كان الهدف من زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى تل أبيب، بيع المزيد من الأسلحة لإسرائيل، إذ يجب أن تحافظ تل أبيب على تفوقها العسكري بعد حصول الإمارات على طائرات مقاتلة حديثة من طراز إف 35، وذلك بحسب تقرير صحيفة فرانكفورتر الجماينه الألمانية، والذي جاء تحت عنوان "سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط".

وأضافت الصحيفة أنّ واشنطن مستعدة لبيع إسرائيل سربًا آخرًا من طائرات إف 35، إلى جانب طائرات إف 15، والمزيد من المروحيات والذخيرة، بجانب أثقل قنبلة من طراز بونكر بوستر "Bunker Buster"،  والتي يمكن استخدامها ضد المنشآت النووية في إيران في الجبال.

 ولأن هناك الآلاف من المنشآت العسكرية حول العالم المحصنة ضد الهجمات التقليدية مثل الكهوف في أفغانستان والمخابئ الخرسانية الضخمة المدفونة في أعماق الرمال في إيران، طوّر الجيش الأمريكي عدة أسلحة مختلفة لمهاجمة هذه القلاع تحت الأرض، ومن بينها القنابل، المعروفة باسم قاذفات القنابل "Bunker Buster"، والتي تخترق عمق الأرض وعشرات الأقدام من الخرسانة قبل انفجارها، وجعلت هذه القنابل تدمير المنشآت التي كان من المستحيل مهاجمتها، سهلًا.

لذلك يمكن أن يبدأ سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط، ولن يكون ذلك سابقة، لأنّه بعد اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979، تلقّت القاهرة مساعدات عسكرية مكثفة من واشنطن، بينما تسلمت الأردن الطائرات المقاتلة إف 16 بعد اتفاق السلام 1994، والآن يضع دونالد ترامب ثقة مماثلة في أبو ظبي، وفقًا للتقرير.

 وقال توني بلينكين، مستشار السياسة الخارجية للمرشح الديمقراطي بايدن، يوم الأربعاء الماضي، إنّه "يتعين على حكومة بايدن أن تنظر بعناية شديدة فيما يتعلق بصفقة الإمارات"، آملا بشدة ألا يندفع ترامب إلى أي شيء وألا يتجاوز الكونجرس.

وفي طريق عودته من الهند، توقّف وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في تل أبيب لبضع ساعات، وفي إسرائيل، ألقى "إسبر" يوم الخميس الماضي نظرة على نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي.

 وللمرة الثالثة في أكتوبر، يلتقى "إسبر" بوزير الدفاع بيني غانتس، لكن في هذه المرة، كان الأمر يتعلق ببيع المزيد من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل كتعويض عن بيع واشنطن طائرات إف ٣٥ للإمارات العربية المتحدة.

ولأن أحد أثمان التطبيع بين إسرائيل والإمارات هو تسليم أحدث طائرة مقاتلة أمريكية من طراز F-35 إلى أبو ظبي ، التي تمتلكها إسرائيل فقط في الشرق الأوسط حتى الآن، أكد كل من وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأسبوع الماضي موافقة إسرائيل على الصفقة في بيان مشترك، ولذلك من المفترض أن يضمن قانون أمريكي لإسرائيل تفوق عسكري نوعي في المنطقة، حتى تمرر تل أبيب صفقة الإمارات.

وبدوره، نفى نتنياهو في بيان خاص أن تكون صفقة F-35 جزءًا من الاتفاق مع الإمارات، وهذا لم يعجب غانتس بشكل خاص، لأنّه كان قد أشار علنًا بعد توقيع اتفاقية التطبيع مع الإمارات إلى أنّه تم التفاوض مع الإمارات على بيع أسلحة متطورة، وهي حقيقة معروفة للممثلين الإسرائيليين، لكنّها مخفية عن وزارة الدفاع، مما يشير إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية تبدو منقسمة في مواجهة التغيرات الاستراتيجية التاريخية، ولكن أيضًا إلى مدى حساسية تجارة الأسلحة، حسبما رأت الصحيفة الألمانية.

 وقال الجنرال السابق عاموس جلعاد لصحيفة "جيدوت أشارونوت"، إنّ المشكلة ليست في تسليم الإمارات طائرات أمريكية متطورة، بل في ما ستحصل عليه الدول العربية الأخرى فيما بعد.

وقد عيّن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس الدول المرشحة للحصول على الصفقة، وفي مقدمتهم السعودية وقطر، وقال إنّه ليس لديه شك في أنّ هاتين الدولتين الخليحيتين ستحصلان عاجلًا أم آجلًا على طائرات إف 35.

 وبحسب الصحيفة الألمانية، تقدّمت قطر بالفعل بطلب رسمي في واشنطن للحصول على طائرات إف ٣٥، والتي تعد مجهزة بتقنية التخفي، ومزودة بنظام أسلحة يتفوق عدة مرات على أي طائرة مقاتلة أخرى.

صفقة الإمارات تقود لسباق تسلح في الشرق الأوسط

 وانتقد السفير الأمريكي في تل أبيب، دانيال شابيرو، الذي ظل في منصبه حتى عام 2017، أنّ إدارة ترامب تُعرّض التفوق التقني لإسرائيل للخطر من خلال صفقة إف 35 للإمارات، مشيرًا أنّ "المقايضة مع الإمارات" لم تتحدث عنها واشنطن بشكل كافٍ مع الخبراء العسكريين الإسرائيليين.

ومن أجل الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط، تفاوض إسبر وجانتس على أسلحة إضافية لإسرائيل، وهذا سيقود إلى سباق تسلح في المنطقة.

رابط النص الأصلي