رئيس التحرير: عادل صبري 11:25 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«بدون طيار».. هكذا تدير تركيا وإيران صراعات العرب من الجو

«بدون طيار».. هكذا تدير تركيا وإيران صراعات العرب من الجو

العرب والعالم

طائرة مسيرة تركية

«بدون طيار».. هكذا تدير تركيا وإيران صراعات العرب من الجو

أيمن الأمين 19 أكتوبر 2020 13:07

أصبحت الطائرات المسيرة أحد أبرز أسلحة الجيل الجديد من الحروب، فتلك الطائرات تعتمد عليها الدول في حسم المعارك، كما أنها مؤخرا باتت أحد أبرز الأسلحة في الصراعات العربية والإقليمية.

 

وتعد إيران وتركيا، إلى جانب كل من روسيا والصين والولايات المتحدة و"إسرائيل"، من أكبر مصنعي الطائرات دون طيار في العالم.

 

ووفق تقارير إعلامية، فقد اعتمدت تركيا وإيران مؤخرا على الطائرات المسيرة في خوض صراعاتهم المسلحة أو حتى دعم حلفائهم، فتركيا استطاعت عبر طائراتها المسيرة حسم المعارك في ليبيا، لصالح حكومة الوفاق الحليفة لها، وهو ما ظهر جليا في معارك طرابلس منتصف العام الجاري.

 

فالحرب الليبية والتي تفوقت فيها قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر مطلع العام الجاري، وكادت أن تملك زمام الأمور في كافة الأراضي، أوقفتها طائرات أنقرة المسيرة والتي كانت السبب الرئيسي في سيطرة حكومة الوفاق على مدن ترهونة وقاعدة الوطية الجوية، وصولا لحسم معركة طرابلس وتراجع قوات حفتر صوب سرت.

 

 

وأكد مراقبون أن الدعم اللوجيستي والعسكري التركي عبر الطائرات المسيرة، وتأثيراته على مجريات المعارك على الأرض عزز الوجود العسكري لصالح قوات حكومة الوفاق الوطني.

 

وقبل الحرب الليبية بسنوات كان الحديث أيضا برز بشكل كبير عن قدرات المسيرات التركية في سوريا، حيث تم تصنيف المسيرة " بيرقدار" ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية التي باستطاعتها تنفيذ بعض مهام الطائرات الأمريكية "إف 16"، بناءً على النتائج التي أحرزتها في معارك إدلب بسوريا.

 

وبالرغم من اعتمادها على ذخائر محلية الصنع فقد استطاعت تلك الطائرة الصغيرة الحجم إثبات جدارتها، لتصبح لاحقا العمود الفقري للقوات الجوية التركية، حيث ساهمت بفاعلية في ثلاث عمليات عسكرية شنتها  تركيا في الشمال السوري.

 

وبحسب تقرير لمجلة دير شبيجل الألمانية، نشر في 31 مايو الماضي، فإنه لا يكاد يخلو بلد تتدخل فيه أنقرة بقواتها العسكرية من طائرات "بيرقدار تي بي 2" التي تصنعها تركيا.

 

وأشارت المجلة الألمانية إلى استخدام درونز "بيرقدار تي بي 2" من دون طيار التركية، بقوة وكثافة غير مسبوقين في ليبيا لدعم حكومة طرابلس، التي يقودها فايز السراج.

 

 

أيضا تركيا استطاعت عبر طائراتها المسيرة فرض نفوذها وإحداث حالة من التوازن العسكري في الحرب الدائرة الآن بين أرمينيا وأذربيجان، بعدما أكدت تقارير استخباراتية دعم أنقرة لأذربيجان بتلك الطائرات.

 

ووفقا لموقع العين الإماراتي، تمتلك تركيا ما يقرب من 100 طائرة بدون طيار طراز "بيرقدار 2"، تقوم إجمالا بـ6 آلاف ساعة طيران شهريا، وتستخدم داخل الأراضي التركية في تتبع واستهداف عناصر حزب العمال الكردستاني. 

 

ووفق تقارير تركية رسمية، فإن هذا النوع من الدرونز قتل 449 شخصا شمال غربي سوريا في الفترة بين يناير وأبريل 2018، كما قتل العديد من الأشخاص في شمال العراق. 

 

ولفت الموقع الإماراتي إلى أن الدرونز التركية تعاني من مشاكل فنية مثل محدودية وزن الذخائر التي يمكن لهذه الطائرات تحملها، سواء طائرات "بيرقدار" التي تشغلها تركيا في ليبيا أو سوريا، أو الأنواع الأخرى.

 

ويتراوح وزن القذيفة التي يمكن للدرونز التركية تحملها من 45 إلى 65 كيلوجراما، كما أن المدى الإجمالي للطيران لا يتعدى 150 كيلومترا، ما يجعل الطائرة محدودة المناورة والفاعلية للغاية.

 

ولفت موقع "العين" إلى أنه مقارنة بطائرات هجومية أخرى، مثل "جراي إيجل" الأمريكية، التي يمكنها الطيران لمسافة 400 كيلومتر بشكل متواصل، فيما تستطيع حمل ذخائر تتعدى حاجز الـ300 كيلوجرام، تعد الدرونز التركية متواضعة جدا.

 

على الجانب الآخر، تأتي المسيرات الإيرانية كأحد أبرز الأسلحة التي أطالت أمد الحرب في اليمن والعراق، فطهران استخدمت تلك الطائرات لتعزيز مصالح حلفائها داخل تلك البلدان.

 

ووفق تقارير إعلامية، أكد مسؤولون أمريكيون، نهاية العام الماضي، أن المليشيات المسلحة التابعة لإيران في العراق زادت مراقبتها للقوات والقواعد الأمريكية باستخدام الطائرات المسيرة التابعة لإيران.

 

وقال مسؤول أمريكي، بحسب وكالة رويترز، إنه إلى جانب مهام الاستطلاع، يمكن للطائرات المسيرة الإيرانية أن تسقط ذخيرة أو تنفذ "طلعة انتحارية حيث يتم تزويدها بالمتفجرات وتوجيهها إلى هدف ما".

 

 

وأكد المسؤول الأمريكي أنه تم رصد زيادة في أنشطة الطائرات المسيرة في العراق قرب القواعد الأمريكية التي تعرضت إلى هجوم عن طريق قذائف مورتر وصواريخ في الأسابيع القليلة الماضية.

 

كما أكد مسؤولان أمنيان عراقيان على علم بأنشطة المليشيات الإيرانية في العراق، أن الأذرع الإيرانية تلقت تدريبا على استخدام الطائرات المسيرة على يد أعضاء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

 

وكانت الجماعات التابعة لإيران بدأت في استخدام الطائرات المسيرة خلال عامي 2014 و2015 أثناء معارك استعادة مناطق من قبضة تنظيم داعش، ليتطور الأمر بعد ذلك إلى استخدام تلك الطائرات في فرض النفوذ العسكري في مناطق كثيرة داخل الأراضي العراقية.

 

ومن العراق إلى اليمن، فالوجود الإيراني يزداد، حيث وسعت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، من هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة، والتي استهدفت مطارات ومنشآت نفطية في السعودية، مما تسبب قبل أشهر في وقف نصف انتاج النفط السعودي.

 

 

ووفق مراقبون، فقد عكفت طهران خلال الفترة الماضية على تصدير تكنولوجيا الطائرات المسيرة إلى ذراعها في اليمن "الحوثي"، بخلاف تقديم المشورة لها فيما يتعلق باستخدامها من خلال خبراء في قوات الحرس الثوري وحزب الله.

 

ويقول خبراء في الأمم المتحدة: إن الحوثي تمتلك حاليا طائرات مسيرة قادرة على إسقاط قنابل أكبر على مسافات أبعد وبدقة أشد من ذي قبل.

 

ويستخدم الحوثي الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع لشن هجمات واسعة، حيث تلعب الطائرات المسيرة دورا بارزا ضمن تهديدات إيران وفرض سيطرتها على مناطق الصراع في الشرق الأوسط.

 

 

وأنتجت إيران عدة مئات من الأنواع المختلفة للطائرات بدون طيار، وبدأت بتصديرها في عام 2011 إلى الدول الحليفة، وتُعد الطائرة المسيرة "كرار" من أهم جهود طهران في مجال صناعة الطائرات القتالية، وأزيح الستار عنها عام 2010.

 

ويبلغ مدى "كرار" 1000 كيلومتر، وسرعتها نحو 900 كيلومتر في الساعة، ولها إمكانية حمل شحنة تزن نحو 500 كيلوجرام، وسقف تحليق يتراوح ما بين 25 ألفاً و40 ألف قدم (7500 إلى 12000) متر، فضلاً عن إمكانية تجهيزها بقنابل 250 و500 باوند، فقد تم تجهيزها بصاروخ كروز البحري "كوثر" أيضاً، والذي بإمكانه إصابة الأهداف المعادية في البحار.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان