رئيس التحرير: عادل صبري 08:39 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«إسرائيل على الحدود».. إيران تلوح للخليج بالبندقية وغصن الزيتون

«إسرائيل على الحدود».. إيران تلوح للخليج بالبندقية وغصن الزيتون

العرب والعالم

وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي

«إسرائيل على الحدود».. إيران تلوح للخليج بالبندقية وغصن الزيتون

أيمن الأمين 20 أكتوبر 2020 14:50

في خضم الأحداث والتغيرات التي طرأت على منطقة الشرق الأوسط، عقب توقيع اتفاقيات تطبيع عربية مع "إسرائيل" اتجهت إيران مؤخرا إلى التقارب مع دول الخليج.

 

فعقب تطبيع الإمارات والبحرين لعلاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يبدو أن إيران لديها بعض التخوفات من تطور هذا التطبيع لتنتج عنه اتفاقيات أمنية وعسكرية بالقرب منها، وهو ما قد يدفعها لحسابات سياسية وأمنية وجيو - استراتيجية مختلفة.

 

ومنذ إعلان التطبيع بين الإمارات و"إسرائيل" ثم البحرين، لم تكن إيران مرحبة بالخطوة، بل على العكس نددت بها بشكل فوري.

 

وأعلنت إيران امس استعدادها لتوقيع معاهدات عسكرية وأمنية مع دول الخليج العربي، من أجل الاستقرار في المنطقة.

 

 

وقال وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، في تصريحات صحفية، إن بلاده على استعداد لتوقيع معاهدات مع دول الخليج في الجانب العسكري والأمني.

 

وحذر في الوقت ذاته من أي تهديد إسرائيلي ينطلق من منطقة الخليج، قائلاً إنه "سيواجه برد واضح ومباشر".

 

واعتبر أن التطبيع الإماراتي والبحريني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي "يشكل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة الخليجية".

 

وقال إن بلاده "حريصة جداً على عدم إطلاق سباق تسلح يحول المنطقة إلى برميل بارود.

 

وسبق أن هاجمت إيران، أكثر من مرة، كلاً من الإمارات والبحرين، وقالت إن الدولتين تتجهان نحو الهاوية مع "إسرائيل"، على خلفية إعلانهما التطبيع مع دولة الاحتلال".

 

 

ومن بين تلك التصريحات ما ورد على لسان وزير الدفاع الإيراني، في 23 أغسطس الماضي، من أن اتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والإمارات "سيجر المنطقة إلى عدم الاستقرار".

 

ففي بدايات التطبيع اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي إنما هو "تحالف بين الجانبين ضد إيران".

 

وفي 7 سبتمبر 2020، ردت إيران على الوزير الأمريكي محذرة الإمارات من المضي في توقيع اتفاق التطبيع، مؤكدة أنه لن يضمن لها الأمن، معتبرة أن أبوظبي ترتكب أخطاء استراتيجية بالتطبيع مع "إسرائيل".

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، وقتها: إن "إسرائيل" غير قادرة على ضمان أمنها ولن تستطيع ضمان أمن الإمارات".

 

 

وتابع زاده قائلاً: "أبلغنا دولة الإمارات بشفافية وعبر كافة القنوات الممكنة بأن طهران لا تساوم على أمنها القومي".

 

واستمرت إيران بالاستنكار والتنديد، حيث ضاعفت ذلك مع دخول البحرين في الاتفاق، محذرة المنامة على لسان الحرس الثوري الإيراني من "انتقام قاسٍ"، وقالت إن المنامة وأبوظبي ستتحملان منذ الآن مسؤولية أي تحرك إسرائيلي يهدد أمن المنطقة الخليجية.

 

وتخشى إيران بشكل كبير من اقتراب "إسرائيل" من حدودها الواسعة مع دول الخليج العربي، ووجودها بالقرب من أهم المنافذ البحرية في العالم والتي تسيطر عليه إيران عبر مضيق هرمز.

 

 

ورغم ذلك فقد طمأنت الإمارات إيران، على لسان وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش، مؤكدة أن التطبيع ليس موجهاً ضد إيران إنما هو قرار سيادي ومستقبلي يعزز موقع الإمارات بالمنطقة.

 

كما أكّدت أبوظبي غير مرة أنه لا يوجد اتفاق أمني وعسكري مع "إسرائيل"، إلا أن الكثير من المؤشرات تشير إلى نية "تل أبيب" إنشاء قواعد عسكرية في الخليج.

 

ويرى بعض المحللين أن التطبيع برمته يمثل نوعاً من الحماية الإسرائيلية لدول الخليج "المطبعة" في وجه إيران التي تشكل تهديداً مباشراً لها، وهو ما تبرزه وسائل الإعلام المساندة للتطبيع عادة.

 

 

المحلل السياسي مفيد مصطفى يرى في تصريحات صحفية، أن دول الخليج باتت مقسومة إلى معسكرين، "الأول هو معسكر السعودية الإمارات البحرين، والمعسكر الثاني هو معسكر عمان الكويت قطر"، مشيراً إلى أن الشرخ قد تعمق بين هذين المحورين بعد الأزمة الخليجية.

 

وأوضح أن المعسكر الأول "يميل إلى التصعيد مع إيران، وجزء من هذا التصعيد كان نتيجته التطبيع مع إسرائيل، كما يخوض هذا المعسكر حرباً بالوكالة مع إيران في اليمن ولبنان والعراق، وهو أيضاً منخرط بحملة ترامب المناهضة لإيران".

 

لذلك استبعد "مصطفى"تماماً أن يوقع هذا المعسكر معاهدات أمنية مع طهران، بل الأرجح أن هذه الدول ستتجه إلى مزيد من التصعيد مع إيران.

 

 

أما المعسكر الثاني فيعتقد أنه "أكثر توازناً"، لكنه بذات الوقت استبعد أن يدخل كل من الكويت وعُمان بحلف أمني إيراني، "خصوصاً في ظل تغير الحكام في كل من البلدين"، فيما رأى أن قطر ربما تكون الدولة الوحيدة المرجحة للدخول بالمعاهدة الأمنية الإيرانية، "خصوصاً بعد الحصار الذي تعرضت له"، إلا أن ذلك الاحتمال بنظره "ضئيل جداً، خصوصاً إذا بقي ترامب لدورة ثانية بالبيت الأبيض".

 

وفيما يتعلق بإيران يقول مصطفى: "لا شك أن طهران تشعر بالخطر والتهديد في حال قدمت قوات إسرائيلية للمنطقة، وقد عبر عن ذلك اللواء علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي قال إن أي خطوة لفتح أبواب المنطقة للكيان الصهيوني ستجلب الهزيمة والمذلة للدول التي تتعاون مع إسرائيل".

 

وتمر العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الوقت الحالي، بتوترات خطيرة، لم تشهدها المنطقة من قبل، في ظل تعقد الملفات الإقليمية المختلفة، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن، وطبيعة المنافسة الإقليمية الحادة بين الجانبين في هذا الإطار.

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان