رئيس التحرير: عادل صبري 01:20 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

صحيفة ألمانية: هكذا حطَّم أردوغان الأكراد في سوريا

صحيفة ألمانية: هكذا حطَّم أردوغان الأكراد في سوريا

العرب والعالم

مدرسة تل أبيض الابتدائية تدرس باللغة العربية فقط. حيث لا يعيش كردي في المنطقة العازلة

ويصور نفسه كرجل سلام

صحيفة ألمانية: هكذا حطَّم أردوغان الأكراد في سوريا

احمد عبد الحميد 18 أكتوبر 2020 22:44

بعد مرور عام على الهجوم على المناطق الكردية، تريد تركيا إثبات عودة الحياة إلى طبيعتها، ويريد أردوغان نقل صورة للغرب بأنه رجل السلام.. كلمات وردت في تقرير صحيفة زوددويتشه الألمانية.

 

وأوضحت الصحيفة قائلة: "بسط أردوغان نفوذه في سوريا، فبعد مرور عام على بدء العملية العسكرية التركية "نبع السلام"، تريد أنقرة إثبات أنَّ الحياة في المنطقة الكردية السورية أصبحت طبيعية، وأنَّ السلام قد عاد بعد طرد الميليشيات الكردية".

 

وكان الجيش التركي مدعومًا في هجومه من قبل الجيش الوطني السوري، وهو مجموعة من الثوار مجهزة ومدعومة من تركيا، وفقًا لتقرير الصحيفة الذي رأى أنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدف إلى إظهار أن السوريين، الذين عانوا منذ تسع سنوات من الحرب الأهلية، يمكنهم الآن أن يعيشوا حياة سلمية إلى حد ما في سوريا تحت حماية الأتراك.

 

ولفتت الصحيفة إلى أنَّ تسمية العملية العسكرية باسم "نبع السلام" كان مضللًا، فقد كانت هذه العملية العسكرية لعام 2019 بمثابة غزو للقوات التركية لجزء آخر من المنطقة التي كان يسيطر عليها الأكراد السوريون سابقًا.

 

وأضاف التقرير: "يروج الآن الضباط للحياة المدنية في بلدة تل أبيض الحدودية السورية لنجاح عمليتهم لمكافحة الإرهاب من خلال بث مقاطع فيديو وصور تظهر عودة الحياة إلى بازار ومدرسة".

 

وفي فناء مدرسة ابتدائية، يقف ضابط بين الأطفال الذين يلعبون ويمرحون ، ويحدد الأماكن التي تحصَّن فيها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية في كل مكان في المدينة، سواء في المدارس، أو المساجد، أو في المستشفيات.

 

ويقول رجل يرتدي زياً عسكرياً للصحيفة الألمانية: "على الرغم من أن هذه مدرسة، فقد استخدمها الإرهابيون لأغراض أخرى، وأنهم عثروا على كميات من الاسلحة والالغام".

 

وتطرقت الصحيفة إلى مشهد آخر يصور مُعلمة تخبر الأطفال بلطف بنهاية الاستراحة، ثم يعود الأطفال إلى الفصول الدراسية، حيث تجلس البنات على اليسار والصبيان على اليمين، ويتعلمون باللغة العربية فقط.

 

المُعلمة التي تبدو وكأنها ملقنة من العسكر التركي، تسأل الأطفال عن امنياتهم المستقبلية، ويعطي الأطفال إجابات متوقعة، مثل "أريد أن أصبح طبيبة وأعالج المرضى".

 

وتساءلت الصحيفة: هل هناك اكراد بين الطلاب؟ ، مجيبة بأنَّ "قلة فقط" منهم يتواجدون في المدارس ولهذا السبب تطبق الدراسة باللغة العربية فقط.

واستطرد التقرير: "بالنسبة لأنقرة، فإن الأكراد السوريين، هم ببساطة "إرهابيون"، فلمْ يكترث أردوغان بحقيقة أنَّ الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تحالفت مع قوات سوريا الديمقراطية في القتال ضد داعش، بل قام بطرد وحدات حماية الشعب الكردية بعد هزيمة داعش"

.

وأصبح هذا ممكنا بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوات الأمريكية من المنطقة الكردية بين عشية وضحاها، ومهد الطريق أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

واستدركت الصحيفة: "تمكن الأتراك من دفع وحدات حماية الشعب الكردية عدة مئات من الكيلومترات إلى الداخل، وتوطين العرب في مدن مثل تل أبيض والقرى المحيطة بها، بما في ذلك السوريون الذين فروا إلى تركيا".

 

الأسد هو الوحيد الذي يمكنه توفير الحماية للأكراد السوريين

 

وتحاول أنقرة إنشاء منطقة عازلة، حيث ستمنع من خلالها إعادة إنشاء تجمع كردي مستمر، ولم يعد الآن أي خيار أمام الأكراد السوريين سوى التعايش مع نظام الأسد، لأن الحاكم السوري هو الوحيد الذي يمكنه أن يوفر لهم الحماية.

 

وبحسب الصحيفة، لم يُظهر التدخل التركي في سوريا نهاية الحكم الذاتي الكردي فحسب، بل أدى أيضًا إلى تهميش ماضي الأكراد، حيث تم تدمير المستشفيات والمساجد ومؤسسات المجتمع في القتال من أجل مدينة تل أبيض، ثم أعيد بناء كل شيء بأموال تركية في رسالة واضحة مفادها أن تركيا حامية السلام.

 

وتابعت الصحيفة: "يمكن رؤية توازن القوى الحقيقي في مدينة تل أبيض من خلال زيارة مبنى إدارة المدينة، حيث أشاد رئيس مجلس النواب المحلي وائل الحمدو، بتركيا لمساعدتها خلال السنوات العشر الماضية، معربًا عن أسفه لقلة الدعم من منظمات الإغاثة الدولية.

 

وبجوار مبنى رئيس مجلس النواب المحلي وائل الحمدو مباشرة، يوجد مبنى " شانلي أورفا" التركي، وأمامه سيارة مصفحة تركية تقف أمام الواجهة الأمامية، ومع ذلك، يؤكد البرلماني قائلًا: "أصدقائنا الأتراك لا يتدخلون في شؤوننا" ، لكنهم يتصرفوا بصفة استشارية فقط"، مضيفًا أنَّ الشرطة أيضًا تعمل بشكل مستقل.

 

و في بازار يمكن رؤية ضباط الشرطة، الذين كانوا مقاتلين سابقبن في صفوف الميليشيات المناهضة للأسد، يرتدون الآن باريت أخضر، لكنهم يختلفون قليلاً في مظهرهم وزيهم عن المتمردين السوريين الذين كانوا من قبل.

 

ويقول صاحب متجر من الرقة للصحيفة وهو يشير بإيماءة إلى أحد رجال الشرطة: "طالما أن الأتراك هنا، نشعر بالأمان، وإذا غادروا، فإن القتال القديم سيبدأ من جديد".

 

رابط النص الأصلي

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان