رئيس التحرير: عادل صبري 10:58 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد لقاء بعبدا.. حكومة الحريري تنضج على «نار متوهجة»

بعد لقاء بعبدا.. حكومة الحريري تنضج على «نار متوهجة»

العرب والعالم

الحريري وعون

بعد لقاء بعبدا.. حكومة الحريري تنضج على «نار متوهجة»

أيمن الأمين 25 أكتوبر 2020 12:21

رغم كم الأزمات التي تحيط بالشارع اللبناني، وما ينتظره من سيناريوهات صعبة بسبب الوضع المأساوي الذي يعيشه اللبنانيون، فإن حالة من التفاؤل سيطرت خلال الساعات الأخيرة داخل القصر الرئاسي في بعبدا.

 

التفاؤل هو العنوان الأبرز للقاء الأخير الذي جمع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والرئيس ميشال عون، حيث اكتفى الحريري بوصف اللقاء بالإيجابي رافضاً الدخول في التفاصيل، وهي الأجواء التي عكستها مصادر قريبة من عون أيضاً، معربة عن تفاؤلها بإمكانية تأليف الحكومة خلال فترة قصيرة.

 

ووفق تقارير إعلامية، قال الحريري بعد لقائه مع رئيس الجمهورية الذي امتدّ لأكثر من ساعة: لن أتكلم كثيراً ولن أردّ على أي سؤال... الجلسة كانت طويلة والجو إيجابي.

 

وتجمع المواقف السياسية على الأجواء الإيجابية التي تطغى على الاتصالات الحكومية، حتى إن البعض يذهب إلى القول إن الحكومة قد تشكّل خلال مدة قصيرة لا تتعدى الأسبوعين، وذلك بعد الاتفاق على التفاصيل ومنها توزيع بعض الوزارات ولا سيما منها السيادية.

 

 

وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة على موقف عون عبر وسائل إعلام عربية، إن الأجواء التي طغت أول من أمس على الاستشارات النيابية وما أعلن عنه رئيس البرلمان نبيه بري يوم التكليف إثر لقائه عون والحريري تعكس ارتياحاً وإرادة من الجميع بتسهيل مهمة الرئيس المكلف.

 

وفيما تلفت المصادر إلى أن الإعلان عن الحكومة قد يكون خلال أسبوعين أو أقل، تقول: بات هناك اتفاق على أن تكون الحكومة مصغرة لا تتجاوز العشرين وزيرا كما أن التشكيلة تكاد تكون جاهزة، وذلك انطلاقاً مما سبق أن أنجزه الرئيس المكلف المعتذر مصطفى أديب بحيث إن الحريري ينطلق اليوم في مهمته من النقطة التي انتهى منها أديب.

 

وتذكّر المصادر بما كان يقال في وقت سابق بأن التأليف رهن بلقاء الحريري - عون، مضيفة: ها هو اللقاء حصل من دون أن أي عناء وهو إن دلّ على شيء فعلى أنه عندما تأخذ الأمور سياقها الدستوري تذلّل كل العوائق، متوقفة أيضاً عند تصريح النائب جبران باسيل الإيجابي بعد اللقاء.

 

وترى المصادر أنه إذا بقيت الأجواء على ما هي ولم يحدث ما ليس بالحسبان سنكون أمام حكومة في أسرع ما يمكن، وهو ما سينعكس على الأوضاع العامة في لبنان وعلى رأسها انخفاض سعر صرف الدولار، موضحة أن الدولار سيهبط هبوطاً دراماتيكياً بمجرد تأليف الحكومة.

 

في السياق، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بأن الرئيس عون بحث مع الحريري الأوضاع العامة وتطورات الملف الحكومي، دون مزيد من التفاصيل.

 

 

وضمن الأجواء نفسها، لفت النائب محمد خواجة من كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، إلى أن كلام الأخير حول الجو التفاؤلي من القصر الرئاسي، هو رسالة تطمينية إلى اللبنانيين، مؤكداً أن الرئيس سعد الحريري خيارنا لرئاسة الحكومة في هذه المرحلة على أسس جديدة.

 

ونفى في حديث تلفزيوني وجود حلف رباعي، مؤكدا: متفقون على سقف مؤلف من الورقة الفرنسية، وهناك مظلومية عند كل اللبنانيين، ونسبة البطالة العالية موجودة عند كل الطوائف.

 

بدوره، قال النائب علي درويش في كتلة الوسط المستقل التي يرأسها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، إن الأجواء التي رافقت الاستشارات النيابية كانت إيجابية جداً بعدما أبدى الأفرقاء كافة رغبتهم بتسهيل عملية تأليف الحكومة، داعيا إلى الانتظار لحوالي سبعة إلى عشرة أيام للتأكد من صدق النيات.

 

وفي حديث إذاعي أكد درويش أن لبنان لا يملك ترف الوقت والمطلوب تشكيل الحكومة بسرعة قياسية، لافتا إلى أنه يمكن الإفادة من تجربة السفير مصطفى أديب لعدم تكرار السيناريو نفسه.

 

 

ولفت إلى أن الرئيس سعد الحريري يرغب بتوزير أشخاص من ذوي الاختصاص والنية بالإصلاح والعمل الدؤوب وسيستخدم هامش التحرك الذي يملكه بعملية تسمية الوزراء الجدد، مؤكدا أن الوزراء الجدد سيجمعون بين السياسة والاختصاص والعمل والحكمة في صناعة القرار.

 

وتوقع درويش أن تتألف الحكومة من أربعة عشر إلى عشرين وزيرا كحد أقصى، لافتا إلى أن طرح الرئيس السابق نجيب ميقاتي بحكومة تكنو - سياسية لم يخرج من التداول، ولكنه سيطبق بطريقة مختلفة نوعا ما.

 

وشدد على أن الرؤساء الثلاثة والنواب يدركون مدى الضغط الخارجي على لبنان لإنجاز الإصلاحات المطلوبة، معتبرا أن الناس بحاجة إلى صدمة إيجابية في هذه المرحلة العصيبة.

 

وأكد أنه مع المداورة في كل الوزارات لكسر الأعراف السائدة وإبعاد شكوك من يحاولون الاصطياد بالماء العكر، مشيرا إلى أن بداية العام المقبل قد تحمل دعوة من رئيس الجمهورية إلى طاولة حوار تجمع كل الأقطاب السياسيين.

 

 

والخميس الماضي، كلف الرئيس اللبناني، الحريري، بتشكيل الحكومة الجديدة، عقب اعتذار رئيس الوزراء المكلف السابق مصطفى أديب في 26 سبتمبر الماضي، لتعثر مهمته في تشكيلها، عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي.

 

وهذه المرة الرابعة للحريري على رأس الحكومة، إذ تولى الأولى في 2009، والثانية في 2016، قبل أن تنهار حكومته الثالثة في 29 أكتوبر 2019، تحت ضغط احتجاجات شعبية، ليخلفه حسان دياب الذي استقال عقب 10 أيام على انفجار بيروت.

 

وقدمت الحكومة الثالثة للحريري استقالتها، في 29 أكتوبر 2019، تحت إلحاح ضغط احتجاجات شعبية طالبت بإصلاحات اقتصادية وسياسية، ليخلفه حسان دياب الذي قدمت حكومته استقالتها عقب 10 أيام على انفجار مرفأ بيروت.

 

ويعاني لبنان، منذ أشهر، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990)، إضافة إلى استقطاب سياسي حاد، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان