان التخوف الإسرائيلي هو أن يوافق بايدن على اتفاق مشابه للاتفاق الأصلي، الموقع في نهاية إدارة باراك أوباما، عام 2015.

 

والقلق الآخر الذي تخشاه إسرائيل هو استئناف الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل تقديم تنازلات للفلسطينيين، لكن القلق الإسرائيلي في الأساس هو أن سياسة أميركية كهذه من شأنها أن تعرقل جهود التطبيع التي بدأت مع الإمارات والبحرين والسودان، وأن أي ضغط في هذا المسار كما تدعي إسرائيل سيعرقل جهود إسرائيل بإقناع دول سنية معتدلة بتحويل علاقاتها مع إسرائيل إلى علاقات علنية.

 

 

على الجانب الآخر، يأمل الأردن أن تتخذ فترة حكم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن منحى إيجابيا نحو حدوث انفراجات في عدد من الملفات الحارقة التي أرقته خلال ولاية دونالد ترامب وأبرزها ملف القضية الفلسطينية وما تفرع عنها من صفقة القرن، وتمويل منظمة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ومحاولات المساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.

 

وقال الديوان الملكي الأردني في تغريدة على تويتر إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عبر في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عن "تطلعه إلى العمل معه لتوطيد علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والبناء عليها لتوسيع التعاون في مختلف المجالات، وبما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

 

وتؤثر السياسة الخارجية للبيت الأبيض على الأردن في ما يتعلق بعملية السلام والقضية الفلسطينية والأزمة في سوريا، وعانت عمان في عهد إدارة ترامب من الانحياز الأميركي لإسرائيل بإعلانها صفقة القرن وإنهاء حل الدولتين، ووقف تمويل الأونروا في دولة تستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين.

 

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد عارض خطة الضمّ الإسرائيلية، وقال إن أيّ إجراء إسرائيلي أحادي لضم أراض في الضفة الغربية هو أمر مرفوض، ويقوّض فرص السلام والاستقرار في المنطقة.

 

ويرى محللون أن دوائر عدة في الولايات المتحدة لا تزال تنظر باهتمام إلى العلاقة مع عمان التي شابها الفتور في الآونة الأخيرة.

 

 

ويشير المحللون إلى أن التراجع المسجل على المستوى الدبلوماسي في العلاقات الأردنية الأميركية يمكن النظر إليه من خلال سياقات تاريخية، إذ أن علاقة عمان لطالما كانت قوية مع القادة الديمقراطيين وفاترة مع الجمهوريين، لذلك أمل صناع القرار في المملكة في فوز الديمقراطي جو بايدن، عكس العديد من الأنظمة في المنطقة التي كانت تميل لفوز دونالد ترامب بولاية ثانية.

 

وكانت الولايات المتحدة قد صنفت الأردن كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي في العام 1996، ما مكن المملكة من تصدر قائمة الدول العربية من حيث الحصول على مساعدات أميركية لأغراض دفاعية.

 

ويرتبط الأردن بتاريخ طويل من العلاقات الدفاعية المتقدمة مع الولايات المتحدة تكرست في السنوات الماضية في سياق الحرب على تنظيم داعش، وخلال الصراع في الجنوب السوري.

 

وتعتمد المملكة على المساعدات الأميركية في تمويل الخزينة وقطاعات أخرى، إذ وقعت الولايات المتحدة في 2017 مذكرة تفاهم تعهدت بتقديم 1.275 مليار دولار سنويا من المساعدات الخارجية الثنائية خلال السنوات "2018 إلى 2022"، أي ما مجموعه 6.375 مليار دولار.

 

 

وتكتسي المساعدات الأميركية أهمية قصوى بالنسبة للأردن في ظل الوضع الاقتصادي والمالي الصعب للمملكة الذي ازداد تعقيدا مع أزمة تفشي وباء كورونا.

 

وعينت الولايات المتحدة مؤخرا سفيرا جديدا في الأردن هو السفير هنري ووستر، بعد انقطاع دام ثلاث سنوات ونصف السنة، وقال السفير الجديد خلال لجنة الاستماع في الكونغرس الأميركي "أنظر إلى الأردن بصفته شريكا استراتيجيا لأكثر من 70 عاما وأنا فخور بالمساهمة في هذه الشراكة وسعيد بالعودة لمواصلتها".

 

وفي المغرب، تظل الدبلوماسية الكلاسيكية بين الرباط وواشنطن أحد أبرز المحطات في تاريخ العلاقات بين البلدين.

 

 

وبعد فوز بايدن، تفاعل المغاربة في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع فوز بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتداولوا مقاطع لزيارته للمغرب في عام 2014، التي كان قد تحدث فيها عن عمق العلاقات التاريخية، التي تجمع بين البلدين، إذ يعتبر المغرب أول بلد في العالم اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن بريطانيا.

 

أما سلطنة عمان، فقد شهدت فترة صعود دبلوماسي غير مسبوقة خلال فترة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، بعدما لعبت دور الوسيط الموثوق فيه خلال المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران من أجل التوسط إلى الاتفاق النووي، الذي ألغاه ترامب بجرة قلم.

 

وعلى النقيض من ذلك، فإن أجواء التوتر والاضطراب التي دعمتها إدارة ترامب، سواء بدعمها الحرب في اليمن، أو بدفع الأمور مع إيران إلى حافة الهاوية، أثارت قلقا واسعا في مسقط، التي تراهن دوما على لغة الحوار ودبلوماسية الأبواب المغلقة لحل الخلافات في المنطقة.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان