"لماذا سيتواصل جو بايدن مع الصين؟.. بهذا التساؤل، جاء عنوان تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية حول مستقبل العلاقات بين واشنطن وبكين في ظل بيت أبيض يحكمه المعسكر الديمقراطي.
وأجابت المجلة على التساؤل الذي يشغل بال الكثيرين وعما إذا ما كان الرئيس المنتخب سينتهج موقف الصقر أم الحمامة في علاقته بالدولة الآسيوية.
وأضافت: "رغم تعهد بايدن السابق بانتهاج خط متشدد تجاه الصين لكن سجل العلاقات الخارجية له بالإضافة إلى الظروف المحيطة برئاسته المقبلة يرسمان معا صورة مختلفة".
ومضت تقول: "في أواخر صيف 2019، رفض بايدن مفهوما مفاده أن الصين تشكل تهديدا اقتصاديا أو غيره على الولايات المتحدة".
وأثناء حدث سياسي في أيوا قال بايدن: "هل ستأكل الصين غداءنا؟ إنهم ليسوا أشخاصا سيئين. وليسوا في تنافس معنا".
وفي وقت لاحق، انتهج بايدن لهجة أكثر صرامة قائلا :"في الوقت الذي يهاجم فيه ترامب أصدقاءنا، تمضي الصين قدما من أجل مصلحتها في أرجاء العالم".
وعلاوة على ذلك، واصل بايدن اتباع طريق ترامب في وصف الصين بالمنافس مرات عديدة خلال الشهور التي سبقت الانتخابات.
ورأت المجلة أن تغيير اللهجة تجاه الصين كان مجرد إستراتيجية انتخابية من بايدن لتحصين نفسه من اتهامات التساهل مع بكين.
لكن ناشيونال إنترست لاحظت أن بايدن وصف الصين بالمنافس لكنه وصف روسيا بالخصم ولم يخف سرا اعتزامه مواجهة ومعاقبة موسكو مستغلا جبهات عديدة مثل تدخلها في الانتخابات الرئاسية وتدخلاتها في أوكرانيا.
ومضت تقول: "إدارة بايدن القادمة تملك كافة الأسباب التي تجعلها تدق إسفينا يزعزع الشراكة المتزايدة بين روسيا والصين".
وتوقعت المجلة أن يحدث ذلك من خلال إعادة بدء العلاقات الأمريكية مع الصين في نطاق محدود.
وزاد قائلا: "لا تملك قيادات الحزب الديمقراطي أي شهية لمواصلة صراع واسع النطاق مع الصين تلك السياسة التي اقترنت بإدارة ترامب على مدار الأعوام الأربعة الماضية".
وعلاوة على ذلك، والكلام لناشيونال إنترست، فإن شركات التكنولوجيا والبيزنس العملاقة التي أيدت باكتساح حملة بايدن ستلحق بها خسائر كبيرة إزاء أي جهود تستهدف انفصال الاقتصادين الأمريكي والصيني أو شن حرب تجارية ضد بكين.
وفسرت ذلك قائلة: "لا تقتصر استفادة شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى على سلاسل الإمداد التي تتكامل بشكل عميق مع الصين لكنها تستفيد كذلك من هذا الفيض من العمال الصينيين الماهرين".
أضف إلى ذلك، فإن بعضا من هذه الشركات يعتمد بدرجة عميقة على أسواق الاستهلاك الصينية.
وتوقعت المجلة أن يلجأ بايدن إلى الترويج للمزيد من التقارب الاقتصادي بين البلدين من خلال تخفيض أو إلغاء التعاريف الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على المنتجات الصينية.
وفيما يتعلق بالمنظورين الأمني والاقتصادي، لا يوجد أي حافز سياسي أو إستراتيجي لإدارة بايدن لمناهضة الصين.
وبالمقابل، قد يستهدف بايدن الحزب الشيوعي الصيني بعقوبات تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في مقاطعة شينجيانج.
وقد تواصل الولايات المتحدة في عهد بايدن سياستها الراسخة وتطلق المزيد من النداءات من أجل تشكيل جبهة عالمية موحدة ضد "الممارسات الصينية التجارية غير العادلة" واتخاذ خطوات إضافية لحماية الملكية الفكرية.
وقد يواصل بايدن في صمت بعضا من سياسات عهد ترامب مثل تقوية العلاقات الأمريكية بالهند بهدف إحداث توازن ضد التوسع الصيني بمنطقة "إندو باسيفيك".
يذكر أن الصين قدمت التهنئة لبايدن بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية بعد أيام من الصمت.