رغم إعلان الروس هدنة ثانية بين الجيشين الأرميني والأذربيجاني، صباح أمس الأحد، إلا أن قصف المدنيين لم يتوقف طيلة الساعات الأخيرة، تحديدا ببلدة كنجة الأذرية.

 

وتبادلت أذربيجان وأرمينيا الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية التي توصلتا إليها بوساطة روسية، حيث اتهمت وزارة الدفاع الأذرية أرمينيا بعدم الامتثال للهدنة الإنسانية، والسعي إلى زيادة التوتر في جبهات القتال.

 

وقال بيان أذري إن القوات الأرمينية خرقت بشكل فاضح اتفاق وقف إطلاق النار الجديد، كما ندد البيان بقصف مدفعي وهجمات استهدفت 4 بلدات قريبة من خط النار، وجرى صدّها بالكامل.

 

في المقابل، جددت الخارجية الأرمينية اتهاماتها لأذربيجان بتعمد استهداف المدن والبنى التحتية المدنية في إقليم ناغورني كاراباخ وفي المدن الأرمينية.

 

 

كما انتقدت الخارجية الأرمينية بشدة ما أسمته فشل الاتحاد الأوروبي في الرد بشكل واضح على ما وصفته بمظاهر جرائم الحرب التي ترتكبها أذربيجان، على حد وصفها.

 

في غضون ذلك، أدان الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم الأرميني بصاروخ سكود على مدينة كنجة مساء الجمعة، مما أدى إلى مقتل 13 مدنيا وجرح أكثر من 45 آخرين، فضلا عن تدمير أكثر من 20 منزلا.

 

وأوضح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام -في بيان- أن جوتيريش يدين جميع الهجمات على المناطق المأهولة بالسكان المتضررة من الصراع.

 

وتوقع جوتيريش أن يلتزم الطرفان بالهدنة الإنسانية التي أعلن عنها بشكل تام، وأن يستأنفا المفاوضات الجوهرية دون تأخير.

 

 

وفي السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ثلاثي مجموعة مينسك (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا) يقف إلى جانب أرمينيا ويساندها بكل أنواع الأسلحة، موضحا أن دول المجموعة عجزت عن حل الأزمة منذ 30 سنة.

 

وفي كلمة ألقاها بمدينة شرناق (جنوب شرقي تركيا)، أكد أردوغان أن أرمينيا خرقت وقف إطلاق النار مع أذربيجان بعد فترة قصيرة من سريانه.

 

ميدانيا، أقر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية أن الجيش الأذري استطاع تسجيل بعض الخطوات في أحد قطاعات المعارك على الجبهة الجنوبية بعد اشتباكات عنيفة، لكنه استدرك أن هذه معركة من الجيل الخامس وأن بعض الخطوات للخلف أو الأمام ليس بتلك الأهمية.

 

 

وأضاف المتحدث أن قوات أذربيجان لم تستطع تحقيق نجاح كبير في الجبهة الشمالية، بينما تم صدها في أحد قطاعات الجبهة الجنوبية.

 

وفي هذه الأثناء، رفعت القوات الأذرية علم بلادها فوق جسر خودافيرين الذي يصل الأراضي الإيرانية بمدينة جبرائيل التي أعلن الجيش الأذري تحريرها أخيرا.

 

في سياق متصل، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، صباح اليوم الاثنين، تحرير 13 قرية جديدة من قبضة الجيش الأرميني، في إقليم "كاراباخ".

 

وأوضح علييف في تغريدة على حسابه في تويتر، أن القرى المحررة تتبع لمدينة جبرائيل.

 

 

وذكر علييف أن القرى المحررة هي سلطانلي وأميرفارلي وماشانلي وحسنلي وعلي كيهانلي وكوملاك وحاجلي وكويرتشينيسيللي ونيازغولار وكتشل محمدلي وشاهفيللي وحاجي اسماعيلي وإسحاقلي.

 

والجمعة أعلن علييف أيضا تحرير قرى "هرمانجق" و"أقبولاق" و"أهولّو" في مدينة "خوجاوند".

 

الكاتب الصحفي الأذربيجاني شيخعلي علييف قال في تصريحات سابقة لمصر العربية، إن أرمينيا تسعى إلى تلفيق ونشر ادعاءات كاذبة من أجل تدويل النزاع وتوسيع رقعته لجلب القوى الثالثة فيه واللعب بورقة "المرتزقة"، أيضا تحاول أرمينيا تقديم هذه العمليات القتالية كقتال ديني وعرقي واثني".

 

وأضاف أن أذربيجان تخوض هذا الصراع في إطار القانون الدولي والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الأممي لتحقيق حقها في طرد المحتلين من أراضيها، المؤسف أن أرمينيا واللوبي الأرميني ينظم في الخارج مسيرات يندد فيها شعارات كأن أرمينيا تحارب وحدها أمام الصليبيين المسلمين وفي حرب للدفاع عن أوروبا والعالم المسيحي من هجمات الأتراك المسلمين.

 

وأوضح أن أرمينيا نقلت أسلحة عسكرية على طائرات مدنية إلى كاراباخ، وكذلك المرتزقة من بعض البلدان إليها وتستمر هذه العملية حتى الآن، تحديدا من فرنسا وبلجيكا.

 

 

وأُعلنت هدنة إنسانية جديدة بين البلدين مساء السبت على أن تبدأ بعد منتصف ليل الأحد، بعد أن تحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هاتفيا مع نظيريه في أذربيجان وأرمينيا، ودعا الجانبين إلى تطبيق الهدنة التي توسط فيها قبل أسبوع.

 

وأدت المعارك التي اندلعت منذ 3 أسابيع إلى مقتل مئات الأشخاص، لكن الخسائر أكبر على الأرجح لأن كلا من المعسكرين يؤكد أنه قتل الآلاف في صفوف العدو.