رئيس التحرير: عادل صبري 10:29 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

صحيفة نمساوية: أمريكا قوة عظمى مارقة تتجه نحو السقوط

صحيفة نمساوية: أمريكا قوة عظمى مارقة تتجه نحو السقوط

العرب والعالم

الجش الأمريكي

صحيفة نمساوية: أمريكا قوة عظمى مارقة تتجه نحو السقوط

احمد عبد الحميد 05 نوفمبر 2020 00:40

وصفت صحيفة "فيينر تسايتونج" النمساوية الولايات المتحدة بالقوة العظمى المارقة، مشيرة إلى أنّ الدولة الاقوى في العالم تتهاوى.

 

 وأوضحت الصحيفة أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك أقوى جيش في العالم وقيادة في قطاع التكنولوجيا الفائقة، إلا أنّ الاتجاه الحالي يشير إلى انحدار القوة العظمى، ويتضح ذلك من خلال النبرات العدوانية لبعض الدوائر السياسية في واشنطن، والتي لا توحي بأنّ الولايات المتحدة تستطع تدارك تدهورها.

 

وتطرقت الصحيفة إلى تحليل عالم السياسة الأمريكي مايكل بيكلي، والذي وصف الولايات المتحدة بأنها "قوة عظمى مارقة"، وذلك بغض النظر عن الرئيس الذي يحكمها، مشيرًا إلى أن واشنطن دمرت مصطلح "التعددية".

 

وسلطت الصحيفة الضوء على مشاكل أمريكا التي تتعمق أكثر فأكثر، إذ لم تعد هي الدولة المشرقة التي أشار إليها الرئيس السابق رونالد ريجان.

 

واستطرد التقرير: "تجلى الظلام الأمريكي خلال أزمة كورونا التي فضحت البنية التحتية الأمريكية التي لا تفي بالمعايير الغربية والنظام الصحي والنظام التعليمي الغربي".

 

لم تعد القوة العظمى الوحيدة

 

وانتقلت الصحيفة إلى تحليل للجيوسياسي الأمريكي زبيجنيو بريجنسكي، والذي رأى أنّ واشنطن فقدت الكثير من مكانتها، ولم تعد "القوة العالمية الوحيدة".

 

وأوضح بريجنسكي أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تتحدى الآن الصين بسبب موقعها كقوة اقتصادية رائدة في العالم، وهذا يدل على مخاوف أمريكية من فقدان دور الزعامة.

 

وتابعت الصحيفة أنه "في حين أنّ روسيا تطوّر جيشها وتتفاعل بقوة تجاه سياسة التوسع التي ينتهجها الغرب على حدودها، تقف الولايات المتحدة عاجزة.

 

بالإضافة إلى ذلك، هناك قوى ناشئة مثل الهند وإيران، ظهرت على الساحة العالمية جراء غزو الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش للعراق، وبعدها بدأ العالم غير منظم ومتعدد الأقطاب، وكان لترامب دورًا في ذلك من خلال نهجه غير الدبلوماسي، بحسب التقرير.

 

هاينتس جارتنر، الخبير الأمريكي في معهد فيينا الدولي للسلام ، يرى أنّ "انسحاب الولايات المتحدة من الساحة الدولية كان أكثر من سياسة شكلية لإرضاء الجناح الانعزالي للجمهوريين"، كما لم يكن نابعًا من رغبة واشنطن في السلام، لأنّ القوات الأمريكية لا تزال متمركزة في أفغانستان والعراق، كما تتواجد حتى الآن القوات الخاصة الأمريكية في سوريا.

 

وأضاف جارتنر في مقابلة مع الصحيفة النمساوية: تخلّت أمريكا فقط عن دور حماية الأكراد، الأمر الذي قاد إلى فقدان مصداقية أمريكا في الشرق الأوسط، ومع إيران وكوريا الشمالية، وكانت الولايات المتحدة في عهد ترامب على وشك الحرب، كما كانت في عهد سلفه باراك أوباما، الذي تدخل في ليبيا وأغرق البلاد في الفوضى.

 

مبدأ الحرب بكل الوسائل

 

 تتبنى الولايات المتحدة نهجًا عالميًا يتوافق مع وجهة نظر الفيلسوف الإنجليزي، توماس هوبز، والذي يرى أنّ واشنطن تحارب بكافة الوسائل وفي كل الاتجاهات.

 

واستدرك التقرير: " أظهر دونالد ترامب بشكل لافت للأنظار على مدى السنوات الأربع الماضية سياسة الحرب بكل الوسائل، لا سيما بالضغط بالعقوبات الاقتصادية والحروب التجارية المؤثرة للغاية، لكن من الناحية العسكرية، لم ينشط الرئيس الجمهوري باستثناء توجيه واشنطن ضربتين عسكريتين قصيرتين في سوريا تشبهان نوعًا من الطلقات التحذيرية".

 

وعلى النقيض من ذلك، بدا ترامب وكأنه ينفذ الوعود التي تعهد بها في حملته الانتخابية، وأبرزها سياسة الانسحاب من مناطق الأزمات مثل سوريا أو أفغانستان، والتركيز على الانعزالية، ما أدى إلى خلق مساحة للقوى المنافسة مثل روسيا في سوريا .

 

ذعر في أوروبا

 

 

كان التحالف الغربي ثابتًا وموثوقًا به في السياسة الدولية لعقود من الزمن، وهو تحالف بدا منظمًا وكان يتوسع أيضًا شرقاً، لكن سياسة ترامب غير العاطفية تجاه القارة العجوز، والتي نبعت من مصالح خاصة في المقام الأول، تسببّت في حالة من الذعر بين العديد من شركاء الناتو الأوروبيين.

 

أوضحت الصحيفة أنّ ترامب كان يعتقد بشكل خاطىء أنّ شركاء الناتو الأوروبيين يرغبون في الاستفادة من الضمانات الأمنية للولايات المتحدة، لكنهم لا يريدون إنفاق أموال كافية لأمنهم.

 

سمعة الولايات المتحدة

 

لفت التقرير إلى تضرر سمعة القوة العظمى على مدى السنوات الأربع الماضية، وعزا ذلك لسياسة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، والذي دمّر دور الولايات المتحدة كقوة رائدة في العالم .

 

 ورأى أنّ ترامب أساء إلى حلفائه بسياسة "أمريكا أولاً"، إذ أثار الملياردير، حاكم البيت الأبيض، على مدى السنوات الماضية، حروبًا تجارية ليس فقط مع المنافس الرئيسي الصين، ولكن أيضًا مع الاتحاد الأوروبي، الذي كان يعتبره منافسًا وليس حليفًا، لدرجة أنّ الضمان الأمني ​​الذي قدمته الولايات المتحدة لأوروبا لعقود أصبح موضع تساؤل، ولذا وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الناتو بأنه "ميت إكلينيكيا".

 

 رابط النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان