رئيس التحرير: عادل صبري 01:34 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«التعبئة الشعبية».. أحدث أوراق أديس أبابا في معركة تيجراي

«التعبئة الشعبية».. أحدث أوراق أديس أبابا في معركة تيجراي

العرب والعالم

حملة تبرع بالدم في أديس أبابا

«التعبئة الشعبية».. أحدث أوراق أديس أبابا في معركة تيجراي

متابعات 12 نوفمبر 2020 19:33

مع احتدام المعارك بين الجيش الإثيوبي وقوات إقليم تيجراي، في شمال البلاد، لجأت الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا إلى ورقة التعبئة الشعبية، من أجل إيصال رسالة للعالم بأنَّ هناك التفافًا شعبيًا حول قرار رئيس الوزراء أبيي أحمد بتحويل الصراع السياسي مع جبهة تحرير تيجراي من مواجهة عسكرية طاحنة.

 

وبدأ مئات الإثيوبيين التبرع بالدم اليوم الخميس في أديس أبابا بدعوة من السلطات التي أعلنت 150 شخصًا في العاصمة "من عرقيات مختلفة يشتبه في تجهيزهم هجمات إرهابية بأوامر من جبهة تحرير شعب تيجراي" التي تقود المنطقة الواقعة شمال البلد.

 

وعلى عكس تنظيمها حملات التبرع بالدم، تراجعت السلطات البلدية في أديس أبابا، بحسب موقع فرانس 24، عن الدعوة إلى لتنظيم تظاهرة دعم للعملية العسكرية التي أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد انطلاقها في 4 نوفمبر ضد "جبهة تحرير شعب تيجراي".

 

تقدير الجيش

وقالت رئيسة بلدية العاصمة أدانيش أبيبي لوكالة فرانس برس أثناء تبرعها بالدم إن "الهدف من التبرع بالدم هو إظهار التقدير لجيشنا". وأكدت أن الشعب الإثيوبي، المكوّن من فسيفساء عرقية، يقف صفا واحدا ضد الجبهة التي تمثل أقلية تيجراي (6 بالمائة من بين أكثر من 100 مليون إثيوبي، لكن يصعب إثبات هذا القول).

 

ويسود استياء كبير خاصة في صفوف عرقيتي أورومو والأمهرة الأكبر في البلد تجاه "جبهة تحرير شعب تيجراي" التي كانت تتمتع بسلطة واسعة طوال نحو ثلاثة عقود سيطرت خلالها على المؤسسات السياسية والأمنية في إثيوبيا.

 

بعد أن همّشها تدريجيا أبيي أحمد المنتمي إلى عرقية الأورومو منذ صار رئيسا للوزراء عام 2018 إثر احتجاجات شعبية، بدأت "جبهة تحرير شعب تيجراي" منذ أشهر تتحدى الحكومة المركزية. ومن بين أبرز مظاهر التحدي كان تنظيم انتخابات في منطقة تيجراي اعتبرته أديس أبابا "غير شرعي".

 

مبررات الحكومة

ويؤكد أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019 أن العملية العسكرية تهدف إلى تركيز "مؤسسات شرعية" في المنطقة بدل الجبهة التي يتهمها بمهاجمة قاعدتين للجيش الإثيوبي في الإقليم رغم نفيها ذلك.

 

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي، اليوم الخميس على صفحته في فيسبوك أن القوات الفدرالية "حررت" تيجراي الغربية، وهي إحدى المناطق الإدارية الستّ في الإقليم إلى جانب عاصمته ماكيلي وضواحيها، وسيطرت على بلدة شيرارو المجاورة لها. واتهم أحمد الجبهة بـ"الوحشيّة"، وأكد اكتشاف "جثث جنود أعدموا وأيديهم وأرجلهم مقيّدة".

 

ومن الصعب التثبت من هذه التصريحات من مصدر مستقل بسبب تعطيل الاتصالات في المنطقة والقيود المفروضة على تنقلات الصحافيين، كما لم ترد "جبهة تحرير شعب تيجراي" على الاتهامات الموجهة لها.

 

غموض وعزلة

ما يزال نطاق المعارك وحصيلتها مجهولين حتى الساعة، لكن الجيش الإثيوبي أكد شنّ عدة ضربات جوية ضد أهداف عسكرية شملت خاصة "مخازن أسلحة ومحروقات".

 

وأفاد أحد سكان ماكيلي وكالة فرانس برس أمس الأربعاء أن الجيش الإثيوبي ضرب أهدافا قريبة من العاصمة الإقليمية خلال بداية عمليته. وأضاف أنه في المدينة "لا تعمل الاتصالات السلكية واللاسلكية وأقفلت البنوك والإدارات الفدرالية (...)، لكن المؤسسات الإقليمية تعمل بشكل عادي".

 

وأوضح أن "المتاجر مفتوحة وأعيد فتح سوق المدينة والناس بصدد تخزين الغذاء"، وأشار إلى أن سيارات الأجرة تتجول بصعوبة بسبب نقص الوقود.

 

من جانبه، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير نشره الأربعاء من أنه لا توجد حاليا "طريقة لإيصال الغذاء والدواء وإمدادات طوارئ أخرى إلى المنطقة". وقال المكتب إن "قلقه يتزايد حيال حماية المدنيين (...) الواقعين بين شقي رحى" في تيجراي.

 

وعبر نحو 11 ألف إثيوبي الحدود في اتجاه السودان هربا من المعارك في تيجراي، وفق ما أعلنت الوكالة السودانية المكلفة شؤون اللاجئين.

 

وساطة سودانية

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد دعا الأربعاء طرفي النزاع في إثيوبيا إلى "إيقاف النزاع (...) بأسرع ما يمكن والعودة إلى التفاوض السلمي وتجنب الحروب"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السودانية. لكن الحكومة الإثيوبية كررت الخميس أنه لا يمكن معالجة أو تدارك "وحشية" الجبهة عبر "الجلوس إلى طاولة التفاوض".

 

وجاء في وثيقة حول العملية العسكرية وزعها مكتب أبيي أحمد أن "المفاوضات لا معنى لها إلا في وجود نية حسنة ورغبة في السلام". وأضافت الوثيقة أن "الحكومة اليفدرالية مصممة على إنفاذ القانون في المنطقة". وأقر النواب الإثيوبيون خطة لتنصيب "إدارة تصريف أعمال" في تيجراي.

 

وصوت النواب اليوم الخميس لرفع الحصانة عن 39 عضوا منتمين إلى الجبهة بينهم رئيس الإقليم دبرصيون جبراميكائيل. لكن أثر هذا الإجراء يبدو غير واضح بالنظر إلى الاستقالة الجماعية لنواب "جبهة تحرير شعب تيجراي" الشهر الماضي.

 

وحذر مراقبون دوليون من مخاطر حرب أهلية في إثيوبيا، وذلك بسبب الصراع المحتدم في منطقة تيجراي والذي قد يؤدي لزعزعة استقرار القرن الإفريقي المضطرب بالفعل.

 

وخلال الأشهر القليلة الماضية، ارتفع منسوب التوتر بين الحكومة والجبهة التي تطالب بالانفصال، بسبب اتهامات متبادلة بالسعي لتحقيق أهداف سياسية باستخدام السلاح.

 

وعلى مدار أعوام مضت حظي مواطنو الولاية بأغلب مواقع السلطة إلى حين تم انتخاب أبي أحمد رئيسا للوزراء في 2018.

 

شارك

غرًد

طباعة

العرب والعالم

صراع تيجراي يحتدم بإثيوبيا ومخاوف من حرب أهلية

لقاء سوداني إريتري.. وحمدوك يدعو للتفاوض السلمي

إثيوبيا.. خيانة بصفوف الجيش مع تصاعد مواجهات تيجراي

كريم صابر11 نوفمبر 2020 21:14

كشفت وسائل إعلام إثيوبية، اليوم الأربعاء، عن إلقاء السلطات القبض على ضباط عسكريين بتهمة «الخيانة والتواطؤ» مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، فيما جرى لقاء سوداني إريتري في الخرطوم بين مسؤولين كبيرين مع تصاعد مواجهات الإقليم الإثيوبي.

 

وأفادت إذاعة "فانا" الإثيوبية ـ مقربة من الحكومة، بأن 17 ضابطا عسكريا أُلقي القبض عليهم لتهيئتهم "أرضية خصبة" للمجلس العسكري للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بهدف تنفيذ هجوم على قوات الدفاع الوطني.

 

وأوضحت مفوضية الشرطة الفيدرالية أنّ الضباط الموقوفين ارتكبوا الخيانة من خلال خلق ظروف مواتية للجبهة الشعبية بعد قطع أنظمة الاتصال بين القيادة الشمالية والقيادة المركزية.
 

 

وأضافت المفوضية: "بصرف النظر عن المسؤولية التي أوكلتها إليهم الحكومة والشعب الإثيوبي وجيش الدفاع، انضموا إلى مؤامرة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي من خلال تعريض قوات الدفاع للهجوم" وفقا لما نقلته وكالة الأناضول.

 

ومن بين الموقوفين، جبريميدين فيكادو، الملقب بـ "ويدي نيشو"، الذي ألقي القبض عيه بعد العملية المشتركة التي نفذها جيش الدفاع وقوات الشرطة الاتحادية.

 

إثيوبيا تنفي مشاركة إريتريا بعملياتها العسكرية

في سياق متصل، نفت إثيوبيا، ادعاءات "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" بشأن مشاركة إريتريا في العملية العسكرية الجارية في الإقليم الإثيوبي.
 

وصرح المدير عام لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، اللواء محمد تيسيما  بأن "ادعاءات" الجبهة بأن الجيش الإريتري يشارك في العملية العسكرية الجارية لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية "لا أساس لها من الصحة".

 

ونوه إلى أن الجبهة "تحاول خداع الجمهور في ظروف مختلفة"، وأن "مثل هذه التصريحات هي جزء من افتراءات تهدف إلى إحداث ارتباك حول الواقع على الأرض".

  

لقاء سوداني إريتري 

في سياق آخر، شهدت الخرطوم، لقاءً بين مسؤولين من السودان وإريتريا، تزامنًا مع تصاعد المواجهات في إقليم تيجراي الإثيوبي حيث التقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ومبعوث الرئيس الإريتري يماني قرايب، ووزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، بالقصر الرئاسي.

 

وبحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا) أوضح بيان لمكتب إعلام مجلس السيادة السوداني أن "اللقاء تطرق للعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين"، كما اتفقا "على أهمية العمل الإفريقي المشترك وتوحيد وجهات النظر في القضايا التي تهم المنطقة".


حمدوك يدعو للتفاوض السلمي
بدوره، دعا رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، اليوم الأربعاء، أطراف النزاع في إثيوبيا إلى التفاوض السلمي وتجنب الحرب.


ولدى لقائه مبعوث الرئيس الإريتري يماني قبراب، ووزير الخارجية عثمان صالح، بمقر مجلس الوزراء السوداني، أكد حمدوك أهمية الأمن الإقليمي والعمل على إيقاف النزاع في إثيوبيا بأسرع ما يمكن، والعودة للتفاوض السلمي وتجنب الحروب.  

 

وتزامنت زيارة المبعوث الإريتري ووزير خارجيتها مع التطورات المتصاعدة في إقليم تيجراي الإثيوبي، على الحدود مع السودان وإريتريا.

 

وأمس الثلاثاء، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، دعم الخرطوم للحكومة الإثيوبية في مواجهة الظروف التي تمر بها لدى لقائه، في الخرطوم، مبعوث رئيس الوزراء الإثيوبي مستشار الأمن القومي قدو أندار كاجو.

 

وحذر مراقبون دوليون من مخاطر حرب أهلية في إثيوبيا، وذلك بسبب الصراع المحتدم في منطقة تيجراي والذي قد يؤدي لزعزعة استقرار القرن الإفريقي المضطرب بالفعل.

 

وقبل يومين قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ردًا على ذلك: إنه «لا أساس للمخاوف من انزلاق إثيوبيا إلى الفوضى وسننهي عمليتنا من أجل إنفاذ القانون كدولة ذات سيادة».

 

وذكرت مصادر عسكرية أنّ الصراع في إقليم تيجراي، أسفر عن مقتل مئات الأشخاص . 

للمزيد من التفاصيل اقرأ أيضًا:  فيديو| صراع تيجراي بإثيوبيا.. هل يزعزع استقرار القرن الإفريقي؟

 

ويشهد إقليم تيجراي معارك عسكرية بين القوات الفيدرالية و"الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي"، أدت إلى نزوح عشرات الإثيوبيين من الإقليم، وإقليم أمهرة المجاور باتجاه ولاية القضارف السودانية.

 

وهيمنت "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" على الحياة السياسية في إثيوبيا لنحو 3 عقود، قبل أن يصل آبي أحمد إلى السلطة، عام 2018، ليصبح أول رئيس وزراء من عرقية "أورومو".

 

وانفصلت "الجبهة" التي تشكو من تهميش عن الائتلاف الحاكم، وتحدت آبي أحمد، بإجراء انتخابات إقليمية في سبتمبر الماضي، وصفتها الحكومة بأنها "غير قانونية"، في ظل قرار فيدرالي بتأجيل الانتخابات في ظل جائحة كورونا.

 

وخلال الأشهر القليلة الماضية، ارتفع منسوب التوتر بين الحكومة والجبهة التي تطالب بالانفصال، بسبب اتهامات متبادلة بالسعي لتحقيق أهداف سياسية باستخدام السلاح.

 

وعلى مدار أعوام مضت حظي مواطنو الولاية بأغلب مواقع السلطة إلى حين تم انتخاب أبي أحمد رئيسا للوزراء في 2018.

 


اضطرابات عرقية

وتخشى دول المنطقة من أن تتصاعد الأزمة إلى حرب شاملة في ظل حكم أبي، الذي نال جائزة نوبل للسلام عام 2019 لإنهائه صراعا دام عقودا مع إريتريا، لكنه اضطر لمواجهة تفجر اضطرابات عرقية.

 

وتصاعد التوتر مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي منذ سبتمبر عندما أجرى الإقليم انتخابات برلمانية في تحد للحكومة الاتحادية، التي وصفت التصويت بأنه "غير قانوني". 

 

وقالت مصادر: إن جهودا تُبذل خلف الكواليس لتشجيع الطرفين على الدخول في محادثات بضغط من الاتحاد الأفريقي. لكن المبادرة قوبلت بمقاومة من أديس أبابا التي تصر على ضرورة القضاء على التهديد الذي تمثله الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، بحسب وكالة رويترز.

 

والنزاع مع تيجراي ليس الوحيد في إثيوبيا، فقد شهدت البلاد في يوليو الماضي أكثر الاضطرابات صخبًا في ولاية أوروميا، حيث اندلعت موجات من الاحتجاجات منذ مقتل فنان وناشط شهير من الأورومو في العاصمة أديس أبابا.
 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان